يعرف القلق عند رائد الأعمال، على أنه الشعور بعدم الارتياح إزاء فعل معين. وغالبًا ما تكون هذه الحالة مصحوبة بالرغبة في شيء ثمين أو قيم. أما القلق التجاري أو القلق في مجال التجارة فهو الشعور الذي يتملك رائد الأعمال عند تداول الأموال أو الأصول. ولا يمكن حصر هذا الشعور بالتجار المبتدئين فحسب، إذ أن أهم التجار والخبراء في العالم، يسقطون في شباك القلق.
واستطاع بعض رواد الأعمال التغلب على القلق والتعامل معه، في حين ظل عدد لا بأس به من الآخرين رهينة للوضع القائم. ولا بد الإشارة إلى أن القلق شعور طبيعي. وعلى عكس الروبوتات والآلات، نحن بشر ننبض بالحياة. ولكن يكمن جوهر الموضوع في التغلب على هذا التوتر الذي قد يهلك قرارتنا ويودي بنا إلى الهاوية في عالم تجاري مليء بالمفاجآت.
فهل سبق وانتابك شعور قوي من القلق عند ممارسة عملك التجاري بصفتك رائد أعمال؟ هل شعرت ولو لوهلة بالتوتر قبيل إجراء تجارة ما؟ غالبًا ما سيكون جواب رائد الأعمال على هذا السؤال بـ نعم أو بالتأكيد. إنه لمن البديهي أن يختبر رائد الأعمال هذا الشعور ولو لمرة في حياته المهنية التجارية قبل الوصول إلى الحرية المالية. فما هي أسباب قلق رائد الأعمال؟
أسباب قلق رائد الأعمال
1. التداول بأحجام كبيرة
إن حجم التجارة التي يسعى رائد الأعمال إلى الاستثمار فيها أساسي جدًا في أي عملية تجارية. وكلما زاد حجمها، كلما ارتفعت نسبة القلق المصحوبة لهذه العملية. لذلك، ينصح بتنفيذ عمليات تجارية صغيرة ومتوسطة الحجم لتجنب الشعور بالقلق عندما تطرأ ظروف غير متوقعة.
2. المعرفة غير الكافية
بغض النظر عن مستوى الخبرة التي يمتلكها رائد الأعمال، لا بد له أن يخضع للتدريبات اللازمة والأساسية حول عالم التجارة. فمن خلال هذه الدورات، يكتسب الفرد المعني المعلومات اللازمة والكافية لإدارة أي عملية تجارية وبالتالي الإقبال على المتاجرة بنجاح وأمان. وبغياب المعرفة، تفشل التجارة، وتتبخر الأموال. ما يدفع الفرد بالتالي إلى القلق بشأن خسائره المالية وكيفية تعويضها، إن أمكن.
3. عقلية المقامرة
لا يخلو العالم التجاري من رائد الأعمال ذي عقلية المقامرة. وهم الأشخاص الذين يقدمون على أي تجارة وبكل ما لديهم. ولكن، نظرًا لميدان التجارة المحفوف بالمخاطر والشكوك، من المستحسن دائمًا إجراء الدراسات اللازمة لإجراء عمليات تجارية بمعدل ربح أعلى. فالتجارة لسيت لعبة حظ أو مقامرة. إنها عملية مدروسة.
4. النظر إلى التجارة كوسيلة سريعة لكسب المال
كثيرًا ما نشهد إقبالًا واسعًا لرواد الأعمال المبتدئين على التجارة من منطلق أنها الوسيلة الأسهل والأسرع لكسب الأموال. ولكن هذه حقيقة بعيدة كل البعد عن الواقع.
5. الخروج عن الخطة التجارية
بوجود خطة تجارية صلبة، يعمد العديد من رواد الأعمال إلى تجاهلها أو عدم اتباعها خلال مسيرتهم المهنية. وبالتالي فإن عدم اتباع الخطة أو الفشل بذلك من شأنه أن يولد شعورًا بعدم الثقة بالخطة نفسها. وفي خضم انعدام الثقة الذي يعيشه التاجر مع خطته، ينبت في داخله قلق كبير قد يؤثر على خطواته المستقبلية.
6. تشرب عقلية سلبية مبرمجة من المجتمع المحيط
إن التمسك بعقلية سلبية تجاه التجارة من شأنه أن يأسر الفرد في دوامة القلق المستمر والإخفاق المهني. ففي الواقع، تعمد بعض المجتمعات إلى نشر معلومات مغلوطة حول التجارة، قاطعين الأمل بالنجاح في هذا المجال المهم. وإن التعرض المستمر لهذه الأفكار قد يؤثر بشكل غير مباشر على تعاطي الفرد مع هذا الميدان ويخلق نوعًا من التوتر المحيط به. وفي هذه الحالة، غالبًا ما يبحث الفرد عن طريق نجاة للابتعاد عن هذا العمل وما يصاحبه من انعدام الراحة.
7. الخوف من الخسارة
إلى جانب الطمع، يشكل الخوف عاملًا أساسيًا في زرع القلق والتوتر داخل التاجر. فالخوف من خسارة الأموال، أو التعرض لأزمة مالية، أو حتى الخوف مما لا يمكن توقعه، يسحب التاجر شيئًا فشيئًا إلى قاع بحر القلق.
من الخطأ تجاهل القلق التجاري. فهو موجود لا محال، ولكن يمكن معالجته بالطرق الصحيحة والعلمية. إن الاتجاه إلى اتباع خطة تجارية مدروسة أو حتى طلب المساعدة من الخبراء والمختصين من شأنه أن يحث الفرد والتاجر المبتدئ كما المخضرم على تحديد هذا الشعور، والتحكم به وصولًا إلى التحرر الكامل منه.