كثيرة هي الأسئلة التي تجول في أذهان الافراد اليوم ولاسيما بعد ولادة ظاهرة الذكاء الاصطناعي وتسللها إلى معظم قطاعات العالم. ومن هذه الأسئلة المتداولة حقيقة ارتباط الذكاء الاصطناعي بالعالم المالي والاقتصادي وما إذا يمكن وصف هذه التقنية الجديدة بالمقاومة للركود. ولا شك في أن جواب هذا السؤال لا يزال سلبيًا إذ أن الذكاء الاصطناعي ليس مقاومًا للركود لأن أداءه أثناء أزمة مالية أو اقتصادية ما قائم على البيانات التي يتم تدريبه عليها.
اقرأ أيضًا.. مارك كوبان يتوقع فوز إيلون ماسك في معركة الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي يسهم في تعافي الشركات من الركود
قد لا تتمكن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من التنبؤ بدقة ما إذا كانت البيانات والمعلومات المتاحة قديمة أو متحيزة أو غير كافية. هذا ويتوجب وجود تمويل واستثمار ضخم لتبني هذه التكنولوجيا واعتمادها في الشركات، ولكن في فترة الركود، تفضل الشركات تجنب النفقات هذه وتوظيف أموالها في أمور أخرى.
ولكن بالرغم من كون الذكاء الاصطناعي بعيد كل البعد عن المقاومة، إذ أنه قد يساهم في مساعدة الشركات والمؤسسات على التعافي من مرحلة الركود عبر تحسين كفاءة الأعمال، وتوفير فرص جديدة وكذلك تجنب فترة عدم الاستقرار المالي في المستقبل. فيمكن لهذا الأخير دعم استعادة الأعمال التجارية بطرق مختلفة كمساعدة الشركات مثلًا في خفض بعض التكاليف وتحسين التشغيل، الأمر الذي من شأنه أن يساعد الشركة في التصدي لأي موجة اقتصادية صادمة.
اقرأ أيضًا.. «ستينغ» ينضم لمناهضي استخدام الذكاء الاصطناعي في الفن
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي دعم الشركات والمؤسسات في عملية تحديد الأسواق الجديدة ورسم الآفاق التجارية، لينتج بالتالي تدفقات إيرادات ومكاسب جديدة. علاوة على ذلك، قد ينظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه عاملًا أساسيًا في التنمية الاقتصادية المستقبلية إذ أنه يدعو إلى الابتكار ويحفز إيجاد وظائف جديدة في المستقبل.
دور الذكاء الاصطناعي في تجنب الأزمة المالية المقبلة
تتمتع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بدورًا جوهريًا في تجنب اندلاع أزمة مالية مستقبلية وذلك عبر تحسين إدارة المخاطر وتعزيز عمليات صنع القرار في أرجاء الشركات والمؤسسات المعنية. فلتحديد المخاطر الرئيسية وتقديم تحذيرات مبكرة من الأزمات المالية المحتملة، يتوجب على الذكاء الاصطناعي تحليل العلاقات المعقدة القائمة بين مختلف المؤشرات الاقتصادية والأسواق المالية والأحداث العالمية عبر معالجة كم هائل من البيانات في الوقت الفعلي. وبهذه الطريقة، قد يساهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز عملية اتخاذ خطوات وقائية واستباقية من قبل الشركات المالية بهدف الحد من المخاطر والهروب من تداعيات وخيمة.
اقرأ أيضًا.. تطبيق علام ALLAM: كل شيء عن «شات جي بي تي» السعودي
هذا وبإمكان اللجوء إلى هذه التقنية الفعالة لتصميم نماذج تنبؤية يمكنها توقع أنماط الأسواق وتحديد طبيعة المخاطر المحتملة قبل وقوعها فعلًا. وبهذه الطريقة تضمن هذه الأداة الرائدة أن الشركات المعنية ستكون مستعدة لإدارة المخاطر بشكل مناسب وتعديل استراتيجيتها الاستثمارية بما يتناسب مع الوضع السائد.ولا شك في أن للذكاء الاصطناعي دورًا جوهريًا في رصد عمليات الاحتيال وكشفها بفعالية أكبر والتي يمكن أن تكون أحد أكبر الأسباب لعدم الاستقرار الحاصل في النظام المالي.