يُعد سام ألتمان، واحدًا من أقوى الشخصيات في مجال الذكاء الاصطناعي، فهو رائد أعمال ورئيس تنفيذي وصاحب رؤية بين عمالقة التكنولوجيا، حيث أحدث طفرة في الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال برنامج تشات جي بي تي ChatGPT، الذي أطلقته الشركة التي يترأسها «أوبن إيه أي» (OpenAI)، ويعد أحد أسرع التطبيقات نموًا في التاريخ، والذي نجح من خلاله في بناء ثروة كبيرة منها.
كم تبلغ ثروة سام ألتمان؟
أثناء وجوده في واشنطن، سأل السيناتور جون كينيدي، النائب الجمهوري من لوس أنجلوس، سام ألتمان عما إذا كان قد كسب الكثير من المال، فأجاب سام بأنه لم يحقق الكثير، «أتقاضى ما يكفي من المال مقابل التأمين الصحي وليس لدي أي أسهم في OpenAI… أفعل هذا لأنني أحبه»، وفقًا لما ذكرته مجلة ذا ستريت.
ومع ذلك فإن سام ألتمان، فعل مثلما فعل غيره من عمالقة التكنولوجيا، بيل غيتس وسيتف جوبز، ومارك زوكربيرغ، حيث ترك الجامعة من أجل بناء شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا، ومع ذلك لم يحقق الثروة إلا مع دخوله في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضًا.. ماسك: خصصت حديثي مع «أوباما» لدعم تنظيم الذكاء الاصطناعي
ووفقًا لما ذكرته مجلة ذا ستريت، فإن سام ألتمان، تقدر صافي ثروته بما يتراوح بين 500 و700 مليون دولار؛ من مشاريعه الريادية بالإضافة إلى بعض الاستثمارات الذكية للغاية. وترتبط معظم ثروته الصافية بملكية حصص في عدد من الشركات الخاصة، مما يجعل من الصعب تحديد صافي ثروته الحقيقية، ومع ذلك، فإن الشركات التي قادها أو أسسها أو دعمها تبلغ قيمتها مجتمعة 500 مليار دولار.
كيف بدأ سام ألتمان رحلته إلى ريادة الأعمال؟
كان أول مشروع لـ سام ألتمان، وهو خريج علوم الكمبيوتر السابق في جامعة ستانفورد، هو برنامج «Loopt»، وهو تطبيق يسمح للمستخدمين مشاركة مواقعهم الجغرافية مع أشخاص معينين، وشارك في تأسيسه عام 2005، عندما كان في التاسعة عشرة من عمره، وقام بكتابة شفرته الأصلية، ووقتها تم اعتماد تقنية التطبيق من قبل شركتي أبل Apple وبلاك بيري Blackberry، قبل أن تستحوذ شركة «غرين دوت كوربرويشن» (Green Dot Corporation)»، على التطبيق مقابل 43.4 مليون دولار في عام 2012.
في ذلك الوقت كان سام بدأ عملا آخرا بالفعل في شركة «واي كومبنيتور» (Y Combinator)، وهي حاضنة تقنية توفر التمويل الأولي للشركات، بوظيفة بدوام جزئي في عام 2011.
وتُعرف شركة «واي كومبنيتور»، بأنها واحدة من أشهر مسرعات الشركات الناشئة في العالم، ولديها معدل قبول أقل من 2% من المتقدمين لها، وقدمت أموالاً ومواردا لأكثر من 4000 شركة ناشئة منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لتصبح أسماء شركات شهيرة بعد ذلك.
وخلال فترة وجوده في الشركة دعا أصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية ومن بينهم مثل مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، وإيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لتسلا وسبيس إكس للتحدث وتقديم التشجيع اللازم لرواد الأعمال، حيث كان عمل سام في هذه الشركة أكثر من مجرد عمل؛ بل كان أسلوب حياة.
النجاح الكبير الذي حققه سام ألتمان، في هذه الشركة، جعلته يترقى إلى منصب الرئيس في عام 2014، وفي عام 2015، أدرجته مجلة فوربس ضمن قائمتها التي تضم 30 من أصحاب رأس المال الاستثماري تحت سن 30 عامًا.
تقدر قيمة الشركات التي قدمت «واي كومبنيتور» الدعم لها بما لا يقل عن 600 مليار دولار اعتبارًا من يناير 2023. وأبرز الشركات التي عملت على تمويلها، هي: إير بي إن بي Airbnb ودروب بوكس Dropbox وستريب Stripe.
وسام نفسه استثمر أيضًا في بعض الشركات الناشئة، وهو ما كان السبب وراء السرعة التي جمع بها ثروة كبيرة، حيث عمل كمستثمر في أكثر من 100 شركة ناشئة، بما في ذلك أسانا Asana وإنستا كارت Instacart وبينترست Pinterest، ومع ذلك فإن الثروة الأكبر والشهرة الأكثر حققها من خلال الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضًا.. إيلون ماسك يخطط لشركة تنافس مطور ChatGPT
لفترة وجيزة مدتها ثمانية أيام في عام 2015، تولى سام ألتمان منصب الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة ريديت، وتولى زمام الأمور بعد استقالة رئيسها التنفيذي، ييشان وونغ، وقبل أن يستعيد قائدها السابق، ستيف هوفمان، وظيفته القديمة، كانت ريديت Reddit أيضًا شركة ناشئة تابعة لـ «واي كومبنيتور»، وكان سام مستثمرًا فيها خلال عام 2014 بقيمة 50 مليون دولار، بالإضافة إلى كونه مشاركًا في تمويل السلسلة «C» في عام 2017 بقيمة 200 مليون دولار،بالإضافة إلى ذلك، عمل في مجلس إدارتها من عام 2014 إلى عام 2022.
سام ألتمان والاستثمار في الذكاء الاصطناعي
في عام 2015، قامت مجموعة من قادة التكنولوجيا، أبرزهم: إيلون ماسك، وجريج بروكمان، وإيليا سوتسكيفر، ووجسيك زاريمبا، وجون شولمان، بتأسيس مختبر أبحاث غير ربحي للذكاء الاصطناعي يسمى أوبن إيه أي OpenAI، وذلك بالتعاون مع سام ألتمان، الذي أصبح الرئيس التنفيذي لهذه الشركة.
وكان سام يرى أن الذكاء الاصطناعي سيكون نقطة تحول ليس لشركته هو فقط، بل لكل الشركات في مجال التكنولوجيا؛ لذا عمل مع شركته أوبن إيه أي OpenAI لجعل الذكاء الاصطناعي في متناول الجميع، وتحولت من مؤسسة غير ربحية إلى شركة استثمار كبرى في الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضًا: هل أطاحت الضغوط بـ«مسؤول الثقة والأمان» في «أوبن إيه آي»؟
وأصدرت الشركة عرضًا توضيحيًا مبكرًا لروبوت الدردشة تشات جي بي تي ChatGPT في نوفمبر 2022، ومن ثم بدأت الانطلاقة القوية في عالم الذكاء الاصطناعي لتحقق الشركة ثورة في التكنولوجيا.
وبحلول مايو 2023، صرح سام ألتمان في شهادته أمام الكونغرس أن تقييم شركة أوبن إيه أي كان 29 مليار دولار، وحتى ذلك الوقت كان خرج منها العديد من المستثمرين مثل إيلون ماسك، والذي قال عنه سام، إنه إيلون ماسك ساعد في جذب كل من المواهب والاهتمام إلى الشركة، على الرغم من أن ماسك انتقد الاتجاه الذي اتخذته أوبن إيه أي OpenAI منذ ذلك الحين.