في ظل التحركات والتيارات الموالية لتمكين المرأة على كافة الأصعدة الحياتية والاجتماعية والعملية، ظهرت تقنية البلوكشين كوسيلة مفيدة لتحقيق هذه الرؤية، من خلال العمل على تغيير النظرة النمطية التقليدية المحيطة بالمرأة في العالم.
لا أحد يمكنه إنكار حقيقة العالم الذي نعيش فيه حيث تشهد المرأة على وجه الخصوص، أشكالًا متعددة من غياب المساواة بينها وبين الرجل من حيث العمل والقدرات المالية وصولًا إلى الحقوق. وانطلاقًا من هذه الحقيقة المرة، تأتي تقنية البلوكشين لتمكين المرأة في مجال الإدارة المالية والاستقلالية الذاتية. إذ أن هناك علاقة جوهرية بين القدرة المالية والاستقلالية، وهي علاقة ضرورية وأساسية. فكلما اكتسبت المرأة قدرات مالية أكبر، كلما تمتعت باستقلالية ذاتية أوسع وأهم.
اقرأ أيضًا.. العملات المشفرة.. أجب 4 أسئلة مهمة قبل الشراء
البلوكشين: تقنية تكنولوجية محادية بين الجنسين
ويعد البلوكشين تقنية تكنولوجية محايدة بين الجنسين قادرة بالتالي على توفير الفرص المتساوية لجميع البشر بغض النظر عن خلفياتهم وهوياتهم وفقا لموقع بلوكتشين أكس. فكل ما يحتاجه المستخم شبكة إنترنت فعّالة وثقافة حول كيفية استخدام شبكة الإنترنت اللامركزية. إذًا، يمكن للمرأة الولوج إلى العالم الاقتصادي باختيار وظيفة في شركة بلوكشين أو غيرها من الاحتمالات المطروحة على الطاولة.
أصبحت المرأة قادرة على المساهمة في مشروعات البلوكشين والويب3 «web3» وتعدين العملات المشفرة وبل تخزينها. هذا وأصبحت ساحة التداول المشفرة والعالمية مفتوحة أمام نساء العالم للمشاركة فيها والاستثمار في كياناتها. فباستطاع المرأة الاستثمار في مشروعات البلوكشين والعملات المشفرة والتداول بها، وبالتالي تمكين المرأة في عالم ذكوري بحت.
والجدير بالذكر أن عالم العملات المشفرة استقطب عددًا هائلًا من المهتمين ولا سيما النساء. وبفضل تكنولوجيا البلوكشين المحايدة، سيتحقق حلم المرأة في المشاركة في هذه المشروعات مثلها مثل الرجل. فبصفتها مساحة مفتوحة عنوانها الجدارة، من الضروري أن تستفيد رائدات الأعمال من تكافؤ الفرص هذه لتزويد العالم بنظرتهن وآرائهن ومساهمتهن المبتكرة. وبهذا الولوج النسائي، يعزز البلوكشين التطور المهم والدمج المالي مع تخفيف نسبة عدم المساواة.
اقرأ أيضًا.. لمحبي ألعاب الإنترنت.. 6 طرق لتجنب سرقة عملاتك المشفرة
تعد هذه الصناعة وليدة العصر ومازالت في مراحلها الأولية. لذلك، قليلة هي القواعد التي تم نصها في هذا المجال، جاعلة إذًا البلوكشين مساحة ممتازة لمشاركة رئدات الأعمال وبل احتلالهن مناصب قيادية عالية. وبفضل طبيعة البلوكشين اللامركزية، بات من غير الضروري الاستعانة بأطراف ثالثة لإتمام الأعمال، والذين غالبًا ما يكونون رجالًا. وبهذه الخطوة، فتح الباب أكثرأمام الدمج بين الرجال والنساء في عالم شهد سيطرة ذكورية تامة.
على غرار الصناعات التقليدية المنتشرة في العالم، تستند تقنية البلوكشين إلى الخبرات والكفاءات دون غيرها من الأمور الأقل أهمية كالجنس. فالمهارة الشخصية هي مفتاح الوصول بل والحصول على منصب ما. ومع تطوير النساء لشركات ومؤسسات قائمة على تقنية البلوكشين، حصلن على عائدات مالية إضافية ما يعزز إمكانياتهن المالية في العالم الاقتصادي ويمهد الطريق للوصول إلى استقلالية ذاتية تامة.
مشروعات البلوكشين الهادفة إلى تمكين المرأة
لا تهدف مشروعات البلوكشين إلى خلق فرص جديدة ووظائف للعنصر النسائي فحسب، بل تتعدى هذه الصورة الشكلية لتشمل هدفًا أسمى وأهم، وهو تأكيد حقوق المرأة وتعزيزها. وكثيرة هي مشروعات البلوكشين الهادفة إلى تمكين المرأة محليًا كما عالميًا. ومن هذه المشاريع نذكر ما يلي:
- مشاريع الحد من العنف القائم على الجنس
- مشاريع الدمج المالي و تقديم الخدمات المالية والقروض الصغيرة
- مشاريع شفافية سلسلة التوريد لأعمال التاجرات
- مشاريع سجلات لامركزية للأراضي والعقارات المملوكة للنساء
- مشاريع الإبلاغ عن الحلول المتعلقة بحقوق المرأة ورصدها
- مشاريع المجتمعات التعاونية لتحفيز التعليم
- مشاريع الاستثمار في منظمات لامركزية مستقلة الداعمة لأفكار رائدات الأعمال
في ظل المبادرات الهائلة لتمكين المرأة في عصرنا اليوم وإبراز التنوع بين الجنسين في عالم الأعمال، تبقى هذه الصناعة مفتقرة للتمثيل النسائي. فلا تزال نسبة مشاركة المرأة في الاقتصاد اللامركزي صغيرة جدًا، وبحاجة إذًا إلى تشجيع كبير.
اقرأ أيضًا.. تقنية تداول النسخ في العملات المشفرة: الوسيلة الأفضل للتعلم وتحقيق الربح