لا يخلو عالم العملات المشفرة من عمليات الاحتيال والسرقة. بل على العكس، فغالبًا ما يقع المستثمرون الجدد كما المخضرمين ضحية هذه المحاولات، معرضين أنفسهم وأصولهم للخطر الشديد.
تعريف عملية الاحتيال في عالم العملات المشفرة
تندرج عمليات الاحتيال في عالم العملات المشفرة ضمن التكتيكات المخادعة والخبيثة التي تستهدف المستخدمين بغية سرقة أصولهم الرقمية كالعملات المشفرة أو الرموز غير القابلة للاستبدال أو غيرها المزيد.
وقد تتخذ هذه العمليات أشكالًا مختلفة فممنها ما يأتي على شكل رسالة في بريد المستخدم الإلكتروني ومنها ما يكون على هيئة موقع مزيف ناهيك عن أساليب أخرى مبتكرة لاصطياد الغنائم.
وفي الحقيقة، ينتشر في بعض الأوقات الاحتيالات الأقل وضوحًا والتي لا تستهدف الإنسان بشكل مباشر بل تعمل إلى سرقة بياناته الحساسة ككلمات السر الخاصة ببعض الحسابات، ما يمنح الهاكرز صلاحية الولوج إلى محفظات الشخص الرقمية وبالتالي استحواذ أمواله وأصوله بالكامل من دون استئذان. ومن الصعب تحديد نوع عملية الاحتيال التي لجأ إليها السارق ولكن جميعها ذات عواقب وخيمة.
اقرأ أيضاً.. احذر احتيال سحب البساط في عالم العملات المشفرة!
عمليات الاحتيال المشهورة
قبل الغوص في عالم العملات المشفرة والاستثمار من كل قلب في هذا المجال، لا بد للفرد أن يتعرف أكثر على تركيب هذا العالم وهيئته وطريقة عمله ليضمن النجاح المرجو وبل يحمي نفسه من الخسارة المؤلمة. ومن شروط حماية النفس والأصول، على المستخدم الاطلاع على أنواع عمليات الاحتيال المشهورة في هذا المجال بهدف تجنبها والحذر منها. فما هي هذه الأساليب وبماذا تختلف الواحدة عن الأخرى؟
1- عمليات انتحال الشخصية:
قد يميل بعض السارقين إلى انتحال شخصيات مشهورة ومعروفة في الأوساط العالمية بهدف سرقة مبالغ طائلة. فإن ظهر إيلون ماسك على تويتر واعدًا بتقديم هدايا بالبيتكوين، فلا شك أن هذا الخبر فخ كبير. غالبًا ما تعد هذه الاستراتيجية الأضعف والأقل ابتكارًا ومع ذلك، كثيرون من يقعون في فخها ويخسرون مبالغ طائلة من أصولهم المشفرة. فقد أفادت لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) بأن 417 مليون دولار قد سرقت نتيجة عمليات الاحتيال على وسائل التواصل الاجتماعي وحدها.
وإلى جانب الوجوه المشهورة، قد ينتحل السارق شخصية مؤثر مشهور في عالم العملات المشفرة أو حتى مدير استثماري يغري الفرد بقدراته الهائلة والفريدة على إدارة أصول المستخدم وزيادة عائداته، وصولًا إلى الحبيب الولهان على مواقع المواعدة. فحذاري! لا ينبغي على الفرد أن يثق بالجهات التي تعده بمضاعفة استثماراته. لذلك، عليه أن يتجنب إرسال الأموال لأي جهة أخرى مشكوك بأمرها.
اقرأ أيضاً.. كيف نبني محفظة العملات المشفرة؟
2- عمليات بامب أند بامب-Pump and Dump:
وتعني باللغة العربية الضخ والتفريغ وهي العمليات القائمة على التلاعب بأسعار الأصول المشفرة داخل الساحة المعنية والتي تديرها مجموعات داخلية في هذا الميدان. هذا ويتم تنسيق عمليات الضخ مع بيانات ومعلومات مضللة الأمر الذي يؤدي إلى تضخيم سعر السهم بشكل مصطنع لجذب المستثمرين وحثهم على شرائها بأسعار مرتفعة خوفًا من ضياع الفرصة. ولا بد الإشارة إلى أن رصد هذا النوع من العمليات صعب جدًا ولا يمكن تحديدها إلا بعد حدوثها على أرض الواقع وبالتالي بعد فوات الأوان. تحدث هذه العمليات عادة في منصات تداول العملات المشفرة مع دفاتر الطلبات الرقيقة، مما يجعل مضخات الأسعار أكثر تقلبًا. كقاعدة عامة، يجب المستخدم بذل العناية الواجبة والبحث عند التحقيق في أي مضخة أسعار لمعرفة ما إذا كانت ناجمة موثوقة وحقيقية.
3- عمليات سحب البساط:
وهي نوع من أنواع عمليات الاحتيال حيث يعمد المحتالون إلى التخلي عن مشروع العملات المشفرة الخاص بهم تاركين ورائهم المستثمرين بأصول مشفرة عديمة القيمة في المحافظ الرقمية. ولتجنب هذه المصايد المشفرة، على المستخدم أن يستثمر في فرق «doxxed» ذات هويات عامة. فإن تم التخلي عن المشروع، لا يزال من الممكن مطاردتهم من قبل سلطات إنفاذ القانون والوكالات الحكومية مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي.
اقرأ أيضاً.. كيف يحمي تنويع محفظة العملات المشفرة استثماراتك؟
كثيرة هي أنواع الاحتيالات في هذا العالم الواسع والثوري، ومن الصعب التعرف عليها ورصدها من الوهلة الأولى. لذلك، من الأساسي أن يكون الفرد واعيًا جدًا في كل خطوة يتخذها في هذه المساحة المحفوفة بالمخاطر.