في تطور جديد، اختار مجلس إدارة شركة أوبن إيه آي (OpenAI)، إيميت شير Emmet Shear، الرئيس التنفيذي السابق لشركة تويتش (Twitch) والمؤسس المشارك كرئيس تنفيذي جديد لشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة، وهو ثاني رئيس تنفيذي يرأس الشركة خلال 72 ساعة سادت فيها حالة الفوضى الشركة، منذ الإطاحة بسام ألتمان الرئيس التنفيذي للشركة، فمن هو إيميت شير، وما خطته لإدارة أوبن إيه آي، وما موقفه من الذكاء الاصطناعي، وما قصة الحركة التي ينشط فيها وتضع مجابهة مخاطر الذكاء الاصطناعي هدفًا لها؟
من هو إيميت شير؟
كان إيميت شير الرئيس التنفيذي لمنصة البث المباشر تويتش، المعروفة بمحتواها المرتبط بألعاب الفيديو، لأكثر من 16 عامًا قبل أن يستقيل في مارس. وفي وقت استقالته، قال شير إنه يستقيل ليعتني بابنه الرضيع. ولكن بعد ثمانية أشهر فقط، عاد شير للظهور في الأضواء.
إيميت شير، البالغ من العمر 40 عامًا، نشأ في سياتل. كان عاشقًا لألعاب الفيديو ومحبًا للعبة ستاركرافت إلى درجة أنه كان يتشاجر كثيرًا مع والده بسبب الكثير من الوقت الذي يقضيه في اللعبة، بحسب موقع بيزنس إنسايدر.
في عام 2005، تخرج شير من جامعة ييل بدرجة البكالوريوس في علوم الحاسوب. ثم أسس أول شركة ناشئة له، وهي كيكو كاليندر (Kiko Calendar)، بالشراكة مع رائد الأعمال جاستن كان. في عام 2006، تم بيع كيكو، التي كانت تواجه منافسة مع غوغل، مقابل 258,100 دولار إلى إليوت نوس، الرئيس التنفيذي لشركة توكاوز لخدمات الإنترنت.
اقرأ أيضًا.. سام ألتمان إلى مايكروسوفت.. ماذا جرى في الساعات الأخيرة؟
نجاح كبير
لكن إيميت شير حقق نجاحًا أكبر مع شركته الناشئة التالية مع صديقه جاستن كان، وهي خدمة بث مباشر تُدعى جاستن.تي في، التي بدأت كقناة واحدة للبث المباشر على مدار الساعة في عام 2007. في عام 2011، انفصل إيميت شير عن جاستن.تي في (Justin.tv) وأسس منصة تويتش (Twitch) الشهيرة. في عام 2014، اشترت أمازون تويتش مقابل 970 مليون دولار، وظل شير في منصب الرئيس التنفيذي للشركة.
تقول المنصة الآن إنها تستقطب 7 ملايين ناقل للبث المباشر شهريًا— ارتفاعًا من مليون واحد في يوليو 2014. إيميت شير هو أيضًا مستثمر. في يونيو 2011، انضم شير إلى شركة واي كومبيناتور (Y Combinator) كشريك جزئي الوقت. وظل في هذه المسرعة لشركات الناشئة التكنولوجية لمدة خمس سنوات حتى يونيو 2016، وفقًا لحسابه على لينكد إن. كما كان مستثمرًا ملائكيًا في تطبيق فاتوم (Fathom) للتفريغ الصوتي في عام 2021. في أبريل 2023، انضم شير مرة أخرى إلى واي كومبيناتور بصفته شريكًا زائرًا للمجموعة.
ما موقف إيميت شير من الذكاء الاصطناعي؟
يتخذ إيميت شير موقفًا مناهضا للذكاء الاصطناعي الفائق الذي قد يخرج عن سيطرة البشر، كما أنه ينشط في إحدى الحركات الاجتماعية التي تدعو إلى استخدام الذكاء الاصطناعي بآمان. في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال، في وقت سابق، قال شير: «الذكاء الاصطناعي مثل قنبلة تدمر الكون.. إنه سيء بطريقة تجعل من أزمة الاحتباس الحراري بجانبه أزمة لا تذكر».
في الأسابيع التي سبقت الإطاحة بألتمان، كانت التوترات الداخلية حول تسريع تسويق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الفائق. وكان ألتمان من بين أولئك الذين يتوقون إلى التأكيد على ميزة شركته كشركة رائدة في هذا المجال، وفقًا لأشخاص مطلعين على الوضع تحدثوا إلى فاينانشيال تايمز.
اقرأ أيضًا.. بعد ساعات من الإطاحة به.. هل يعود سام ألتمان إلى قيادة OpenAI؟
دعا إيميت شير، علنًا إلى طرح أبطأ لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وفي سلسلة من المنشورات عبر حسابه على منصة إكس، كتب: «أنا أؤيد التباطؤ. لا يمكننا أن نتعلم كيفية بناء ذكاء اصطناعي آمن دون إجراء التجارب، ولا يمكننا إجراء التجارب دون إحراز تقدم، ولكن ربما لا ينبغي لنا المضي قدمًا بأقصى سرعة أيضًا». وهذا الموقف يجعل شير متوافقًا مع إيليا سوتسكيفر، المؤسس المشارك الوحيد المتبقي في مجلس إدارة شركة أوبن إيه آي، والذي يقود الجهود المبذولة للتحكم في الأنظمة فائقة الذكاء في الشركة.
كشفت صحيفة فاينانشيال، أن إقالة سام ألتمان جاءت في أعقاب القلق المتزايد بشأن وتيرة تطوير وتسويق التكنولوجيا القوية التي تبنيها شركة أوبن إيه آي، بالإضافة إلى المخاوف بشأن قيام ألتمان بجمع الأموال لمشاريع خارج الشركة، بما في ذلك خطة لتطوير مصنع للرقائق بدعم من مستثمرين.
إيميت شير يرتبط بحركة تنشد الذكاء الاصطناعي الآمن
وفقًا لتقرير نشره بلومبرغ، يرتبط إيميت شير بحركة تكنولوجية في وادي السيليكون يطلق عليه اسم الإيثار الفعال، (Effective Altruism)، وهي حركة تنشد الذكاء الاصطناعي الآمن، وتضع تصورات لاستخدامات الذكاء الاصطناعي الفائق قد يكون لها أضرارا جسيمة وواسعة النطاق، وترفع الحركة شعار «ذكاء اصطناعي آمن».
اقرأ أيضًا.. استقطبه سام ألتمان من غوغل فأطاح به من رئاسة OpenAI.. من هو إيليا سوستيكفر؟
ومن المفارقات هنا أن الحركة التي ينشط فيها إيميت شير امتد تأثيرها إلى شركة أوبن إيه آي التي يرأسها حاليًا. بحسب مجلة وايرد الأميركية، فإن «أحد أبرز الأمثلة على تأثير حركة EA يأتي من OpenAI، التي تأسست في عام 2015 من قبل نخب وادي السيليكون بما في ذلك مثل إيلون ماسك، وبيتير ثيل، الذين خصصوا مليار دولار في مهمة التأكد من أن الذكاء العام الاصطناعي يفيد البشرية جمعاء». يقول موقع أوبن إيه آي «سنحاول إنشاء الذكاء الاصطناعي العام الآمن والمفيد بشكل مباشر، وسنعتبر أيضًا أن مهمتنا قد تحققت إذا ساعد عملنا الآخرين على تحقيق هذه النتيجة».