يعبر غسيل الأموال عن مجموعة من العمليات المالية التي تهدف لتضليل الجهات الرسمية، وإعطاء الغطاء الشرعي لأموال تم تجميعها بطريقة غير قانونية، وغير شرعية، ناتجة عن نشاطات اجرامية مثل تجارة المخدرات، أو السلاح، أو تجارة الأعضاء البشرية، أو الآثار.
العملات المشفرة وغسيل الأموال
وقد سميت هذه العمليات بغسيل الأموال، لأن الأموال التي جمعت من المصادر غير القانونية تعد أموالًا غير نظيفة، وهكذا يقوم المجرمون بغسيل الأموال لتحويل هذه الأموال إلى أموال نظيفة عن طريق التخفي وراء شركات أو مؤسسات إجتماعية أو مكاتب تبدو طبيعية للمجتع والعالم.
مراحل غسيل الأموال
تبدأ عملية غسيل الأموال، بادخار الأموال المجنية من المصادر غير الشرعية لشكل نقدي، ثم يعمد المجرمون على اخفاء علاقة الأموال المدخرة بمصادرها الأساسية غير القانونية عن طريق اتباع سلسلة من العمليات المعقدة وذلك بهدف اخفاء أي دليل عن المصدر الأساسي للأموال، وفي النهاية يقوم المجرمون بدمج الأموال المغسولة بالأموال النظيفة، بحيث يتم تضليل الجهات والسلطات المالية.
غسيل الأموال والعملات المشفرة
أدت التكنولوجيا الحديثة وظهور العملات المشفرة الى ابتكار طرق جديدة من الجرائم المالية وغسل الأموال. ويشير موقع وورلد فيو ستراتفور (worldview stratfor) ، أن مبيضو الأموال بدأوا باستغلال تطبيقات تحويل الأموال المشفرة، والعملات الرقمية لإخفاء أموالهم غير النظيفة. ويستغل المجرمون العملات المشفرة وذلك لأنها مريحة، قليلة التكلفة، ومنتشرة بشكل واسع في جميع أنحاء العالم. كما ويستفيد المجرمون من درجة السرية العالية التي تتصف بها هذه المنصات، الأمر الذي يسهل عليهم عمليات الاحتيال والانكار والتخفي في حالات المساءلة والملاحقة القانونية.
اقرأ أيضًا: انهيار تورنيدو كاش.. هل اقتربت الحلقة الأخيرة من مسلسل غسيل الأموال؟
وقد أشار روب وينوريت، مدير الشرطة الأوروبية (اليوروبول)، ألى أن ما بين 4 إلى 5 مليار دولار من الأموال غير المشروعة يتم تبييضها من قبل المجرمين سنويا، باستخدام العملات المشفرة.
وبحسب أرقام الشرطة الأوروبية المتوفرة على مواقعها الإلكتروني هناك نحو 113 مليار يورو من الأموال المشبوهة يتم تداولها في الأسواق الأوروبية، الأمر الذي يعد خطير نسبيا، وأن 3 الى 4% من هذه الأموال يتم تبيضها عن طريق استخدام العملات المشفرة، وتعتبر عملة “مونيرو” أحد أبرز العملات المشفرة استخداماً من قبل مبيضو الأموال.