في الـ21 من يوليو الجاري، أعلن ديف ويلنر، مسؤول الثقة والأمان في شركة «أوبن إيه آي – OpenAI»، استقالته من الشركة، مشيرًا إلى أن استقالته تأتي على خلفية رغبته «في تحقيق التوازن بين العمل ورعاية أطفاله».
و«أوبن إيه آي»، هي مطور أداة الذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي»، أداة الذكاء الأكثر شعبية في العالم منذ إطلاقها في نوفمبر من العام الماضي.
وذكر ديف ويلنر، في المنشور عبر لينكد إن «يمكن لأي شخص لديه أطفال صغار ووظيفة مثقلة بالضغوط أن يكون في حالة توتر، على ما أعتقد، وقد تبلورت لدي فكرة لي أنني سأضطر إلى إعطاء الأولوية لأحدهما أو الآخر». وأضاف: «لقد انتقلت إلى تعليم الأطفال السباحة وركوب دراجاتهم في هذا الصيف».
اقرأ أيضاً.. وسط إضراب هوليوود.. وظيفة للذكاء الاصطناعي بـ900 ألف دولار في نتفليكس
من هو ديف ويلنر مسؤول الثقة والأمان في «أوبن إيه آي»؟
تولى ويلنر إدارة الثقة والأمان في شركة أوبن إيه آي في فبراير 2022. ويمتلك ديف ويلنر ثروة من الخبرة في مجال الثقة والأمان كانت في غاية الأهمية بالنسبة لشركة أوبن إيه آي. قبل انضمامه إلى الشركة، شغل مناصب مهمة في فيس بوك و آير بي إن بي، حيث قاد فرق الثقة والأمان. وفي فيس بوك، لعب دورًا مهمًا في إنشاء موقع معايير المجتمع الأولي للشركة، وتشكيل نهجها في الإشراف على المحتوى وحرية التعبير، بحسب تقرير لموقع أناليتكس فيدهايا.
وفي حين أن فترة مسؤوليته كانت قصيرة نسبيًا، كان تأثير ديفيد ويلنر كبيرًا. تم استغلال خبرته لضمان الاستخدام المسؤول لأداة الذكاء الاصطناعي التوليدي للصور دالي إي، DALL-E ، ومنع إساءة الاستخدام، مثل إنشاء مواد إباحية للأطفال باستخدام الذكاء الاصطناعي.
استقالة مسؤول الثقة والأمان وسط ضغوط متزايدة
جاءت استقالة ديف ويلنر، في ظل الضغوط المتزايدة التي تمارسها الجهات التنظيمية ضد شركة أوبن إيه آي على خلفية الاتهامات بتسريب بيانات ومعلومات المستهلكين، وانتهاك خصوصيتهم، وهو الاتهام الذي تحقق فيه لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية من جهة، ومن جهة أخرى، مطالبات لجنة الأوراق المالية والبورصات لشركات الذكاء الاصطناعي بأن يكون لديها سياسات وإجراءات مكتوبة وأن تقوم بحفظ السجلات الخاصة بها تمهيدا للاطلاع عليها لمعرفة ما إذا كان هناك انتهاكات لخصوصية المستثمرين، فيما يتعلق باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الاستثمار، بحسب تقرير لواشنطن بوست.
اقرأ أيضاً.. الذكاء الاصطناعي والوظائف.. هل يحدث «توقف كامل»؟
أسباب مغادرة مسؤول الثقة والأمان
تناولت تقارير صحفية الأسباب التي دعت ديف ويلنر إلى المغادرة. تقول سي إن إن «خروج ويلنر جاء في لحظة حاسمة بالنسبة لشركة أوبن إيه. منذ النجاح الكبير الذي حققه برنامج الدردشة الآلي تشات جي بي تي التابع للشركة في أواخر العام الماضي، واجهت شركة أوبن إيه تدقيقًا متزايدًا من المشرعين والمنظمين والجمهور بشأن سلامة منتجاتها وآثارها المحتملة على المجتمع».
وذكرت سي إن إن أن «خروج ديفيد ويلنر تزامن مع استمرار أوبن إيه في العمل مع المنظمين في الولايات المتحدة وأماكن أخرى لتطوير وسائل حماية حول تقنية الذكاء الاصطناعي سريعة التقدم، إذ كانت شركة أوبن إيه آي من بين سبع شركات رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي قدمت يوم الجمعة التزامات طوعية وافق عليها البيت الأبيض بهدف جعل أنظمة ومنتجات الذكاء الاصطناعي أكثر أمانًا وجدارة بالثقة. وكجزء من التعهد، وافقت الشركات على وضع أنظمة ذكاء اصطناعي جديدة من خلال اختبارات خارجية قبل إصدارها للجمهور، وتسمية المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي بوضوح بأنه يعود إلى الذكاء الاصطناعي»، حسبما أعلن البيت الأبيض.
وفي تقرير لموقع أناليتكس فيدهايا، أشار إلى أن هناك تغييرات كبيرة في أوبن إيه آي، في وقت تعد فيه عوامل مثل الثقة والأمان أصبحت من الجوانب الأساسية للجدل المثار حول الذكاء الاصطناعي.
وألمح الموقع إلى أن الاستقالة تأتي في ضوء المخاوف وضرورة الالتزام الطوعي بأهداف السلامة والشفافية التي تفرضها الجهات التنظيمية، مشيرًا إلى أنه من المقرر أن يظهر الرئيس التنفيذي للشركة في البيت الأبيض جنبًا إلى جنب مع المديرين التنفيذيين من شركات التكنولوجيا البارزة لتأييد الالتزامات الطوعية تجاه أهداف السلامة والشفافية المشتركة.
اقرأ أيضاً.. 5 تطبيقات تعمل بالذكاء الاصطناعي تفيدك في دمج الصور لـ2023
كيف ردت الشركة على استقالة ديف ويلنر؟
وقال بيان صادر عن شركة حول خروج ويلنر إن «عمله كان أساسًا في تفعيل التزامنا بالاستخدام الآمن والمسؤول لتقنيتنا، ومهد الطريق للتقدم المستقبلي في هذا المجال.” ستصبح ميرا موراتي، كبيرة مسؤولي التكنولوجيا في أوبن إيه آي ، المدير المؤقت لفريق الثقة والسلامة وسيقدم ويلنر المشورة للفريق حتى نهاية هذا العام».
وقالت الشركة في البيان: «نسعى إلى قائد ماهر تقنيًا لتعزيز مهمتنا، مع التركيز على تصميم وتطوير وتنفيذ الأنظمة التي تضمن الاستخدام الآمن والنمو القابل للتطوير لتقنيتنا».