تبحث شركة نيورالينك كورب (Neuralink Corp) المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك عن متطوع مصاب بالشلل لإجراء أول تجربة سريرية لزرع شريحة نيورالينك في الدماغ. يأتي ذلك بعد حصول شركة نيورالينك (Neuralink)، على موافقة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لإجراء أول دراسة سريرية لشريحتها، التي تسمى «N1 Implant»، في أواخر سبتمبر الماضي، وإجراء مئات التجارب على الحيوانات.
اختبار قدرة شريحة نيورالينك على قراءة نشاط الدماغ
وتستهدف التجربة، اختبار قدرة الشريحة على قراءة وتحليل نشاط الدماغ، ثم نقل هذه المعلومات لاسلكيًا إلى كمبيوتر محمول أو جهاز لوحي قريب. تستخدم الشركة روبوتًا متطورًا يسمى «Neauralink’s R1» لإجراء الجراحة الدقيقة لزرع الشريحة في منطقة الدماغ المسؤولة عن التحكم في الحركة، وتستهدف في البداية الأشخاص الذين يعانون من شلل رباعي أو تصلب ضموري جانبي، والذين يرغبون في تحسين جودة حياتهم بواسطة التكنولوجيا العصبية.
اقرأ أيضًا.. هل تعيد شريحة نيورالينك البصر للذين فقدوه؟
بحسب تقرير لوكالة بلومبرغ، تبحث الشركة عن متطوع في أول تجربة سريرية لها يرغب في إزالة جزء من جمجمته بواسطة جراح حتى يتمكن روبوت كبير من إدخال سلسلة من الأقطاب الكهربائية والأسلاك فائقة الدقة في دماغه، وعندما ينتهي الروبوت، سيتم استبدال القطعة المفقودة من الجمجمة بشريحة من المفترض أن تبقى هناك لسنوات.
مواصفات المتطوع لزرع شريحة نيورالينك
ولأغراض التجربة، سيكون المرشح المثالي شخصًا بالغًا يقل عمره عن 40 عامًا مصابًا بالشلل في أطرافه الأربعة. من المحتمل أن يتم إدخال شريحة نيورالينك في مثل هذا المريض في ما يعرف بمنطقة مقبض اليد في القشرة الحركية الأمامية، والتي تتحكم في اليدين والمعصمين والساعدين. الهدف هو إظهار أن الجهاز يمكنه جمع بيانات مفيدة بأمان من ذلك الجزء من دماغ المريض، وهي خطوة أساسية في جهود نيورالينك لتحويل أفكار الشخص إلى مجموعة من الأوامر التي يمكن للكمبيوتر فهمها.
اقرأ أيضًا.. كل شيء عن زرع شريحة إيلون ماسك في أدمغة البشر
ودعت شركة نيورالينك المتطوعين للتسجيل في هذه الدراسة عبر موقعها الإلكتروني، وقالت إنها تتعاون مع شركات أخرى في هذا المجال، مثل: «أون وارد Onward»، و«سينشرون Synchron»، و«إيموتيف Emotiv»، و«كيرنال Kernal»، لتطوير واجهات الدماغ والحاسوب الأكثر تقدمًا.
قالت بلومبرغ، إنه يبدو أن الشركة حققت تقدمًا كبيرًا في هذا المجال، وقامت بتصميم أقوى شريحة دماغية في العالم، مضيفة أنه إذا عمل المنتج على النحو المنشود، فإن التكرارات اللاحقة يمكن أن تحسن، بطرق معجزة، حياة الملايين من الأشخاص الذين يعانون من الشلل، والسكتة الدماغية، ومرض لو جيريج، وفقدان السمع والبصر.
تأثير سلبي لشريحة نيورالينك على الحيوانات
في غضون ذلك، فإن المكانة البارزة للشركة جعلت المستثمرين يبحثون عن الخطوات التالية من نيورالينك. مرة أخرى، أعاد ماسك تشكيل صناعة بأكملها، ويمكن أن تكون هذه الصناعة هي الأكثر تغييرا لحياة البشر على الإطلاق. على الرغم من ذلك قال بعض علماء الأعصاب إن شركة نيورالينك تبالغ في تضخيم هذه التكنولوجيا. واتهمتها جماعات حقوق الحيوان بالقسوة تجاه القرود والخنازير والثدييات الأخرى التي اختبرتها حتى الآن.
اقرأ أيضًا.. شركة نيورالينك تجمع 280 مليون دولار لزراعة الشرائح في الأدمغة
وتشير الوثائق الصادرة عن مركز أبحاث الرئيسيات الوطني بجامعة كاليفورنيا في ديفيس، إلى أن عددًا من القرود التي خضعت لزرع شريحة نيورالينك في أدمغتها عانت من مضاعفات خطيرة بعد الجراحة. فقد أصيب أحد القرود، المسمى «Animal 20»، بالتهاب في موضع الزرع، وحاول نزع الأسلاك المتصلة بالشريحة، مما أدى إلى نزيف وخروج جزء من الجهاز من رأسه، قبل أن تقرر الشركة إنهاء حياته. وتدهورت حالة القردة أخرى، المسماة «Animal 15»، بعد الزرع، حيث بدأت تفقد التوازن وترتعش بشدة عند مشاهدة العاملين في المختبر، وتبين فيما بعد أنها كانت تعاني من نزيف داخلي في الدماغ، وأن الجراحة ألحقت أضرارًا بأنسجة دماغها.