مازالت وقائع محاكمة غوغل في قضية الاحتكار الأكبر في تاريخ شركات التكنولوجيا مستمرة، إذ أدلى الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا بشهادته أمام المحكمة المنعقدة في واشنطن، مؤكدًا خلالها هيمنة محرك البحث على سوق الإنترنت بما لا يسمح بوجود محرك البحث «بينغ» التابع لمايكروسوفت.
تفاصيل محاكمة غوغل في قضية الاحتكار
وبدأت محاكمة غوغل في قضية الاحتكار في الثاني عشر من الشهر الماضي، بدعوى قضائية رفعتها وزارة العدل تتهم فيه الشركة باحتكار سوق البحث على الإنترنت، لتكون هذه أول محاكمة لمكافحة الاحتكار تتبع الممارسات التجارية لشركة التكنولوجيا الكبرى.
ووجهت وزارة العدل، في الدعوى اتهامًا واضحًا لغوغل بالاحتكار، مؤكدة أن شركة التكنولوجيا العملاقة، أجرت اتفاقيات مع الشركات التي تمتلك متصفحات على الإنترنت، وشركات الهواتف الذكية من بينها آبل، ليصبح محرك البحث غوغل هو المحرك الافتراضي على هواتفها وبذلك قضت على المنافسين الآخرين، ومن بينهم شركة مايكروسوفت التي تمتلك محرك بينغ.
وقال ناديلا، إن محرك بينغ يكافح من أجل منافسة محرك بحث غوغل، حتى في الوقت الذي تبنت فيه دمج الذكاء الاصطناعي في محرك بينغ.
اقرأ أيضًا: سباق الذكاء الاصطناعي بين غوغل ومايكروسوفت يحتدم
وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، إنه لا يعتقد أن محرك بينغ لديه فرصة في مواجهة غوغل، حتى مع تبني تقنية الذكاء الاصطناعي، متهمًا غوغل بأنها استخدمت ممارسات غير عادلة لفرض هيمنتها على سوق محركات البحث، بما في ذلك ضد بينغ Bing، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال.
محاكمة غوغل في قضية الاحتكار: مايكروسوفت لا تستطيع مواكبة أكبر محرك بحث
وقال ناديلا في شهادته أمام المحكمة: «تستيقظ في الصباح، وتنظف أسنانك، وتستخدم غوغل في البحث، ومع هذا المستوى من تشكيل عادات المستخدمين، فإن الطريقة الوحيدة للتغيير هي تغيير الإعدادات الافتراضية»، لافتًا إلى أن النتيجة بالنسبة لمايكروسوفت هي «حلقة مفرغة» ولا يستطيع بينغ Bing مواكبتها.
وأعرب ناديلا عن شكوكه حول ما إذا كانت قدرات الذكاء الاصطناعي لدى مايكروسوفت يمكن أن تساعد بينغ في التغلب على غوغل.
اقرأ أيضًا: أمازون تدخل سباق الذكاء الاصطناعي: هل تتفوق على غوغل ومايكروسوفت؟
وقال ناديلا، «أشعر بالقلق كثيرًا، حتى على الرغم من حماسي لوجود الذكاء الاصطناعي، فإن هذه الحلقة المفرغة التي أنا محاصر فيها يمكن أن تصبح أكثر شراسة بسبب تعزيز وجود غوغل في الإعدادات الافتراضية للمتصفحات سواء على الويب أو الهواتف الذكية».
كيف استعانت غوغل بـ أبل لبسط هيمنتها؟
وقال الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، إن صفقات غوغل مع آبل، ساعدت في جعل غوغل محرك البحث الافتراضي في متصفح سفاري، وساعدتها على أن تصبح رائدة في الصناعة.
وتستخدم شركة آبل غوغل كمحرك البحث الافتراضي في متصفح سفاري الخاص بها منذ عام 2003 مقابل حصة من عائدات الإعلانات المكتسبة من خلال عمليات البحث التي تتم على أجهزتها، وتزعم وزارة العدل الأميركية أن العقد وغيره من العقود المشابهة قد سمح لشركة غوغل بالحفاظ بشكل غير قانوني على احتكارها لسوق البحث على الإنترنت.
اقرأ أيضًا.. هل تذكُرونَ «إنترنت إكسبلورر»؟ غوغل قد يواجه نفس المصير!
كان ميخائيل باراخين، رئيس قسم الإعلانات وخدمات الويب في مايكروسوفت، خلال جلسات محاكمة غوغل في مكافحة الاحتكار، إن مايكروسوفت تحاول منذ سنوات أن تحل محل غوغل كمحرك البحث الافتراضي لأجهزة آيفون، لكن أبل لم تفكر جديًا أبدًا في التحول إلى محرك البحث بينغ.
وقال المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت: «تجني شركة آبل المزيد من الأموال من بينغ مقارنة بـ غوغل»، مضيفا: «نحن نحاول دائمًا إقناع شركة آبل باستخدام محرك البحث الخاص بنا».
صراع الذكاء الاصطناعي بين غوغل ومايكروسوفت
وجاءت تعليقات الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت في الوقت الذي تراهن فيه الشركة بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي، ومن أجل ذلك أعلنت عن استثمار بقيمة 10 مليارات دولار في شركة أوبن إيه أي OpenAI، الشركة التي تقف وراء تشات جي بي تيChatGPT، لكن هل يساعدها ذلك في كسر هيمنة غوغل؟
بعد شهر من إعلان هذا الاستثمار، أصدرت مايكروسوفت نسخة تجريبية من محرك البحث بينغ الجديد، مدعومًا بالذكاء الاصطناعي – وتم طرحه للجميع في شهر مايو –، والذي قالت الشركة إنه يمكن أن يدر 2 مليار دولار إضافية من إيرادات الإعلانات.
اقرأ أيضًا.. الوظائف والذكاء الاصطناعي: مهن مهددة بالزوال بينها «توصيل الطلبات
وظهر أمام الجميع أن صراع الذكاء الاصطناعي يميل إلى مايكروسوفت، لكن ساندر بيتشاي، الرئيس التنفيذي لغوغل، كرس جهود الشركة للعمل على دعم منتجات غوغل وخاصة محرك البحث بقوة الذكاء الاصطناعي، وسرعان ما أعلنت غوغل عن برنامج الدردشة الآلي الخاص بها وهو بارد Bard.
ويناضل بينغ للاستحواذ على حصة في سوق البحث. وفي شهر سبتمبر الماضي، ارتفعت حصلت بينغ في سوق محركات البحث الذي أصبح يمتلك حصة تبلغ 3.03% من سوق البحث عبر الإنترنت، مقارنة بـ 91.56% لـ غوغل وفقًا لبيانات من شركة أبحاث السوق ستايت كوانتر (Statcounter)، والتي نقلها موقع بيزنس إنسايدر.
فهل يساعد ذلك مايكروسوفت في منافسة غوغل؟