ومع اتساع سوق العملات المشفرة، وانتشار تقنية البلوكشين، ظهرت مصطلحات جديدة وأفكارًا مبتكرة جذبت الأضواء في الساحة الاقتصادية، من بينها صندوق مؤشر العملات المشفرة. فما هو هذا الصندوق فعليًا؟ وكيف يمكن الاستثمار فيه؟
تتشابه صناديق مؤشرات العملات المشفرة نوعًا ما مع صناديق المؤشرات التقليدية. في المقابل تختلف بدورها عن الصناديق المتداولة في البورصة المشفرة، وتتبع حزمة من الأصول.
ما هو صندوق مؤشر العملات المشفرة؟
يعرف صندوق المؤشرات Crypto Index Fund أنه صندوق استثماري يهدف إلى تعقب أداء مؤشر سوق معين. وفي سياق العملات المشفرة وعالمها الجديد. ويشكل صندوق مؤشر العملات المشفرة، نوعًا من أنواع الاستثمار الهادف إلى تتبع أداء مؤشر عملات مشفرة معينة في الأسواق مثل أعلى 10 أو 20 عملة من حيث القيمة السوقية.
اقرأ أيضًا: 6 أخطاء.. تجنبها عند الاستثمار في العملات المشفرة
كثيرة هي صناديق مؤشرات العملات المشفرة فلنذكر بعضها: صندوق Grayscale’s Digital Large Cap Fund، الذي يتتبع العملات المشفرة الـ 10 الأعلى من حيث القيمة السوقية، وصندوق Bitwise’s 10 Crypto Index Fund، الذي يتتبع بدوره العملات الـ 10 الأعلى من حيث القيمة السوقية نسبة لسيولتها وفقا لموقع كوينتليجراف.
إيجابيات وسلبيات صندوق مؤشر العملات المشفرة
يوفر هذا الصندوق لمستثمريه محفظة متنوعة من العملات المشفرة المختلفة، الأمر الذي من شأنه أن يحد من المخاطر وتداعياتها على ممتلكات الفرد نفسه. وفي حال تعرضت إحدى الرموز إلى تدهور أو تراجع في قيمتها السوقية، تبقى العملات المشفرة الأخرى على حالها، الأمر الذي قد ينقذ الصندوق الاستثماري إجمالًا.
اقرأ أيضًا: الموت الغامض في سبيل تداول العملات المشفرة
وبهذه الطريقة، يتم تخفيف نسبة تقلب بعض العملات المشفرة بشكل عام. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الصناديق خاضعة لإدارة خبراء في مجال صناديق الاستثمار، مسؤولين عن اختيار العملات التي تشكل المؤشر، وإعادة توازن محفظة العملات المشفرة.
نظرًا لكون صناديق مؤشرات العملات المشفرة نوعًا ما جديدة على المسامع الشعبية وفي تطور سريع ومذهل في ظل أنظمة دولية غير مرسومة بشكل واضح حتى اليوم، لا بد للمستثمر أن يجري أبحاثه المعمقة والمطولة قبل اختيار أي صندوق والاستثمار فيه.
اقرأ أيضًا: مؤتمر ليب 2023.. إطلاق أسرع واي فاي في العالم
يستطيع المستثمرون شراء أسهم في هذه الصناديق، ومتابعة العملات المشفرة الموجودة فيه دون شرائها بشكل مباشر. وقد يكون هذا حلًا بديلًا، بل ومناسبًا للمستثمرين غير المعتادين، أو غير المرتاحين لفكرة شراء عملات فردية. وينظر إلى هذه الصناديق على أنها استراتيجية استثمار سلبية، أو غير مباشرة، نظرًا لحقيقة أن مدير الصندوق لا يقوم عادة بشراء الأصول وبيعها بنشاط.
اقرأ أيضًا: العقود الذكية مستقبل شركات الويب 3
يتقاضى الصندوق غالبًا رسومًا إدارية مقابل الإدارة الفنية، وقد تفرض بعض الصناديق نسبة مصروفات، ويفرض مدير الصندوق الرسوم الإدارية لتغطية تكاليف إدارة الصندوق، في حين أن نسبة المصروفات هي نسبة مئوية من أصول الصندوق التي تذهب لتغطية نفقات أخرى، مثل رسوم التداول والحفظ.
ومثل أي أداة استثمارية متوفرة في الأسواق، تتعدد المخاطر المتعلقة بالاستثمار في هذا النوع من الصناديق. ولا يزال سوق العملات المشفرة متقلبًا بطبيعته، وهناك خطر كبير من خسارة الأصول والأموال. كما أن هذه الصناديق غير معفية من مخاطر القرصنة والسرقة، وقد تفتقر إلى الرقابة التنظيمية والشفافية والسيولة. لذلك، لا بد للفرد أن يحسب كل خطوة يقوم بها قبل بدء الاستثمار حفاظًا على ممتلكاته وثرواته.