يعتبر فشل بنك سيليكون فالي SVB، أحد أسرع عمليات انهيار وفشل البنوك في تاريخ المصارف منذ تأسيسها حتى اليوم. عدد من الخبراء أكدوا أن انهيار وفشل سيليكون فالي كان ظاهرة جديدة غذتها وسائل التواصل الاجتماعي، صدمت السوق والهيئات التنظيمية ومعظم الخبراء المتخصصين، والمودعين في النهاية.
حالة القلق التي شهدها مجتمع التكنولوجيا في الولايات المتحدة، سرعان ما زادت وتيرتها بعد تداول أخبار البنك عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة موقع «تويتر». إذ نشرت تغريدات حملت وسم سيليكون فالي بنك أو وسم SVB حوالي 200 ألف مرة يوم الخميس الماضي، في وقت غرّد فيه عدد من رواد الأعمال والرؤساء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا حول العالم، مطالبين المستثمرين بسحب أموالهم من البنك. حتى أن أشخاص بارزين عاملين في سوق التكنولوجيا، ولهم خبرة طويلة، وآخرين عملوا في البنك نفسه لسنوات عديدة، لم يتمكنوا من مساعدة أنفسهم.
اقرأ أيضًا.. مفاجأة جديدة.. سيليكون فالي صرف علاوات للموظفين قبل ساعات من الإغلاق
ليس سيليكون فالي فقط.. الأمر خاص بالبنوك كلها
وبحسب موقع «businessinsider» غرّد هوارد ليرمان، أحد أهم رواد الأعمال في الولايات المتحدة، والمدير التنفيذي لـ يكيست Yext، الخميس الماضي قائلًا: «حسنًا.. أسمع من العشرات من المؤسسين حول ما يجب القيام به في سيليكون فالي، إنها عملية شاملة للبنوك كلها». التغريدة جاءت في الوقت الذي حاول فيه بنك سيليكون فالي، تجميع أموال المودعين لردها في محاولة أخيرة للإنقاذ.
خافيير هيلجسين أحد مسئولي شركة إيندرونج فينشرز Enduring Ventures، غرّد في نفس اليوم، قائلًا: «الشيء الذي يدور حول تدافع الناس على البنوك لسحب أموالهم، هو أنه لا يوجد جانب إيجابي للاحتفاظ بأموالك في بنك معرض للخطر بالفعل».
وبحلول يوم الجمعة، حاول المودعون سحب 42 مليار دولار من البنك، قبل أن يفشل البنك في رد الودائع وتقوم السلطات التنظيمية بإغلاق البنك بالفعل، وتستولى عليه المؤسسة الفيدرالية لتأمين الودائع.
ووفق توم فارتانيان، مؤلف كتاب «200 عام من الذعر المالي الأمريكي» الذي كان المستشار العام لمجلس البنك الفيدرالي لقروض الإسكان أثناء أزمة المدخرات والقروض في أواخر الثمانينيات، فأنه لم يحدث من قبل أن انهار بنك بهذه السرعة.
فارتانيان قال: «علمتنا سرعة الأزمة ووسائل التواصل الاجتماعي أن التكنولوجيا المستخدمة عفا عليها الزمن.. الهيكل التنظيمي الحالي، الذي تم بناؤه في الثلاثينيات يحتاج إلى إعادة نظر.. النظام بأكمله يحتاج إلى النظر إليه بشكل مختلف في ظل بيئة تكنولوجية غير مسبوقة».
اقرأ أيضًا.. بنك سيليكون فالي.. إيلون ماسك يدخل على خط الأزمة
أزمة الادخار والقروض.. ماذا حدث؟
«خلال أزمة الادخار والقروض بين عامي 1986 و1995، كان هناك بالطبع فقدان للثقة أدى إلى حالة ذعر بين المودعين، لكن تلك الحالة امتدت على مدى أسابيع كاملة وليس مجرد ساعات». يتذكر فارتانيان، قائلًا إن ذلك ساعد المنظمين والعاملين في الحكومة على تهدئة المخاوف والعمل بنشاط لوقف الانهيار.
يضيف فارتانيان: «عندما كنا نغلق بنوك الادخار والإقراض لوقف التدفقات النقدية، اعتدنا أن نكدس النقود على نوافذ الصراف، حتى يتمكن الناس من رؤيتها، للتعامل مع العامل النفسي لذلك.. ما سيحدث في كثير من الأحيان هو أن الناس سيرون ذلك، وسيظلون في الطابور ويأخذون الأموال، لكنهم يعيدونها على الفور. كانت حقيقة الحصول عليها هي التي هدأتهم».
«لكن مثل هذا الإجراء التلطيفي لم يعد ممكنا الآن بالنظر إلى أن المعلومات حول البنوك فورية وسريعة للغاية، كما أن المعلومات المضللة يمكن نقلها بشكل فوري من خلال مواقع التواصل» يوضح فارتانيان.
وبالنسبة لعدد من الخبراء، فأن المفارقة التي تستحق الذكر في قصة فشل بنك سيليكون فالي، هي أن المستثمرين والمؤسسين الذين كانوا الأكثر تعاملًا مع سيليكون فالي هم الذين أثاروا الذعر بسرعة عبر مواقع التواصل، ما أدى في النهاية إلى فشل البنك.
اقرأ أيضًا.. إغلاق بنك أمريكي جديد.. المنظمون يغلقون مصرف سيجنتشر نيويورك
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، إغلاق 3 بنوك في البلاد؛ بعد إعلان إفلاسها، أحدهم يحتل المرتبة الـ16 على مستوى البنوك في البلاد والتي يبلغ عددها 2124 بنكًا وهو «سيليكون فالي».
وبدأت الأزمة بانهيار شركة سيلفرجيت، التي تدير عددًا من الحسابات المرتبطة بالعملات المشفرة، ثم بنك سيليكون فالي، الذي يقوم بتمويل شركات متخصصة في التكنولوجيا بشكل عام بالإضافة إلى العملات المشفرة، قبل أن يتلقى طلبات سحب إيداعات بشكل كبير؛ وهو أمر لم يكن متوقعًا.
وعندما هرع المواطنون إلى البنك لسحب ودائعهم، تسبب الأمر في حدوث أزمة مالية ومصرفية في بنك سيليكون فالي؛ أدت إلى إعلان إفلاسه؛ وإغلاقه لأن أغلب ودائعه كانت في سندات أذون طويلة الأجل؛ وبعد مطالب العملاء باع البنك السندات بأقل من أسعارها.