نشر باحثون من جامعة زايد بدولة الإمارات العربية المتحدة، تقريرًا بحثيًا جديدًا تناول المقارنة بين تقنيتي بلوكشين (blockchain)، وهاشغراف (Hashgraph)، من حيث المزايا والعيوب، واعتماد الأخيرة كبديل للأولى، باعتبار أنها أفضل أفضل تقنية لدفتر السجلات الموزعة (DLT) يمكن الاستفادة منها.
وأجرى الباحثون المقارنة بين هاتين التقنيتين على أساس السرعة والكفاءة والعدالة والوعي في معالجة المعاملات. وقدموا توصياتهم بالتأكيد على أن هاشغراف تمثل حلًا أفضل للتطبيقات اللامركزية.
ما هي تقنية بلوكشين؟
تقنية البلوكشين هي طريقة لتخزين ونقل البيانات بين الأشخاص أو الشركات دون الحاجة إلى وسيط مثل البنك أو الحكومة، تعتمد التقنية على شبكة من الحواسيب المتصلة ببعضها، وكل حاسوب يحتوي على نسخة متطابقة من البيانات. هذه البيانات مرتبة في كتل، وكل كتلة تحتوي على معلومات عن المعاملات التي حدثت في فترة زمنية معينة. كل كتلة مرتبطة بالكتلة التي قبلها بواسطة رمز سري معقد، وهذا يجعل من الصعب جدًا تغيير أو حذف أي بيانات. عندما يريد شخص ما إجراء معاملة جديدة، يتم بثها إلى الشبكة، ويتم التحقق من صحتها بواسطة الحواسيب الأخرى، وإضافتها إلى كتلة جديدة. هذه العملية تسمى الإجماع، وهي تضمن أن كل الحواسيب تتفق على حالة البيانات.
تستخدم تقنية البلوكشين تستخدم في العديد، مثل العملات المشفَّرة، والعقود الذكية، والرموز غير القابلة للاستبدال NFT، وغيرها.
اقرأ أيضًا.. كبير مسؤولي الاستثمار في «Bear & Creed»: البلوكشين والكريبتو يدعمان الشركات الناشئة
ما هي تقنية هاشغراف؟
تقنية هاشغراف هي تقنية جديدة للسجلات الموزعة (DLT)، وهي تقنية تسمح بتخزين ونقل البيانات بين الأطراف المختلفة دون الحاجة إلى وسيط مركزي. تقنية الهاشغراف تختلف عن تقنية البلوكشين، وهي أشهر تقنية DLT، في عدة جوانب، مثل السرعة والكفاءة والعدالة والوعي. التقنية تستخدم خوارزمية الإجماع التي تقوم عليها شبكة Hedera، وهي شبكة عامة تهدف إلى توفير بديل أفضل للبلوكشين.
مقارنة بين الهاشغراف والبلوكشين؟
أجرى علاء أبو هلال، الأستاذ في جامعة زايد، وزملاؤه بحثًا شاملاً لنقاط القوة والعيوب في تقنية البلوكشين، مع دراسة تقنية السجلات الموزعة (DLT) هاشغراف كبديل يمكن أن يقدم حلولاً أكثر قابلية للتطبيق من البلوكشين لكل من القطاعين العام والخاص.
اقرأ أيضًا.. البلوكشين.. كيف يفهم المستثمرون المحتملون التقنية ببساطة؟
وتوصلت الدراسة إلى هذه النتائج:
طريقة تسجيل المعاملات
وفقًا للبحث، فإن إحدى منصات دفتر السجلات الموزعة DLT البديلة الواعدة هي هاشغراف. على عكس منصات البلوكشين التقليدية، التي تستخدم سلسلة من الكتل لتسجيل المعاملات وتعتمد على القائمين بالتعدين للتحقق من صحة تلك المعاملات، تستخدم هاشغراف الرسم البياني غير المباشر لتسجيل المعاملات ويعتمد على خوارزمية إجماع للتحقق من صحتها.
