هل تساءلت يومًا عن سر نجاح بيل غيتس، الملياردير ومؤسس شركة مايكروسوفت؟ هل تعلم أنه كان يتبع استراتيجية بسيطة ولكنها فعالة تسمى «أسبوع التفكير»؟ هي استراتيجية كان يعتقد أن معظم إنجازاته وابتكاراته قد نشأت خلالها.
كان أول تطبيق من بيل غيتس لاستراتيجية «أسبوع التفكير»، انطلاق فكرة إنترنت إكسبلور (Internet Explorer)، وبعدها انطلقت الأفكار الفريدة التي كانت وراء كونه أغنى الأشخاص في العالم.
ويحتل بيل غيتس المركز الخامس في أغنى الأشخاص في العالم بثروته تقدر بحوالي 149 مليار دولار، وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
ما هو مفهوم «أسبوع التفكير» من بيل غيتس؟
بارنابي لاشبروك هو رائد أعمال ومؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «Time Etc»، وهي شركة تقدم خدمات المساعدة الافتراضية في الولايات المتحدة وبريطانيا منذ عام 2007. وهو مهتم بفكرة «أسبوع التفكير» التي اتبعها بيل غيتس لسنوات عديدة وساهمت في نجاحه.
و«Time Etc» تربط بين رواد الأعمال والمحترفين العاملين بجهد مع مساعدين افتراضيين محترفين بأسعار شهرية معقولة، مما يوفر لعملائها أكثر من 1.3 مليون ساعة من الوقت.
في مقال نشره على موقع «all business»:، قال لاشبروك: «لقد أثارتني فكرة أسبوع التفكير عندما علمت بها قبل بضع سنوات، فقررت أن أجرب شيئا مشابها بنفسي. لم أكن أتوقع أن نمطي الخاص من «أسبوع التفكير»، الذي أطلقت عليه اسم مكان العمل، سيكون بمثابة عامل حاسم في نمو وازدهار عملي. لقد كان لها تأثير هائل، وأنصح القادة الآخرين في مجال الأعمال بتجربة نفس الشيء».
وأشار لاشبروك إلى أن استراتيجيته تتطلب أخذ إجازة قصيرة من العمل كل 90 يوما، سواء كانت لمدة أسبوع أو يومين أو ثلاثة أيام على الأقل، بهدف التخلص من الضغوط والتركيز على التفكير. وقال: «المهم ليس وجهة سفرك أو مكان إقامتك خلال «أسبوع التفكير»، بل المهم هو أن تغير من بيئتك العادية للعمل والحياة، لأن هذا يمكنك من النظر إلى الأمور بعين جديدة».
اقرأ أيضًا: لا تتخذ قرارات للعام الجديد وتعلم من بيل غيتس!
وقال لاشيروك «بمجرد أن تغادر مكانك المعتاد، ستضطر إلى كسر روتينك والتكيف مع ظروف جديدة، وهذا ما يجعل أسبوع التفكير فريدًا من نوعه. فالقاعدة الأساسية لهذا الأسبوع هي: لا تقم بأي عمل معتاد أو ممل… نعم، هذا يعني أن تتجنب البريد الإلكتروني، والاجتماعات، والتحقق من العمل».
وأوضح بارنابي لاشبروك الهدف من هذه الاستراتيجية، قائلا: «المقصود من ذلك هو أن تزيل كل ما يشغل بالك أو يلهيك عن الأعمال الهامة والمعقدة التي تحتاج إلى العمل العميق، وهو مصطلح ابتكره كال نيوبورت، أستاذ وكاتب في جامعة جورج تاون، ليصف تلك المهام التي تتطلب منك استخدام قدراتك الإبداعية والتحليلية في حل المشكلات. وهذا النوع من العمل هو الذي يمنحك شعورًا رائعًا بـ ‘التدفق’ ويولد أفكارًا مبدعة بالفعل».
ويمكنك الاستفادة من أسبوع التفكير لتطوير مهاراتك في التفكير الإبداعي والناقد، وهما نوعان من أنواع التفكير والعمليات العقلية التي تساعدك على إنتاج أفكار جديدة ومفيدة وتقييمها بشكل منطقي ونقدي. ويمكنك تعلم بعض الطرق والتقنيات لتحسين هذه المهارات من خلال مشاهدة بعض الفيديوهات التعليمية أو قراءة بعض الكتب أو المقالات المتخصصة في هذا المجال.
