من بين مليون دائن تضرروا من انهيار بورصة FTX، لم يكن كل الضحايا من المشاهير أو الشركات الاستثمارية الكبرى مثل سيكوي كابيتال (Sequoia Capital) التي قامت بالاستثمار في بورصة FTX، ولم يكن لدى هؤلاء الدائنين أي مكاسب يمكنهم الاعتماد عليها لتعويض خسائرهم.
في زمن الانهيار، أشارت الوثائق الخاصة بإفلاس بورصة FTX، إلى أن البورصة ربما تكون مدينة لحوالي مليون دائن. وقد أوضح محامو الإفلاس في عام 2023 أن هناك نقصًا يقدر بـ 9.5 مليار دولار من العملات المشفرة والأموال التي يجب أن تُرد للعملاء.
اقرأ أيضًا.. إدانة سام بانكمان: ما السيناريوهات التي تنتظر مؤسس بورصة FTX؟
مشاهير تكبدوا خسائر مالية جراء انهيار بورصة FTX
بعد انهيار بورصة FTX، في عام 2022، فقد بعض الأشخاص الأكثر ثراءً الذين استثمروا في منصة تبادل العملات المشفرة وارتبطوا بالشركة خسائر بملايين الدولارات.
لاعب كرة القدم الأمريكي الشهير توم برادي، الذي وقع عقدًا بملايين الدولارات ليكون الوجه الإعلاني لعلامة بورصة FTX، التجارية، خسر 30 مليون دولار نتيجة الانهيار.
وكذلك، واجهت الشركات وصناديق الاستثمار خسائر فادحة. فقد اعتبرت سيكويا كابيتال (Sequoia Capital) أن استثمارها الذي بلغ 213.5 مليون دولار قد أصبح بلا قيمة، لكنها طمأنت المستثمرين في رسالة بأن الخسائر قد تم تعويضها بمكاسب أخرى بلغت 7.5 مليار دولار خلال العام نفسه. وقد أكدت شركات الاستثمار الأخرى أن الوضع لم يكن بهذه السوء.
اقرأ أيضًا.. بعد تحذيرات سايلور.. كيف تتجنب الاحتيال في عالم العملات المشفرة؟
المستثمرون الأفراد تحملوا العبء الأكبر من انهيار FTX
ولم يقتصر الضرر على الشركات الكبرى والمستثمرين الأثرياء فحسب، كما ذكر المدعون في مذكرتهم الختامية التي طالبوا فيها بإنزال عقوبة السجن لمدة تتراوح بين 40 إلى 50 عامًا بحق مؤسس بورصة FTX،، سام بانكمان فريد.
أفاد ممثلو الادعاء أن المتهم تسبب في خسائر لعشرات الآلاف من الأفراد والشركات عبر قارات متعددة وعلى مدى سنوات عديدة.
ومن بين الضحايا، حسب الشهادات المقدمة في المحكمة، أم عزباء أفادت بأنها خسرت مدخراتها الشخصية، ورجل كان يأمل في استخدام عائدات استثماراته لمساعدة شقيقه ذي الاحتياجات الخاصة، وشريك أشار إلى أن الخسائر قد هزت استقرار حياته الأسرية.
وصف أحد الضحايا الخسارة المالية بأنها كبيرة، ليس فقط من الناحية المادية، بل أيضًا بما تمثله من استقرار لأسرته. وأشار إلى أنهم باتوا على شفا فقدان منزلهم، ويكافحون للحفاظ على حياة طبيعية لأطفالهم.
العديد من المستثمرين الصغار لم تكن استثماراتهم تقارن بالمبالغ الضخمة التي استثمرها المشاهير مثل توم برادي أو شركات رأس المال الاستثماري مثل Sequoia Capital في بورصة FTX،، ولم يكن لديهم مكاسب يمكن الرجوع إليها لتعويض خسائرهم.
وفقًا لبعض الضحايا، فإن الخسائر تمثل كل ما ادخروه على مدى سنوات وكانوا يعتمدون عليه لدعم حياتهم وأسرهم.
أحد الضحايا، الذي زعم أنه يعيش في أفريقيا، قال إنه اشترى ثلاث عملات بيتكوين كمدخرات لعائلته، واعتبر أن الاستثمار في بورصة FTX، كان جهدًا لكسر حلقة الفقر المتوارثة، حسبما ورد في وثائق المحكمة.
وأعرب الضحية عن غضبه تجاه سام بانكمان قائلًا: «لقد قمت بتبديد وسرقة كل ذلك’. ‘لقد أضعت بمفردك فرصة كنت قد صنعتها بنفسك».
