تراجعت شركة «أوبن إيه أي OpenAI»، المطورة لبرنامج الدردشة الآلية بالذكاء الاصطناعي تشات جي بي تي، عن إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد دوني (Dune) الذي يعود تسميته إلى فيلم الخيال العلمي الملحمي الأميركي، «Dune».
تكلفة باهظة للتشغيل من شركة «أوبن إيه أي OpenAI»
وقال تقرير لصحيفة ذا إنفورميشن (The Information) إن شركة «أوبن إيه أي OpenAI» بدأت العمل على أراكيس (Arrakis)، وهو الاسم العلمي للنموذج، جنبًا إلى جنب مع GPT-4، أحدث نموذج للذكاء الاصطناعي، لإنشاء نظام يمكنه تشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل تشات جي بي تي بتكلفة أقل بكثير، ولكنه فشل.
اقرأ أيضًا.. كيف تعمل روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي؟
وتستهلك نماذج الذكاء الاصطناعي التي تمكن تطبيقات مثل تشات جي بي تي (ChatGPT) من العمل، طاقة حوسبية باهظة الثمن من موفري الخدمات السحابية مثل مايكروسوفت، وأمازون، وغوغل. وتشير التقديرات إلى أن تكلفة تشغيل تشات جي بي تي تزيد عن 700 ألف دولار يوميًا.
أسباب فشل مشروع برنامج الذكاء الاصطناعي الجديد من شركة «أوبن إيه أي OpenAI»
ذكرت صحيفة ذا إنفورميشن نقلًا عن مصادر مطلعة، أن بعض المديرين التنفيذيين في مايكروسوفت أصيبوا بخيبة أمل بسبب عيوب «أراكيس»، إذ أنه يمثل انتكاسة نادرة لـ شركة «أوبن إيه أي OpenAI»، بعد عام من النمو السريع، وذلك بفضل تشات جي بي تي.
تشير ذا إنفورميشن إلى أن أوبن إيه آي، قد أكملت بالفعل مشروع جي بي تي -4 في وقت سابق من عام 2022، لكنها أرادت من أراكيس تشغيل تشات جي بي تي بشكل أكثر كفاءة وبتكلفة أقل، بعد اتفاق بين مايكروسوفت وأوبن إيه آي، على صفقة استثمار وترخيص لمنتج بقيمة 10 مليارات دولار.
وقالت الصحيفة إن إظهار التتابع السريع للنماذج الجديدة من شأنه أن يُظهر لشركة مايكروسوفت، وأوبن إيه آي كيف يمكن أن يحققا تقدمًا سريعًا في الذكاء الاصطناعي.
وقال أشخاص مطلعون على الوضع إن شركة «أوبن إيه أي OpenAI» ألغت إطلاق أراكيس بحلول منتصف عام 2023 بعد أن أدركت أنها لم تحقق مكاسب الكفاءة المتوقعة مقارنة بالنماذج الحالية مثل GPT-4، في وقت نادرًا ما تتخلى شركة أوبن إيه آي عن النماذج التي لا تزال قيد التطوير، لذا فإن أراكيس يمثل فشلًا ذريعًا للمختبر.
اقرأ أيضًا.. كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على مهارات الموظفين؟ لا حاجة إليها!
ونقلت ذا إنفورميشن عن مصادر، أن تدريب وتشغيل «أراكيس» كان مكلفًا للغاية حيث يتطلب مئات الملايين من الدولارات وآلاف وحدات معالجة الرسوميات، بالإضافة إلى ذلك فإن أراكيس «طرحت معضلات أخلاقية واجتماعية، حيث من الممكن أن تولد نصوصًا ضارة أو مضللة يمكن أن تؤثر على آراء الناس أو تصرفاتهم».
من جهة أخرى، والحديث للمصادر المطلعة، «واجه أراكيس خلافات وصراعات داخلية، حيث كان لدى بعض الباحثين والمديرين التنفيذيين رؤى وتوقعات مختلفة للمشروع». وقال شخصان: «لقد كان أداء أراكيس أقل من توقعات أوبن إيه آي بعد أن حاولت الشركة كفاءة تشغيله أرخص».
وذكرت الصحيفة، أن هذا التعثر في أوبن إيه آي جعل الشركة تخسر وقتا وستحتاج إلى تحويل مواردها نحو تطوير نموذج مختلف. كما خيب الفشل آمال بعض المديرين التنفيذيين في شركة مايكروسوفت.
منافسة أوبن إيه أي مع غوغل
وعلى الرغم من النمو المتزايد، تواجه شركة «أوبن إيه أي OpenAI» العديد من التحديات، حيث تستعد شركة غوغل Google المنافسة لإطلاق برنامج جيمني Gemini، وهو نموذج ذكاء اصطناعي متعدد الوسائط، لمنافسة الإصدار الرئيسي لشركة «أوبن إيه أي OpenAI»، جي بي تي – 4 هذا العام.
اقرأ أيضًا.. غوغل بارد: هل فشل منافس «تشات جي بي تي»؟
في الوقت نفسه، يعمل مجتمع المصادر المفتوحة على تطوير نموذج بديل للذكاء الاصطناعي يهدف إلى تكرار أداء منتج تجاري مثل تشات جي بي تي بنسخته المجانية GPT-4. إذا كان جيميني أو أي نموذج آخر ذو طابع مفتوح يتفوق على GPT-4 أو يكافئه في الأداء، فإن الشركة ستواجه تحديًا كبيرًا في الحفاظ على قاعدة عملائها الذين يدفعون مقابل الخدمة المتميزة.