بعد حالة من الترقب عاشها العالم أجمع، كشف الملياردير إيلون ماسك، أخيرًا، عن رؤية شركته الجديدة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي «إكس إيه آي»، «xAI». وجمع ماسك فريقه الجديد الذي يضم نخبة من الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي، ليقدموا للجمهور تفاصيل أوسع عن أهداف الشركة خلال محادثة صوتية مدتها 90 دقيقة على خدمة «تويتر سبيس».
«إكس إيه آي».. وذكاء اصطناعي جديد
الرجل المُلقب بملك التكنولوجيا كشف بشكل أوسع، ولأول مرة، عن النهج الذي ستتبناه «إكس إيه آي» في مهمتها التي أنشأت من أجلها. وقال ماسك إن مهمة الشركة الناشئة، ستتمثل في فهم الطبيعة الحقيقة للكون بشكل أعمق. وبعدما اتهم ماسك شركتي «أوبن إيه آي»، و«غوغل»، بتطوير التكنولوجيا دون النظر في المخاطر التي يتعرض لها البشر، بدا أن مالك شركة «تويتر» سيسعى إلى إرساء نظام جديد للذكاء الاصطناعي.
وهذا ما تأكد بالفعل، عندما قال ماسك في البث الذي تابعه 34 ألف مستخدم مع انطلاقه، إن «إكس إيه آي»، ستحاول بناء «ذكاء اصطناعي عام جيد»، ليكون بديلاً لنماذج شركات «مايكروسوفت»، و«غوغل»، و«أوبن إيه آي» التي أنتجت روبوت الدردشة «تشات جي بي تي». والذكاء الاصطناعي العام يعرف اختصارًا بـ«AGI»، ويشير إلى الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه حل المشكلات مثل الإنسان.
xAI discussion on Spaces now
— Elon Musk (@elonmusk) July 14, 2023
اقرأ أبضـًا: «إكس إيه آي».. قصة بديل إيلون ماسك لـ«تشات جي بي تي»
«إكس إيه آي».. لحل الألغاز العلمية
ماسك الذي قال في عام 2014 إن اختراع أجهزة كمبيوتر فائقة الذكاء سيكون بمثابة «استدعاء للشيطان»، يبدو أنه ينوي بناء ذكاء اصطناعي فائق، يساعد في حل الألغاز العلمية وأسئلة الرياضات المعقدة إلى جانب مهمته الأساسية في فهم الكون. وتحدث فريق شركة «إكس إيه آي»، المكون من خبراء في الرياضيات و الذكاء الاصطناعي والهندسة عن رؤيتهم في كيفية في إنشاء ذكاء اصطناعي يفوق قدرات ذكاء البشر، ولكن بهدف إفادة المجتمع.
وأظهر الحدث كيف أن ماسك سيركز في البداية من خلال شركته «إكس إيه آي»، على إيجاد إجابة على الأسئلة العلمية العميقة، بدلاً من التنافس بشكل مباشر بعد الإطلاق، مع شركات «أوبن إيه آي»، و«غوغل»، و«مايكروسوفت»، في إصدار منتجات تعمل بالذكاء الاصطناعي لخدمة لمستهلكين. وقال ماسك إنه يرى مشروعه كبديل لشركات الذكاء الاصطناعي الكبرى، لكنه قال إن «إكس إيه آي»، لا تزال في مراحلها الأولى وأن الأمر سيستغرق وقتا حتى تستعيد منافسة هذه الشركات، حسبما نقل تقرير لصحيفة «واشنطن بوست».
وأكد ماسك أن الأسئلة حول طبيعة المادة المظلمة أو الجوانب غير المفسرة عن كيفية عمل الجاذبية يمكن أن تكون من بين الألغاز التي تسعى شركته إلى تفسيرها. والمادة المظلمة هي مادة مراوغة تشكل أكثر من ثلاثة أرباع الكون، ويعجز علماء الفلك حتى الآن عن فهم ماهيتها. كما تحدث بإسهاب عن ما يُعرف بـ«مفارقة فيرمي»، وهو سؤال طرحه عالم الفيزياء إنريكو فيرمي عام 1950، ويسأل عن السبب وراء عدم اكتشاف البشر لكائنات فضائية حتى الآن، فيما يفترض أن تلك الحضارات التكنولوجية عادة ما تدمر نفسها، أو يتم تدميرها من قبل قوة خارجية، قبل الانتقال إلى أنظمة شمسية أخرى.
اقرأ أيضـًا: 23.5 مليار دولار حجم نمو الذكاء الاصطناعي في الخليج بحلول 2030
بدوره، قال جيمي با، الأستاذ بجامعة تورنتو والباحث الشهير في الذكاء الاصطناعي والذي انضم إلى شركة ماسك، إن الهدف هو إنشاء ذكاء اصطناعي يمكنه تقديم المساعدة في مجموعة من المشاكل التي تواجه البشرية.
.@xAI
— Elon Musk (@elonmusk) July 14, 2023
«إكس إيه آي».. وتعاون مع تويتر وتسلا
ولكن هذا ليس كل ما في جعبة ماسك من خلال مشروعه الجديد، أذ أوضح أن شركة «إكس إيه آي»، ستعمل بشكل وثيق مع الشركات الأخرى التابعة له مثل «تويتر»، و«تسلا». ومن المنتظر أن تستخدم الشركة التغريدات العامة على تويتر لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها وستتعاون أيضا مع «تسلا»، على برنامج يعمل بالذكاء الاصطناعي. وقال ماسك إن مثل هذه العلاقة سيكون لها «منفعة متبادلة» ويمكن أن تسرع من جهود تسلا فيما يتعلق بقدرات القيادة الذاتية. كما اتهم جميع الشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي بتدريب نماذجها، عبر استخدام بيانات تويتر، وهو ما وصفه بأنه غير قانوني.
اقرأ أيضـًا: تويتر يكشف عن مفاجأة لصناع المحتوى لكسب المال.. فما هي؟
وتمتلك تسلا فريقًا قويًا من خبراء الذكاء الاصطناعي والذي يعمل بالفعل على منح السيارات الكهربائية قدرات قيادة ذاتية. وقال ماسك: «سنعمل مع تسلا على جبهة السيليكون وربما أيضـًا في برامج الذكاء الاصطناعي»، في إشارة إلى رقائق الكمبيوتر المصنوعة من السيليكون التي تستخدمها تسلا في تصنيع السيارات الكهربائية. ويتطلب تدريب ما يُسمى «بالنماذج اللغوية الكبيرة» التي تشكل العمود الفقري لأدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة، كميات هائلة من البيانات وعدد ضخم من أجهزة الكمبيوتر لتحليل جميع المعلومات، وهي عملية مكلفة للغاية، ولكن يبدو أن ذلك لن يردع ماسك في مشروعه الجديد «إكس إيه آي» الذي من المتوقع أن يُحدث ثورة في مجال الذكاء الاصطناعي.