اقرأ أيضًا.. كيف تتجنب مصير عملاء بورصة FTX المفلسة؟.. 5 نصائح من الخبراء
تقرير يرجح إعادة أموال الدائنين
من ناحية أخرى، أفاد موقع أكسيوس بأن هناك احتمالية كبيرة لتسديد ديون عملاء ودائني بورصة FTX بالكامل، وفقًا لما صرح به محامي الدائنين في البورصة المتعثرة خلال جلسة محكمة الإفلاس في ديلاوير الأسبوع الماضي.
وذكر الموقع في تقريره بأن الفكرة القائلة بأن بورصة FTX لا تعدو كونها هوة مالية ملتهبة، بدلاً من كيان يملك أصولاً بقيمة مليارات الدولارات، تمثل خرقًا للسرد القائم، مضيفًا: ها نحن قد وصلنا إلى هذه النقطة، حيث يمكن تخيل سام بانكمان فرايد وهو يعلن من خلف القضبان في سجن بروكلين «لقد قلت لكم».
وأوضح التقرير أن جزء من التعافي المنتظر يعود إلى جهود المحامين والمحاسبين في إعادة ترتيب السجلات لشركة لم تكن تولي اهتمامًا كافيًا للحفاظ على السجلات، وجزء آخر من التعافي نتيجة للارتفاع الكبير في أسعار العملات المشفرة خلال الـ 15 شهرًا التي تلت إعلان إفلاس بورصة FTX.
وأخيرًا، هناك الحصة الاستثمارية في شركة أنثروبيك للذكاء الاصطناعي، التي تعتزم بورصة FTX بيعها الآن. حيث استثمر سام بانكمان فرايد حوالي 500 مليون دولار في الشركة عندما كانت قيمتها تقدر بـ 3.4 مليار دولار، مما يعني أن بيعها قد يحقق أكثر من 2 مليار دولار وفقًا للتقييم الحالي المُعلن.
اقرأ أيضًا.. كيف استولت عصابة الـ«SIM» على 400 مليون دولار من بورصة FTX؟
إعادة أموال الدائنين هدف قابل للتحقيق
وأورد موقع أكسيوس تصريحات المحامي أندرو ديتديريتش، الذي أشار إلى أن تسديد كامل ديون عملاء ودائني FTX ليس مضمونًا، ولكنه يظل هدفًا قابلاً للتحقيق. وأكد أن العثور على مشترٍ لأصول بورصة FTX، قد يكون أمرًا بعيد الاحتمال، رغم أن بعض الأطراف قد أجروا بالفعل بعض الفحوصات الأولية.
وقد استثمرت شركات رأس المال الاستثماري مثل Sequoia Capital وParadigm ما يقارب الـ 2 مليار دولار في FTX، وقد تم شطب هذه الاستثمارات منذ زمن. ولم يتطرق ديتديريتش إلى هذه النقطة في مرافعته، لكن يمكن أن تكون هناك عوائد محتملة إذا ما تم تسديد ديون العملاء والدائنين وتبقى أموال زائدة، وهو أمر يُتوقع أن يكون كبيرًا نظرًا للتكاليف القانونية الهائلة.
ومن المتوقع أن تطلب شركات رأس المال الاستثماري من المحكمة تشكيل لجنة خاصة بالأسهم، وهو إجراء لم يتم بعد، لكن المصادر تشير إلى أنه قد يحدث في المستقبل القريب. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيتبقى أي مبالغ للمساهمين بعد التسديد.
وفي سياق متصل، لا تزال هناك تساؤلات حول كيفية تأثير التعافي على الدعاوى القضائية المعلقة لاسترداد الأموال (إذا لم تكن هناك خسائر، فما الحاجة للدعاوى؟). وهناك أيضًا مطالبات من العملاء بأن يتم تسديدهم وفقًا لأسعار العملات المشفرة الحالية، وليس الأسعار وقت إفلاس FTX، وهي حجة لم تقبلها المحكمة حتى الآن.
وفي الختام، حتى إذا تم تسديد كامل الديون بالإضافة إلى الفائدة، فإن ذلك لن يغير من الأحكام القضائية ضد بانكمان فرايد. ولا ينبغي أن يكون الأمر كذلك. ولكن، سيؤثر ذلك بالتأكيد على مكانة FTX في تاريخ الاحتيال المالي، والذي يُقيّم في النهاية بناءً على الخسائر المُسجلة.