هل تحب المجازفة؟ هل تبحث عن كيفية إدارة المخاطر المالية وحماية استثماراتك؟ معظم الناس والمنظمات لا يفعلون ذلك. ولكن المجازفة ليست سيئة بالضرورة، فهي جزء لا يتجزأ من معادلة المجازفة والعوائد، أي أنه كلما ارتفعت نسبة المخاطر المالية ارتفعت العوائد. وكلما انخفضت المخاطر المالية انخفضت معها العوائد.
في المقابل، لا يجب أن تكون المجازفة واتخاذ المخاطرة عملية غير عقلانية، يجب على كل مستثمر أن يأخذ بالأسباب ويتجنب المخاطرة غير المنطقية والتي تؤدي إلى خسائر كبيرة. كما أن هناك أنواعًا من المخاطر يجب تجنبها من كل المستثمرين دون استثناء، مثل المخاطر المرتبطة بالوضع السياسي للبلد.
إدارة المخاطر المالية في 5 خطوات
يشير تقرير في ساينس دايركت Science Direct إلى أنه لا يجب الاستثمار في بلد يشوبه الكثير من عدم الاستقرار الأمني أو السياسي. ومن الناحية العلمية، مهما كان نوع المخاطر، هناك طرق تساعد على إدارة المخاطر المالية أو تفاديها في حالات كثيرة.
الخطوة الأولى: تحديد جميع المخاطر المحتملة
ينبغي عليك كمستثمر أن تنظر في جميع المشاكل والمخاطر المحتملة التي قد تحدث. هناك مخاطر مرتبطة بالاستثمار الذي تعمل على تنميته، وهناك مخاطر مرتبطة بالظروف الاقتصادية والسياسية والجيوسياسية. النوع الأول من المخاطر يمكن تجنبه عن طريق تنويع الاستثمارات، أما النوع الثاني فلا يمكن تجنبه كما هو الحال مع فيروس كورونا الذي انتشر، وأثر على جميع القطاعات والدول دون استثناء.
اقرأ أيضًا: كيف تتجنب خسائر شركاتك إذا ظهرت البجعة السوداء؟
الخطوة الثانية: الاحتمالية والتأثير
ما هو احتمال حدوث أية مشكلة في استثمارك، أو ما هي نسبة الخطورة؟ يمكنك استعمال أداة تحليلية مفيدة وصنع جدول لدراسة احتمالية حدوث الخطر وحساب تأثيره. كل نوع من الاستثمارات مرتبط بأنواع مختلفة من المخاطر، وبالتالي لكل نوع من الاستثمارات نسبة مخاطرة مختلفة.
وعلى صعيد المثال، يكون الاستثمار في القمح خطرًا جدًا في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية، كما يمثل الاستثمار في العملات المشفرة خطرًا مضاعفًا في ظل أزمة إفلاس شركات وبورصات التشفير.
الخطوة الثالثة: استراتيجيات التخفيف من المخاطر
ما الذي يمكن عمله من أجل إدارة المخاطر المالية المرتبطة بمشاريعك؟ ما هي المتغيرات التي تطرأ على العملية أو المنهجية التي تتبعها؟ هنا يجب على المستثمرين العمل على إدارة المخاطر المالية من خلال تنويع الاستثمارات واختيار أدوات مالية خاصة.
اقرأ أيضًا: المشتقات المالية.. خط الدفاع الأول ضد المخاطر المالية
يمكن تنويع الاستثمارات وتقليل أسباب المخاطر المالية من خلال شراء أكثر من أصل، من أكثر من شركة وقطاع وبلد. كما يساعد شراء مشتقات الأوراق المالية، مثل العقود الآجلة في تحديد أسعار شراء وبيع الأصول مسبقًا.
الخطوة الرابعة: المراقبة
غالبًا ما يكون من الأسهل تقليل الخطر أو إزالته إذا تم تحديد أسباب المخاطر المالية في وقت مبكر، وذلك عن طريق المراقبة. يجب على المستثمر أن يضع آلية لمراقبة تطور الأسعار، وأداء استثماراته، إما من خلال برامج خاصة، أو جداول على برنامج إكسيل.
عند المراقبة يجب وضع جدول زمني لتتبع تطور نتائج أرباح المستثمر. وننصح هنا أن تكون المراقبة مجدولة بصورة يومية أو شهرية، أو فصلية، أو حتى سنوية، بحسب طبيعة الاستثمار.
الخطوة الخامسة: التخطيط للكوارث
عليك تحديد كيفية إدارة المخاطر المالية إذا حدثت بالفعل. ويساعد توقع الأسوأ دائمًا في وضع خطط الطوارئ، والتفكير في كيفية الاستمرار مع الحد الأدنى من المخاطر. ويساعد على ذلك قدرتك على زيادة مدخراتك السائلة التي تشكل الملجأ الأفضل في الأزمات، لأن قيمتها لا تتقلب مع ظروف السوق، على عكس الأسهم وصناديق المؤشرات، والصناديق المتداولة في البورصة، والأدوات المالية الأخرى التي ربما تكون قد استثمرت فيها.
في النهاية؛ ينصح كل مستثمر بتجنب الوقوع في فخ نسبة العوائد المرتفعة التي قد يقابلها ارتفاع في نسبة المخاطر. وعليه، على كل مستثمر أن يكون عقلانيًا في اختياراته بما يتناسب مع ظروفه وإمكاناته المالية.
وعلى سبيل المثال إذا كان لدى المستثمر عائلة، يجب أن تكون استثماراته عقلانية، وأن تكون نسبة المخاطر التي يتخذها ضئيلة، لكي لا تتأثر العائلة في حال تعرضت استثماراته لأي نوع من الأزمات المالية.