تزداد أرباح مارك زوكربيرغ، وإيلون ماسك، كلما ازداد عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يتصفحون فيسبوك وتويتر، وغيرها. ويعتبر كل مستخدم جديد في هذه المواقع، فرصة لزيادة ثروة أثرياء مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن ماذا يربح المستخدمون وراء ذلك؟
توجد نظريتان أساسيتان، تتناولان كيفية توزيع الثروة الناتجة من أعمال شركات التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك، وتويتر وإنستغرام، وفقًا لموقع فوربس، ونظرية شارهولدرز Shareholders، ونظرية ستكهولدرز Stakeholders، وبينما تزداد ثروات أصحاب رؤوس الأموال بطريقة كبيرة، يظل المستخدمون مجرد وسيلة لزيادة هذه الثروات، دون أن يستفيدوا من ذلك بمردودات مباشرة. ولذلك يظل السؤال مطروحًا: أي النظريتين أقرب إلى الواقع؟
نظريات توزيع ثروة أثرياء مواقع التواصل الاجتماعي
تفترض نظرية شارهولدرز Shareholders، أن الثروة والأرباح الناتجة من شركات التواصل الاجتماعي، من حق مالكي الشركة بصورة حصرية. وتعتبر النظرية أن الهدف الأساسي من وجود الشركة، هي زيادة ثروة أصحابها فقط، وبالتالي لن يستفيد من العمل مع الشركة أي جهة سوى المستثمرين.
اقرأ أيضًا: 5 كتب عن الاستثمار وأسرار صناعة الثروة
أما نظرية ستكهولدرز Stakeholders، تعتبر أن الثروة والأرباح الناتجة من أعمال شركات التواصل الاجتماعي هي من من حق كل الذين يتعاملوا مع الشركة بصورة عامة مثل المساهمين والموظفين والموردين والزبائن وبالتالي لتحقيق الاستدامة للشركة يجب أن تتوزع أرباح الشركة على كل المعنيين بتطوريها وتأمين استمرارها وزيادة أرباحها.
لماذا يزداد أثرياء مواقع التواصل الاجتماعي ثراء؟
تدفع الشركات التجارية مبالغ ضخمة لمواقع التواصل الاجتماعي من أجل الوصول إلى أكبر عدد من المستخدمين، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى زيادة أرباح أثرياء مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يتم استثمارها على الفور في مشاريع جديدة. وعلى صعيد المثال استطاع مارك زوكربيرغ شراء إنستغرام، وواتساب بعد النجاح والثروة التي حققها من خلال فيسبوك.
من جهة أخرى يتحكم أثرياء مواقع التواصل الاجتماعي في بيانات المستخدمين، مثل العمر، والجنس، وحتى الموقع الجغرافي. الأمر الذي يسهل عليهم، وعلى الشركات المعلنة استهداف الشريحة المعنية بمنتجاتهم، وبالتالي تحقيق أعلى قدر مكن من المبيعات والأرباح. لذلك أصبح بإمكان كل شركة معلنة على مواقع التواصل الاجتماعي إستهداف فئة عمرية معينة من جنس معين متواجدة في منطقة معينة بدلا من استهداف أشخاص غير معنيين بمنتجاتها.
هل تحقق الشركات أرباحًا مالية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي؟
تعتبر الشركات المعنية ببيع منتجاتها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مصدر دخل لأصحاب هذة المواقع، مثل مارك زوكربيرغ، وإيلون ماسك. وتدفع الشركات مبالغ ضخمة لشركات السوشيال ميديا للتواصل مع الزبائن الحاليين، واستقطاب زبائن جدد.
اقرأ أيضًا: مشاهير السوشيال يتحكمون في قرارات المستثمرين
وتحتسب هذه الشركات قيمة استثمارها في مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال مقارنة زيادة مبيعاتها بالنسبة لتكلفة إعلاناتها. ومن الطبيعي أن تستمر الشركة في دفع المبالغ المالية إذا فاقت عائدات مبيعاتها تكلفة الإعلان وحملات التسويق. ولذلك ترتبط مسألة استمرار الشركات في الدفع لمواقع التواصل الاجتماعي مرتبط بنسبة الربحية التي تعود عليها من ذلك.
من يستفيد من زيادة ثروات أثرياء مواقع التواصل الاجتماعي؟
من الناحية الاقتصادية، تتوزع الثروة أو الناتج القومي لأي بلد على الأفراد القاطنين فيه. وعلى صعيد المثال إذا كان دخل البلد هو ألف دولار و عدد الأفراد هو أربعة فسيحصل كل فرد على 250 دولار بصورة متوازنه. أما إذا كان هناك غني يحصل على 700 دولار، فلن يحصل عندها الأفراد الآخرون إلا على 300 دولار تتوزع فيما بينهم.
ويتم إنفاقها على احتياجاتهم الأساسية من طعام ومسكن وأمور صحية. أما الأغنياء فسيستثمرون الفائض من أموالهم في مشاريع جديدة بعد تغطية احتياجاتهم الأساسية. ومن هنا يمكننا القول أن أثرياء مواقع التواصل الإجتماعي يزدادوا ثراءً بينما الفقراء يزدادوا فقرًا.
ما هو حل معضلة الفقراء الذين يزدادون فقرًا؟
فبينما ينشغل أصحاب رؤوس الأموال بطريقة زيادة ثروتهم ينكب الفقراء على تأمين قوت يومهم في ظل ظروف إقتصادية صعبة تتضائل فيه قيمة معاشاتهم بسبب التضخم الحاصل. ولن يستطيع هؤلاء الفقراء التحول في حياتهم والوصول إلى الحرية المالية إلا من خلال تغيير نمط حياتهم وتحولهم من مستخدمين للسوشل ميديا إلى مستفيدين منها، فهي ليست غاية بل وسيلة.