صناعة ألعاب الفيديو لن تعود كما كانت قبل الذكاء الاصطناعي.. ولكن كيف؟ من بين الوظائف التي ترتكز عليها صناعة ألعاب الفيديو 3 وظائف أساسية: المصمم الذي يتولى تصميم شخصيات اللعبة وبيئتها (Designer)، ومحرك الشخصيات (Animator)، وأخيرا كاتب السيناريو (script writer). يمكن الآن القول ببساطة إن هذه الوظائف الثلاث ستصبح جزءً من الماضي، بعدما كشف عنه جونسون هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا عملاق الرقائق الإلكترونية عن دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في صناعة ألعاب الفيديو.
خلال المعرض التجاري السنوي COMPUTEX 2023، عرضت شركة إنفيديا، التي تقارب قيمتها السوقية تريليون دولار بفضل الذكاء الاصطناعي، أحدث ابتكاراتها في صناعة الألعاب باستخدام ما أطلقت عليه محرك سحابة الأفاتار للألعاب NVIDIA Avatar Cloud Engine (ACE).
ماذا تقصد من ذلك؟.. وفق ما أعلنته الشركة فإنها ستقدم مجموعة من الحلول التي تسخر قوة الذكاء الاصطناعي لإجراء تغيير ثوري في تجربة صناعة الألعاب، بما يكشف عن مستقبل عوالم الألعاب النابضة بالحياة والشخصيات التفاعلية من غير اللاعبين.
والشخصيات التفاعلية من غير اللاعبين المقصود بها الشخصيات التي نطلب من الذكاء الاصطناعي صناعتها في اللعبة عبر مدخلات باللغة الطبيعية، لا التي تأتي مع اللعبة من الأصل بعد صناعتها بلغة برمجية.
اقرأ أيضاً.. «جيل زد» بالسعودية والإمارات يحظى بفرص توظيف أفضل بسبب ألعاب الفيديو
ماذا سيغير الذكاء الاصطناعي في تجربة ألعاب الفيديو؟
خلال المعرض، قدم الرئيس التنفيذي للشركة محرك سحابة الأفاتار للألعاب باعتباره مستقبل ألعاب الفيديو، وطرح أدوات ذكاء اصطناعي بإمكان المستخدمين العاديين صناعة أي لعبة من خلالها، حيث بإمكانهم تصميم شخصيات اللعبة، وتحريكها، وتصميم البيئة التي يتم تصوير فيها اللعبة، وكتابة السيناريو، بسهولة. «الذكاء الاصطناعي سيلعب دورًا مهمًا في تحريك الشخصيات، مما يجعلها تنبض بالحياة بطريقة أكثر واقعية»، بحسب هوانغ.
وبهذه الطريقة فإنه بإمكان أدوات الذكاء الاصطناعي جلب أي شخصية نريدها ضمن اللعبة دون أن يتطلب ذلك لغة برمجة بل من خلال لغة طبيعية، حيث من خلال اللغة الطبيعية نطلب من أداة الذكاء الاصطناعي صناعة شخصية بمواصفات معينة لتكون ضمن اللعبة دون كتابة سطر واحد برمجي.
وطورت إنفيديا محرك سحابة الأفاتار بالتعاون مع شركة كونفايا Convai، وهي شركة مقرها ملبورن متخصصة في أنظمة المحادثة الذكية الآلية، وتضم خدمات إنفيديا نيمو، وريفا، وأومنيفيرس أوديو تو فيس.
وتساعد هذه الخدمات في صناعة الشخصيات، والبيئات، والمحادثات بين الشخصيات في اللعبة، وتعمل على تحريك إيماءات الوجه للشخصيات بمجرد طلب ذلك عن طريق الصوت.
اقرأ أيضاً.. ثروة رئيس شركة إنفيديا ترتفع لـ34 مليار دولار بفضل الذكاء الاصطناعي
دمج الذكاء الاصطناعي في تطوير الألعاب يكتسب زخما
يكتسب دمج الذكاء الاصطناعي في تطوير الألعاب زخمًا، حيث يستكشف لاعبون كبار مثل بلايزارد إنترتاينمنت Blizzard Entertainment ويوبي سوفت Ubisoft إمكاناته.
على سبيل المثال تساعد أداة غوست رايتر إيه آي Ghostwriter AI من يوبي سوفت في إنشاء المسودات الأولى من حوار الشخصيات داخل اللعبة، مما يبسط عملية كتابة السيناريو.
وبحسب ما ورد قامت بلايزارد أيضًا بدمج الذكاء الاصطناعي في تصميم شخصيات غير لاعبين في عدد من ألعابهم الشهيرة مثل ديابلو Diablo وورلد واركرافت World of Warcraft.
اقرأ أيضاً.. الرابحون من الذكاء الاصطناعي.. «إنفيديا» ليست وحدها
الذكاء الاصطناعي علامة فارقة في عالم الألعاب
يمثل قيام إنفيديا بإزاحة الستار عن محرك سحابة الأفاتار NVIDIA Avatar Cloud Engine (ACE) علامة فارقة في صناعة الألعاب، من خلال تسخير قوة الذكاء الاصطناعي، تعمل إنفيديا على دفع حدود ما هو ممكن من حيث عوالم الألعاب النابضة بالحياة والشخصيات التفاعلية غير القابلة للعب.
نظرًا لأن عمالقة الصناعة مثل بلايزارد ويوبي سوفت يستكشفون أيضًا إمكانات الذكاء الاصطناعي، فإن مستقبل الألعاب يبدو واعدًا بشكل لا يصدق. مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، يمكن للاعبين توقع تجارب أكثر غامرة وديناميكية وواقعية في السنوات القادمة.