ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز، أن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك يعمل حاليًا على تطوير خطط جديدة لإنشاء شركة للذكاء الاصطناعي تنافس شركة أوبن إيه آي OpenAI مطور روبوت الدردشة الشهير شات جي بي تي ChatGPT، مشيرة إلى أن ماسك يسعى للانضمام إلى سباق سيلكون فالي لبناء انظمة ذكاء اصطناعي مولدة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على خطط رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا، أن الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا Tesla وتويتر Twitter قام بتجميع فريق من الباحثين والمهندسين في مجال الذكاء الاصطناعي.
ونقلت الصحيفة أيضا عن شخص لديه معرفة مباشرة بالمحادثات، أن إيلون ماسك يجري أيضًا مناقشات مع عدد من المستثمرين في شركتي سبيس إكس SpaceX وتسلا Tesla حول استثمار أموالهم في مشروعه الجديد، مضيفة أن الشخصية المطلعة أكدت أن المستثمرون متحمسون بشأنه بالنسبة للمشروع الجديد.
إيلون ماسك سوف يستعين بتويتر وتسلا
وتمكن إيلون ماسك من تأمين الآلاف من وحدات المعالجات الرسومية، والأنظمة التي تعمل على تشغيل الحوسبة عالية الطاقة المطلوبة لمهام مثل الذكاء الاصطناعي والرقائق المتطورة، حسبما أفاد موقع Business Insider في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وذكر مطلعون على طريقة تفكير إيلون ماسك أن مشروع الذكاء الاصطناعي الجديد الخاص به سيكون بعيدا عن شركاته الأخرى، مشيرين في الوقت نفسه إلى أنه قد يستخدم محتوى تويتر كبيانات لتدريب نموذج اللغة الخاص به والاستفادة من شركة تسلا لموارد الحوسبة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أيضا أن ماسك يجند مهندسين من أفضل مختبرات الذكاء الاصطناعي بما في ذلك ديب مايند DeepMind، مؤكدين أنه بدأ في استكشاف فكرة شركة منافسة في وقت سابق من هذا العام ردا على التقدم السريع لشركة OpenAI.
وأشارت الصحيفة إلى أن الملياردير الأمريكي جلب إيغور بابوشكين، الموظف السابق في شركة الذكاء الاصطناعي البريطانية ديب مايند DeepMind التي استحوذت عليها غوغل في 2014، وما يقرب من ستة مهندسين آخري لهذا المشروع.
يذكر أنه خلال جلسة Twitter Spaces لهذا الأسبوع كان ماسك متحمسًا لحاسوب Tesla العملاق، Dojo، والذي يستخدمه صانع السيارات الكهربائية لتدريب نظام القيادة الذاتية للطيار الآلي.
سباقًا بين شركات الذكاء الاصطناعي
ولكن في الوقت نفسه سيضيف دخول الملياردير المحتمل إلى سوق الذكاء الاصطناعي الذي يشهد سباقًا محمومًا مشروعًا آخر إلى محفظته المتنوعة من المسؤوليات والاستثمارات التي تشمل تشغيل Twitter وTesla، بالإضافة إلى تأسيس سبيس إكس SpaceX صانع الصواريخ الذي يمتلكه بقيمة 137 مليار دولار، ونيورالينك Neuralink الباحث في مجال التكنولوجيا العصبية، بالإضافة إلى شركة The Boring Company الناشئة في مجال حفر الأنفاق.
يأتي ذلك على الرغم من أن إيلون ماسك نفسه وقع مع آلاف التقنيين على خطاب الشهر الماضي يدعوى إلى وقف تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي لمدة 6 شهور على غرار شات جي بي تي بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.
وحال ما تم إعلان الشركة فإن إيلون ماسك سيدخل سوقا مزدحما وممولا جيدا تتنافس فيه مايكرسوفت Microsoft وجوجل Google وأمازون Amazon مع شركات أخرى ناشئة مثل أوبن إيه آي OpenAI، وأنثروبيك Anthropic وأديبت Adept وستابيلتي إيه آي StabilityAI التي جمعت معا مليارات الدولارات في الأشهر الأخيرة.
كيف غادر إيلون ماسك منافسته الحالية OpenAI؟
وإيلون ماسك هو أحد مؤسسي شركة أوبن إيه آي OpenAI، التي بدأت كمنظمة غير ربحية في عام 2015، وقد استقال من مجلس إدارة الشركة في عام 2018، وعندما غادر إيلون ماسك كان التفسير العام للانقسام هو أنه أراد التركيز على تسلا، التي كانت تستثمر أيضًا بكثافة في الذكاء الاصطناعي.
وذكر مطلعون على تفاصيل مغادرة إيلون ماسك من OpenAI في وقت مغادرته إن ماسك اشتبك مع أعضاء مجلس الإدارة والموظفين الآخرين، بما في ذلك الاختلافات بينه وبين توجهات الشركة فيما يتعلق بسلامة الذكاء الاصطناعي.
ووصف آخر كان مشاركًا في الشركة في اجتماع عاصف لجميع الموظفين في عام 2018 لشرح رحيل إيلون ماسك. قال الشخص: كانت أعلى لحظة معنوية للشركة في ذلك الوقت هي ساعة السعادة التي استضفناها بعد فراقنا عن إيلون ماسك.
وأنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على استيعاب كميات هائلة من المحتوى وإنتاج كتابة شبيهة بالبشر أو صور واقعية، على غرار التكنولوجيا التي تشغل ChatGPT.
في سياق منفصل، ذكرت وكالة رويترز أن إيطاليا حظرت شات جي بي تي ChatGPT بسبب قضايا الخصوصية، في حين أنشأت هيئة مراقبة الخصوصية الأوروبية فريق عمل في خطوة أولى نحو سياسة مشتركة للذكاء الاصطناعي.
وفي الوقت نفسه، أطلقت جهودًا لوضع قواعد بشأن تقنيات الذكاء الاصطناعي لمعالجة مخاوف الأمن القومي والتعليم.