أثرت تقلبات الأسواق خلال العام الجاري على شركات التكنولوجيا في مختلف أنحاء العالم، لكن تظل خسائر مارك زوكربيرج (Mark Zuckerberg)، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا (Meta) الأبرز بين خسائر المليارديرات وعمالقة التكنولوجيا.
تقلصت ثروة مارك زوكربيرج بمقدار النصف تقريبًا، إذ استمرت الانخفاضات حتى فقد نحو 71 مليار دولار خلال العام الجاري حتى الآن، وفقًا لمؤشر بلومبرج للأثرياء.
السقوط السريع لثروة مارك زوكربيرج
وصلت ثروة مارك زوكربيرج قبل عامين إلى نحو 106 مليار دولار، ليسجل اسمه بقوة ضمن قائمة مليارديرات العالم، وكان يفصله عن المرتبة الأولى كل من جيف بيزوس وبيل جيتس فقط.
اقرأ أيضًا: 5 كتب عن الاستثمار وأسرار صناعة الثروة
تضخمت ثروة مارك زوكربيرج إلى أن بلغت 142 مليار دولار في سبتمبر 2021، عندما قفزت أسهم شركته فيسبوك (Facebook) إلى نحو 382 دولارًا.
وفي يوم 28 أكتوبر 2021، أي بعد شهر واحد من تسجيل أسهم شركة فيسبوك لمستويات قياسية، أعلن مارك زوكربيرج تغيير اسم شركته من فيسبوك إلى ميتا (Meta)، وهي اللحظة التي تمثل تحولًا في تاريخ الشركة.
بداية تأثير ميتا على ثروة مارك زوكربيرج
بدأت تقارير الأرباح الفصلية لشركة في ميتا في التراجع في فبراير الماضي، عندما أعلنت الشركة عدم إحراز نمو في عدد مستخدمي فيسبوك شهريًا، ما أدى إلى انهيار تاريخي في سعر أسهمها وانخفاض ثروة مارك زوكربيرج بمقدار 31 مليار دولار، مسجلًا واحد من أكبر انخفاضات الثروة في يوم واحد على الإطلاق.
اقرأ أيضًا: بعد أسبوع الموضة في الميتافيرس.. تمويل العالم الافتراضي 50 مليار
وخلال الفصل المالي الثاني المنتهي في يونيو 2022، أظهرت تقارير ميتا تراجع الإيرادات 1% لتصل إلى 28.82 مليار دولار، ما يمثل أول هبوط فصلي للإيرادات على الإطلاق، مقارنة بتسجيل 29.07 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2021.
وأوضحت ميتا في بيانها أنه من المتوقع أن تتراوح الإيرادات بين 26 و28.5 مليار دولار خلال الربع الثالث، ما جاء أقل من توقعات الأسواق البالغة 30.3 مليار دولار، وبررت ميتا هذه التوقعات بأنها تعكس استمرار ضعف الطلب على الإعلانات منذ الربع الثاني، بسبب عدم اليقين على مستوى الاقتصاد الكلي.
خسائر ميتا أمر متوقع
أكد مارك زوكربيرج في شهر مايو الماضي، أن عالم ميتافيرس هو عالم رقمي، ويمثل الاستثمار فيه مغامرة لكنه سيؤتي ثماره في نهاية المطاف، مع دخول المزيد من الأشخاص للعالم الافتراضي من أجل شراء وبيع خدمات وسلع افتراضية.
وأوضح زوكربيرج أنه يخطط للاستثمار بكثافة في عالم ميتافيرس، وهذا يعني خسارة المزيد من الأموال في هذا المشروع خلال الثلاث إلى الخمس سنوات المقبلة.
أسباب أخرى دفعت أسهم ميتا للتراجع
كان هناك بعض الأسباب الإضافية التي دفعت أسهم ميتا للتراجع خلال العام الجاري، وهي زيادة المنافسة بين منصة إنستجرام (Instagram) وغيرها من المنصات، وعلى رأسهم تيك توك (TikTok)، على الرغم من أن قيمتها أقل من ميتا.
كما تأثر قطاع التكنولوجيا، وتحديدًا مجال التواصل الاجتماعي والفيديوهات القصيرة بسبب انخفاض الإنفاق التسويقي في ظل استمرار مخاوف تباطؤ الاقتصاد العالمي.