من حريةٍ إلى حريةٍ لا أُريد أن أبني مستقبلًا بل أُريد أن أَترك أَثرًا. أقول لذلك الشَّاب المندفع الخريج حديثًا من كلية الإعلام وهو يخبرني ما يطمحُ إليه: أريد أن أكون صحفيًا أُدافع عن الحريَّة. أبتسم وأنا من كان قبل ثلاثين عامًا يتخرَّج من الكليَّة نفسها، والمدينة نفسها، ويحمل الحلم نفسه.
ثلاثون عامًا وأنا أعمل في هذه المهنة المتعبة المرهقة تقريبًا، أنهيها بأكثر من مائة شهيدٍ زميل يُقتَل في حرب غزَّة. هل تستحق هذه المهنة هذا الدَّم أَو هذا التَّعب أَو هذا القهر؟!
لا يا زميلي الفتي، لا تستحق. حتى القضايا لا تستحق.
لا شيء يستحق فكيف بمهنةٍ!
نتغير نحن وتتبدَّل أحلامنا كما يتغير مفهوم الحريَّة لدينا. تراكم العمر وتراكم الصَّفعات وتراكم التَّجارب يٌسقط أحلامًا ويرفعُ أحلامًا وبين تلك الأحلام تترنح الحريَّة، فتبدأ على مقاعد الدَّراسة بحلمِ تحقيق حرية مطلَّقة بكل شيءٍ وتنتهي بعد ثلاثين عامًا بحلم تحقيق حرية ماليَّة.
من هنا تبدأ الحكاية. بالمقلوب ولو نبدأ الحياة بالمقلوب!
أتابع، لو عادت بي الأيام لأبدأها المقلوب، ببناء ثقافة ماليَّة وحريٍة ماليَّة وبناء مستقبل مالي قوي يؤمَّن كافة أنواع الحريَّات الأخرى ويضمنَّها.
للأسف يا زميلي الفتي.. نفهم الحياة عندما لا يعد لدينا متسع من الوقت أن نبني تفاصيلها كما يجب.. من هنا مهمة Fifreedomtoday أن تقدِّمَ للشباب العربي معنى آخر للحرية. حريَّة قادرة أن تصنع منه شخصًا ناجحًا قويًِا مؤثَّرًا وحرًا. حرية قادرة أن تسير بمجتمعاتنا إلى قمة النَّجاح.
لـFifreedomtoday دور ليس في صناعة المستقبل بل في بناء أساس، وترك أثرٍ في جيل جديد عربي قادرٌ على أن يصنع نجاحًا حقيقيًا بيده.
هناء حمزة
شريك مؤسس في
Fifreedomtoday