أكثر من 70 مليون مشترك في 24 ساعة، على تطبيق ثريدز Threads الذي يعود إلى مجموعة ميتا الأمريكية، ما يجعله التطبيق الأكثر جذبا للمستخدمين في تاريخ التطبيقات الاجتماعية المعروفة حاليا. لكن كثيرون قد لا يعرفون أن هذا التطبيق ينتمي إلى نوع آخر من التطبيقات الاجتماعية التي يطلق عليها منصات التواصل الاجتماعي اللامركزية.
يعتمد تطبيق ثريدز في عمله على بروتوكول ActivityPub اللامركزي والمستخدم في تطبيقات منافسة مثل ماستودون Mastodon وبلوسكاي Bluesky وهو بروتوكول يتيح العديد من المزايا التي تعطي للمستخدمين تحكمًا أكبرا في بياناتهم، كما يمنحهم القدرة على نقل البيانات من منصة لأخرى.
في السطور التالية سنتعرف على ما هي منصات التواصل الاجتماعي اللامركزية، وإيجابياتها، وما مستقبلها:
اقرأ أيضاً.. مع الهوية اللامركزية.. بياناتك في مأمن ضد الاختراق!
ما منصات التواصل الاجتماعي اللامركزية؟
نتيجة الثورة الرقمية التي ضج بها العصر، تبنت وسائل التواصل الاجتماعي اتجاهًا جديدًا لا يشبه المعتادين عليه في الوقت الحالي، إذ يمكننا اليوم أن نودع المنصات المركزية الكلاسيكية لتحل محلها منصات التواصل الاجتماعي اللامركزية. يعدنا مطورو البرامج والمنصات بمستقبل اجتماعي مثمر قائم بشكل أساسي على المنصات اللامركزية المشوقة كبلوسكاي-Bluesky وغيرها المزيد. واستطاعت هذه الأخيرة لفت أنظار المستخدمين وتحريقهم عما اعتادوا عليه سابقًا، فارضين منافسة شرسة في الساحة التكنولوجية.
على غرار منصات التواصل الاجتماعي السائدة اليوم كفايسبوك وغيرها، إذ تعرف منصات التواصل الاجتماعي اللامركزية بعدم تكونها من خادم مركزي واحد. وبالتالي، فهي لا تخضع لسلطة أساسية مركزية تتحكم بالشبكة وتديرها، ما يمنحها حرية أكبر ومرونة أعلى. وغالبًا ما تتمتع منافذ هذه المنصات اللامركزية بخاصية مميزة تتمثل بوجود شبكات موزعة متعددة داخلها. وبمعنى آخر، تمنح هذه الخاصية للفرد او المستخدم حرية اختيار الشبكة التي يرغب في الانضمام إليها.
وبإمكان المستخدم إنشاء شبكة خاصة به، وبهذه الطريقة، يمكن لأصحاب الاهتمامات المشتركة والأفكار المتشابهة التواصل مع بعضهم البعض بفضل هذه الشبكات المتعددة. ونظرًا لغياب السلطة المركزية وبل الاحتكار المركزي لجميع القرارات المتعلقة بالشبكة المعنية، يمنح المستخدمون حق التصويت على القرارات المتعلقة بمستقبل الشبكة وأدائها، ما يعزز بالتالي انخراطهم في بيئة المنصة ومجتمعها. وبهذه الطريقة، يكتسب المستخدم حق التعبير عن رأيه والتأثير على الآخرين في مواضيع كافة منها كيفية تقدم النظام الأساسي، بدلاً من الاضطرار إلى الخضوع بشكل تلقائي إلى ما تريده السلطة المركزية.
وانطلاقًا من هذا التعريف البسيط، يمكن التأكيد على أن هذه المنصات الثورية من شأنها أن تمنح نظرة جديدة على الاتصالات الرقمية، حيث يمكن أن توجد شبكات متعددة داخل منصة واحدة، يتم التحكم فيها جميعًا بواسطة خوادم مستقلة.
اقرأ أيضاً.. شبكات التواصل الاجتماعي اللامركزية.. ما هي؟
إيجابيات منصات التواصل الاجتماعي اللامركزية
على الرغم من المخاوف المحيطة بهذا النوع الجديد من المنصات ولكونها أكثر عرضة للاختراق والسرقة، تتميز المنصات المركزية بنقاط إيجابية عديدة ألا وهي:
1- مستوى أمن أعلى
نظرًا لاعتماد منصات التواصل الاجتماعي اللامركزية على خوادم متعددة ومستقلة في عملها، يقل احتمال فشل الشبكة الكلي بسبب خطأ تقني ما. وهذا ما تفتقر إليه المنصات التقليدية التي لطالما عانت من خلل في شبكاتها بعيد تعطل الخادم المركزي الوحيد. بالإضافة إلى ذلك، إن الاتجاه نحو هذه المنصات البديلة من شأنه أن يقلل احتمالية هجمات الحرمان من الخدمات-DDoS بشكل كبير نتيجة وجود هذا النوع من النظام الموزع. علاوة على ذلك، تمنح هذه المنصات الحرية الأكبر للمستخدم الذي يمكنه بدوره اختيار الاسم المستعار عند إنشاء حساب خاص به، مما يعزز الخصوصية.
2- إمكانية تحكم أعلى
يتمتع المستخدم في هذه المنصات بإمكانية أوسع وأكبر للتحكم ببياناته ومعلوماته بعيد إنشاء حساب خص به على الشبكة التي يريدها. وانطلاقًا من تعريف شبكة التواصل الاجتماعي وهدفها المتمثل بخدمة المستخدم وإرضائه، لا بد إذًا للفرد أن ينعم بمستوى لا بأس به من التحكم والسلطة وخاصة في قلب الشبكة التي يستخدمها. وبمنحه هذه السلطة، تضمن هذه المنصات البديلة نوعًا من العدل والتوازن بين مستخدميها.
اقرأ أيضاً.. تطبيق ثريدز.. أغلقته «ميتا» منذ عامين وأعادته الآن لمنافسة «تويتر».. فما السر؟
مستقبل منصات التواصل الاجتماعي اللامركزية
كأي ابتكار جديد وثوري، تحتاج هذه المنصات إلى بعض الوقت للدخول فعليًا في الحياة العملية وتغيير الواقع التكنولوجي الاجتماعي بشكل جذري. وكما ذكرنا سابقًا، يعمل المطورون وكبار الخبراء على تصميم منصات لامركزية من شأنها إحداث نقلة نوعية في كيفية تعامل المستخدمين مع بعضهم البعض في العالم الرقمي، وطريقة تفاعلهم وتواصلهم. وبالفعل، استطاعت منصة ماستودون اللامركزية-Mastodon إلى تعليل فكرة الطلب على المساحات الرقمية الأكثر عدلًا وإنصافًا بتسجيل 4,4 مليون مستخدم اعتبارًا من سبتمبر 2021.
وانضمت إلى هذه الموجة منصة بلوسكاي-Bluesky الجديدة، حيث تستعد هذه الأخيرة لتوفير حل بديل للمنصة التقليدية، هادفة إلى توفير مستوى أعلى وأهم من الحرية والخصوصية والتحكم.