الهيمنة على السوق مستقبلًا
تم إجراء تحليل مقارن شامل بين هاتين التقنيتين لتحديد أيهما سيصبح التكنولوجيا المهيمنة في السوق، فوجد البحث أن الفرق الأساسي بين تقنية تسجيل المعاملات الخاصة بـ هاشغراف وتقنية البلوكشين التقليدية يكمن في نهجها وبنيتها. في حين أن البلوكتشين تقوم بتخزين البيانات في كتل بشكل خطي، فإن الرسم البياني يستخدم رسمًا بيانيًا حلقيًا موجهًا لتخزين المعلومات ومعالجتها، فيما تعتبر كلتا التقنيتين لامركزيين، حيث تحتوي كل عقدة على نسخة من دفتر الأستاذ ومشاركة أي تغييرات.
السرعة
هاشغراف يمكنها معالجة ما يقرب من 500000 معاملة في الثانية باستخدام طريقة Gossip. من ناحية أخرى، لا يمكن لبعض شبكات البلوكشين أن تحقق سوى سرعة قصوى تبلغ حوالي 10000 معاملة في الثانية. على هذا النحو، تعد هاشغراف أسرع من البلوكشين لأنه يتطلب نشر معلومات أقل عبر الشبكة مع حدوث المزيد من الأحداث.
اقرأ أيضاً.. «هدى الخزيمي»: «البلوكشين» يدعم الخدمات الحكومية الذكية
الكفاءة
عندما يتعلق الأمر بالكفاءة على شبكات البلوكشين، قد يواجه المستخدمون صعوبات عند العمل على كتلة، خاصة عندما يتم إرسال كتلتين في وقت واحد. في مثل هذه الحالات، يجب التخلص من إحدى الكتل، مما قد يؤدي إلى شبكة أقل كفاءة. في المقابل، لا يتطلب هاشغراف إنشاء كتلة ويعتمد بدلاً من ذلك فقط على الأحداث، مما يجعله خيارًا أكثر كفاءة.
العدالة
فيما يتعلق بالعدالة، وجد الباحثون أنه في البلوكشين، يمكن للمستخدمين تحديد الطلبات التي يريدون معالجتها أو إيقافها. وهذا يمكن أن يؤدي إلى عدم العدالة لأولئك الذين يستخدمون الشبكة أو المتصلين بها بأي شكل من الأشكال. على العكس من ذلك، تتعامل هاشغراف مع العدالة بشكل مختلف. يقوم بتخصيص العقد بشكل عشوائي ويستخدم الختم الزمني المتفق عليه لمنع التداخل وتعزيز فعالية طلب المعاملات.
وفي تصريحات صحفية، قال علاء أبو هلال: «كان الدافع الأساسي وراء بحثي هو استكشاف التقنيات اللامركزية وتطبيقاتها المحتملة لتعزيز أمان التطبيقات اللامركزية وقابلية التوسع. وبالتالي، اخترت هاشغراف خصيصًا لآلية الإجماع الفريدة التي يتمتع بها، وقدرات الإنتاجية العالية، والميزات البارزة». ويضيف: «أما بالنسبة للأبحاث المستقبلية، فأنا أخطط بالفعل للتعمق أكثر في تطبيقات وتأثيرات تقنية الهاشغراف، بهدف توفير فهم أكثر شمولاً لقدراتها وتأثيرها المحتمل».
اقرأ أيضاً.. أهم 5 دورات في تكنولوجيا البلوكشين للمبتدئين
الهاشغراف بديلًا عن البلوكشين
تقيّم الورقة البحثية أن الهاشغراف لديها القدرة على أن تحل محل منصات البلوكشين التقليدية باعتبارها التكنولوجيا الرائدة، على أن تحقق نجاحًا وشعبية واسعة النطاق دون الحاجة إلى استبدال التقنيات الحالية نظرًا لخوارزميته الحاصلة على براءة اختراع، وقابلية التوسع الفائقة، وآلية الإجماع الأسرع وقدرة هاشغراف على التغلب على العديد من أوجه القصور في البلوكشين.