في خطوة جديدة على طريق سباق الذكاء الاصطناعي من شأنها تعزيز وجود محرك بحث الذكاء الاصطناعي جيميني (Gemini) من شركة غوغل على حساب برنامج تشات جي بي تي (ChatGPT) من شركة أوبن إيه آي (OpenAI)، تجري غوغل محادثات مع شركة أبل تستهدف جعل جيميني هو محرك الذكاء الاصطناعي الافتراضي في هواتف آيفون.
وفق التسريبات التي نشرتها بلومبرغ نيوز، اليوم الإثنين، نقلا عن أشخاص مطلعين على المحادثات فإنه في حال نجاح المفاوضات فإن شركة أبل ستفتح علامة تبويب جديدة لبرنامج جيميني في هواتف آيفون، فيما لم يتم تحديد حتى الآن كيفية تنفيذ هذه الاتفاقية.
وتتمتع الشركتان بشراكة طويلة الأمد تجعل من غوغل محرك البحث الافتراضي على متصفح الويب سفاري (Safari) من شركة أبل.
اقرأ أيضًا.. غوغل توقف إنشاء الصور بـGemini AI وتسرّح مسؤول الخوارزميات.. ما القصة؟
لماذا تستهدف غوغل نشر تطبيق جيميني عبر هواتف آيفون؟
تشعر شركة ألفابت المالكة لمحرك بحث غوغل وتطبيق جيميني للذكاء الاصطناعي بمخاوف كبيرة من التهديد الذي يمثله تشات جي بي تي (ChatGPT) من شركة أوبن إيه آي (OpenAI)، والذي قد يفقدها هيمنتها على البحث عبر الإنترنت، ولذلك فإنه من الممكن أن تساعد الصفقة المحتملة بين شركتي غوغل وأبل على توسيع خدمات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لتشمل أكثر من ملياري جهاز نشط من أجهزة أبل، بما يعزز جهود عملاق البحث للحاق بركب OpenAI المدعومة من شركة مايكروسوفت.
كيف يمثل تشات جي بي تي تهديدًا لمحرك بحث غوغل؟
يعتقد الخبراء أن الذكاء الاصطناعي يعمل على تحسين محركات البحث بشكل كبير من خلال دمج البحث والدردشة والذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو الأمر الذي أدركته مايكروسوفت التي تمتلك محرك بحث بينغ (Bing)، وتستثمر في شركة أوبن إيه آي، حين قررت دمج برنامج تشات جي بي تي في المحرك.
يمكن لهذا النهج الذي اتبعته مايكروسوفت أن يخلق تجربة مستخدم أكثر تفاعلية وإفادة، متجاوزًا قائمة الروابط التقليدية لمحركات البحث، بالإضافة إلى أنه من خلال تسخير الذكاء الاصطناعي التوليدي، يمكن لمحركات البحث فهم نوايا المستخدمين واستفساراتهم بشكل أفضل، مما يوفر نتائج أكثر صلة وقابلة للتنفيذ. يمكن أن تساعد هذه الميزات المستخدمين على إنجاز المهام بشكل أكثر كفاءة، مثل إنشاء الصور والمقالات.
يمثل بذلك تشات جي بي تي تهديدًا لمحرك غوغل، حيث يقدم تجربة بحث أكثر تقدمًا وتخصيصًا، وبالتالي يتحدى هيمنة غوغل.
اقرأ أيضًا.. ماذا يخبئ لنا الذكاء الاصطناعي في 2024؟.. هذه توقعات الخبراء
هل هذه هي الاتفاقية الأولى لشركة غوغل لنشر تطبيق جيميني عبر الهواتف؟
هذه ليست الاتفاقية الأولى التي تدخلها شركة غوغل. ففي يناير الماضي دخلت غوغل في شراكة مع شركة سامسونغ المنافسة لشركة أبل لنشر تطبيق جيميني وتطبيقات الذكاء الاصطناعي من غوغل على سلسلة الهواتف الذكية غلاكسي إس 24 (Galaxy S24) التابعة للشركة الكورية الجنوبية.
وفي الحملات الترويجية لهواتف سامسونغ غلاكسي إس 24، تحدثت الشركة عن قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي «تأمل أن تعيد تشكيل وظائف الهاتف الأساسية مثل الاتصال والإبداع والبحث»، مشيرة إلى أنه يتم تمكين العديد من وظائف الذكاء الاصطناعي الجديدة من خلال شراكة غوغل الاستراتيجية التي تستفيد من تطبيق جيميني المتطور من غوغل لتشغيل تجارب جديدة ومبتكرة.
ومن خلال الشراكة مع غوغل، تمكن سامسونغ المستخدمين من الاستفادة من تجربة البحث بالذكاء الاصطناعي التوليدي.
اقرأ أيضًا.. «Gemini» أداة غوغل لمنافسة ChatGPT: ما مميزاتها؟
كيف ستستفيد أبل من الاتفاق؟
يمكن أن تساعد الاتفاقية في تهدئة مخاوف المستثمرين بشأن بطء نشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي من قبل شركة آبل، التي فقدت تاج الشركة الأكثر قيمة في العالم بعد انخفاض أسهمها بنسبة 10٪ هذا العام.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك الشهر الماضي إن الشركة تستثمر بشكل كبير في الذكاء الاصطناعي التوليدي وستكشف المزيد عن خططها لاستخدام التكنولوجيا في وقت لاحق من هذا العام.
وقال تقرير بلومبرج إن شركة آبل كانت تخطط لاستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التي تنتجها لتعزيز قدرات نظام التشغيل iOS 18 القادم، ولكنها كانت تبحث عن شريك لتشغيل ميزات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بما في ذلك وظائف إنشاء الصور وكتابة المقالات بناءً على مطالبات بسيطة.
اقرأ أيضًا.. أقوى 10 مرات من «GPT-4».. ماذا نعرف عن «Gemini 1.5» أحدث إصدارات غوغل؟
هل تواجه غوغل عراقيل في تنفيذ الاتفاقية؟
من المتوقع أن تواجه شركتي غوغل وأبل عراقيل في إتمام الاتفاقية، إذ أن مثل هذا الاتفاق قد يدعو إلى تدخلات أكثر من جانب الهيئات التنظيمية الأمريكية، التي رفعت دعوى قضائية ضد غوغل على أساس أنها تخنق المنافسة بشكل غير قانوني من خلال اتفاق سري تدفع غوغل بموجبه مليارات الدولارات لشركة أبل لفرض محرك بحث غوغل على المستخدمين في هواتف آيفون.
ووفق بلومبرغ نيوز، فإن الشركة المصنعة لهواتف آيفون أجرت مؤخرًا محادثات مع شركة أوبن إيه آي المصنعة لـ تشات جي بي تي حول استخدام نموذجها، أي أنه من المتوقع أن تحل شركة مايكروسوفت بديلًا عن غوغل في هذا الاتفاق.