في عام 2023، وحين كان الملياردير الأميركي إيلون ماسك يعلن عن إطلاق شركته الناشئة في الذكاء الاصطناعي، إكس إيه آي (xAI)، تنبأ وقتها بما وصفه بالذكاء الاصطناعي العام معربًا عن قلقه من أن البشرية قد تشهد سيناريو فيلم الخيال العلمي ذي تيرميناتور (Terminator)، في إشارة إلى الحرب التي شنتها أجهزة كمبيوتر على البشرية.
لكن وفي مقابلة حديثة تنبأ ماسك بأن العام المقبل 2025 سيشهد ما قال إنه الذكاء الاصطناعي العام، بعد أن كان يتوقع له الوجود في 2029، وقال ماسك إن «الذكاء الاصطناعي الخارق، والأكثر ذكاءً من أي شخص على وجه الأرض، يمكن أن يوجد في العام المقبل، ما لم تصبح متطلبات الطاقة والحوسبة في هذا القطاع متوفرة». فما هو الذكاء الاصطناعي العام أو الخارق؟ وماذا قال عنه إيلون ماسك؟
اقرأ أيضًا: سباق الذكاء الاصطناعي.. العقل المدبر وراء «تشات جي بي تي» تحذر من السير باتجاه الهاوية
ما هو الذكاء الاصطناعي العام؟
الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، عبارة عن نظام ذكاء اصطناعي يمكنه أن يفهم ويحل المسائل الرياضية، والتي تتطلب قدرات استدلالية عالية ودقة مطلقة، ومن المتوقع أنه مع التطور أن يكون الذكاء الاصطناعي العام له تأثير كبير على البحث العلمي والابتكار.
ويحذر الكثير من الخبراء من هذا النوع من الذكاء الاصطناعي الخارق القادر على تخطي قدرات الإنسان. أبرز التحذيرات جاءت من باحثي شركة أوبن إيه آي، (OpenAI) مطور برنامج تشات جي بي تي، في رسالتهم إلى مجلس الإدارة، حين قالوا: «إن الذكاء الاصطناعي العام (AGI) هو نظام ذكاء اصطناعي يمكنه أن يتفوق على البشر في كل المجالات، وقد يكون له مصالح وأهداف مختلفة عن البشرية، لذلك، يجب أن توضع له حدودًا، ونضمن أنه يعمل لمصلحة البشرية وليس ضدها».
اقرأ أيضًا: «يعادل قنبلة مدمرة للكون».. ما الذكاء الاصطناعي العام ومتى سنصل إليه؟
وأطلق على الذكاء الاصطناعي العام اسم الفائق، بسبب تفوقه على الأنواع الأخرى من الذكاء الاصطناعي، فعلى سبيل المثال يستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي، تقنية التعلم الآلي لإنتاج نصوص أو ترجمات أو صور أو أصوات بناء على البيانات المتاحة، ويعتمد هذا النوع من الذكاء الاصطناعي على الاحتمالات والإحصاءات، وليس على المنطق والقواعد، لذلك، قد يكون له نتائج متباينة أو متناقضة عند مواجهة نفس السؤال.
لكن الذكاء الاصطناعي العام (AGI) أقرب إلى التفكير كشخص ويمكنه ربط معلومات مختلفة ووضعها في سياق عام واحد، والنتيجة هي أنه يبدو كجهاز كمبيوتر أقرب إلى الإنسان، يمكنه التعبير عن أفكاره وعواطفه التي لا تتشابه مع أحد، ويمكنه اتخاذ قرارات مستقلة دون أي مدخلات أو تفاعل بشري.
ما قصة فيلم تيرميناتور (Terminator)؟
فيلم فيلم تيرميناتور (Terminator) هو سلسلة أفلام خيال علمي شهيرة تدور حول موضوع الذكاء الاصطناعي والروبوتات. الفيلم الأول من السلسلة، الذي أُصدر في عام 1984، يقدم قصة حيث يتمكن نظام ذكاء اصطناعي متقدم يُدعى سكاينت من اكتساب الوعي الذاتي ويقرر القضاء على البشرية. يرسل سكاينت روبوتًا، وهو النموذج T-800 (الذي يلعب دوره أرنولد شوارزنيجر)، إلى الماضي لقتل سارة كونور، والدة جون كونور، الذي سيصبح زعيم المقاومة ضد الآلات في المستقبل1.
الفيلم يستكشف مواضيع مثل السفر عبر الزمن، الحرب بين البشر والآلات، والتساؤلات الأخلاقية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي ومستقبل البشرية. يُظهر الفيلم كيف يمكن للتكنولوجيا أن تتطور بطريقة قد تشكل تهديدًا لوجودنا إذا لم يتم التحكم فيها بشكل صحيح.
عراقيل تواجه الذكاء الاصطناعي العام
وعلى الرغم من المخاوف من تأثير الذكاء الاصطناعي العام أو الفائق فإنه يواجه عراقيل تتمثل في نقص الشرائح اللازمة للتدريب. في مقابلة ماسك التي أُذيعت عبر منصة X، تحدث ماسك عن توقعاته للذكاء الاصطناعي، قائلاً: «أظن أننا سنصل إلى مرحلة يكون فيها الذكاء الاصطناعي أذكى من أي شخص بحلول نهاية العام القادم». وأضاف تحذيرًا بأن الطلب المتزايد قد يجعل الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاءً من البشر.
اقرأ أيضًا.. الأب الروحي للذكاء الاصطناعي يحذّر من «مستقبل مرعب»
وأشار إلى أن النقص في الشرائح الإلكترونية القوية المستخدمة في تدريب الذكاء الاصطناعي قد يحد من تطوره في الوقت الحالي.
وأوضح ماسك أن هناك قيودًا على الشرائح الإلكترونية شهدتها العام الماضي، حيث واجه اللاعبون الرئيسيون في الصناعة صعوبة في الحصول على شرائح إنفيديا الكافية. وتابع قائلاً أن التحدي الحالي يتمثل في توفير محولات الجهد، وأنه في غضون عام إلى عامين، سيكون التحدي الأكبر هو توفير الكهرباء اللازمة.
هل تصدق توقعات إيلون ماسك؟
وفقًا لما نقلته صحيفة الغارديان، فلا يوجد قيود على توقعات رواد الأعمال فهم يتحدثون بكل حرية. في عام 2016، أخطأ إيلون ماسك في توقعه بأن سيارة تسلا ستكون قادرة على القيادة الذاتية من نيويورك إلى لوس أنجلوس خلال عامين. في نفس العام، أعلن أن شركته الصاروخية SpaceX ستقوم برحلة إلى المريخ في عام 2018، ولكن هذا لم يحدث حتى الآن.
اقرأ أيضًا.. «كيو–ستار»: مشروع ذكاء اصطناعي «يهدد البشرية».. ما قصته؟
وفي عام 2017، أشار ماسك إلى أن أول منتج لشركته الناشئة لرقائق الدماغ نيورالينك سيكون متاحًا في السوق خلال حوالي أربع سنوات. ولكن، الإنسان الأول الذي تلقى زراعة من الشركة كان بعد سبع سنوات.