كيفية تحقيق أقصى استفادة من أسبوع التفكير
قال لاشبروك: «في بداية كل أسبوع تفكير، أقوم بتقييم الأداء السابق لمدة تسعين يومًا لمعرفة ما حققناه وما فشلنا فيه. بالنسبة لي، هذا يعني الاطلاع على الكثير من البيانات لمعرفة مدى تأثير ما قمنا به في الربع الأخير».
وأضاف: «ثم، أنظر إلى ما يجب تغييره أو تحسينه في العمل – قبل أن أذهب إلى مكان عملي ، أكتب عادةً قائمة ، والتي قد أضيف إليها المزيد بعد مشاهدة البيانات – ثم ، أركز على كل مجال من مجالات التحدي ، وأحددها حسب الأهمية ، وأدرس العناصر ذات الأولوية العالية بعمق».
اقرأ أيضًا: سام ألتمان يكشف عن نصائحه الذهبية لرواد الأعمال في 2024
وتابع: «في النهاية، أضع خطة لما أود القيام به بشأن التحديات في الأشهر الثلاثة المقبلة وأحدد الإجراءات العملية التي يجب اتخاذها. إن إعطاء نفسي الوقت والمساحة الساكنة والمستمرة للقيام بذلك أربع مرات في السنة، كان له تأثير كبير على شركتي. تقريبًا كل النجاح الذي حققناه كان نتيجة لهذه العملية، بدءًا من زيادة معدل الاحتفاظ بالإيرادات بنسبة 3٪ وحتى إضافة 15 شخصًا إلى فريقنا بنجاح في العام الماضي».
وأوضح أنه استفاد شخصيًا أيضًا من هذه الاستراتيجية، قائلا: «لقد كانت أسابيع التفكير المنتظمة طريقة رائعة للحفاظ على حماسي لعملي ومساعدتي في الاستمرار في التعلم والتطور. لقد كنت أدير عملي لمدة 15 عامًا، وبعد هذه المدة الطويلة، قد يكون من السهل الاستسلام، ولكن بدلاً من ذلك ، تساعدني أماكن العمل الخاصة بي على التأكد من تحدي نفسي دائمًا، والنظر إلى المستقبل، والتكيف مع التغييرات. كما أنها تعطيني فرصة للتأمل في ما حققناه».
كيفية التحكم بوقتك
استراتيجية «أسبوع التفكير» هي فرصة رائعة لرواد الأعمال الذين يريدون الإلهام والابتكار، لأنها تسمح لهم بالابتعاد عن الروتين اليومي لإدارة الأعمال، والتركيز على التأمل والتخيل والتجريب، كما يقول بارنابي لاشبروك.
ولكن إذا كان من الصعب عليك أن تأخذ إجازة لمدة أسبوع في مكان مختلف مثل بيل غيتس، فلا تقلق، فهناك طرق أخرى لزيادة وقت التفكير العميق في حياتك اليومية، مثل:
اقرأ أيضًا.. نصائح بناء الثروة من مفلس أصبح يمتلك 200 مليون دولار.. ماذا قال؟
- الحد من التحقق من البريد الإلكتروني إلى ساعة واحدة في اليوم فقط، لتجنب الانشغال بالرسائل غير الضرورية.
- تقليل عدد الاجتماعات أو تحديد مدتها، لأنها غالبًا ما تكون غير فعالة وتضيع وقتك الثمين، وفقًا لمجلة هارفارد بيزنس ريفيو.
- حجز يوم أو يومين في الأسبوع للعمل بدون انقطاع، لتتمكن من التركيز على المشاريع الهامة واتخاذ القرارات الصعبة.
في الختام، ينصح بارنابي لاشبروك، الخبير في مجال ريادة الأعمال، بتجربة استراتيجية «أسبوع التفكير» لكل من يسعى إلى العبقرية والتميز من خلال الحصول على أفكار جديدة، ولكن إذا لم تتمكن من ذلك، فلا تنس أن تضع حدودًا لوقتك وتتخلص من ما يشتت انتباهك، لأن هذا هو السر وراء الإنتاجية والنجاح.