بعدما صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن الأزمة المصرفية في الولايات المتحدة لم تنته بعد، على الرغم من اتخاذ تدابير تنفيذية وإجراءات طارئة لمعالجة المشكلة، شهد سعر البيتكوين ارتفاعا أمس ليقترب من 30 ألف دولار، فهل سيكون البيتكوين أفضل مخزن للقيمة لمواجهة التضخم.
وأدى انهيار بنكي سيليكون فالي وسيجنتشر، إلى انخفاض ثقة المستثمرين في القطاع المصرفي، حيث واجه النظام المصرفي للولايات المتحدة الكثير من المشاكل في الآونة الأخيرة، على الرغم من ادعاءات وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، بأن سيولة البنوك قوية؛ فإن الرئيس جو بايدن لديه وجهة نظر مختلفة حول الوضع.
ويأمل الرئيس الأمريكي، في أن يستجيب السوق لجهود الحكومة، وقال أيضًا إن التغييرات التشريعية قد تكون ضرورية.
سعر البيتكوين يقترب من 30 ألف دولار
«جددت البيتكوين صعودها نحو 30 ألف دولار، مع ارتفاع الرغبة في المخاطرة في الأسواق العالمية، والقلق بشأن تداعيات المشاكل القانونية في العملة المشفرة».. بهذه الكلمات نقل موقع بلومبرغ أمس تفاصيل اقتراب سعر البيتكوين من 30 ألف دولار.
ويشير أحد المقاييس التي يستخدمها المحللون الفنيون، إلى أن مكاسب السعر قد تستمر خلال الفترة المقبلة، حيث تجاوز مؤشر القوة النسبية أو مؤشر القوة النسبية لعملة البيتكوين عتبة حرجة يوم الأربعاء، مما يشير إلى احتمالية زيادة الزخم الصعودي لارتفاع سعر البيتكوين بنسبة 66٪ في عام 2023.
اقرأ أيضًا: سوق الدب مقابل سوق الثور.. دليلك إلى العملات المشفرة
وتجاوز مؤشر القوة النسبية الشهري لعملة البيتكوين مستوى 50، وهو مستوى كان قد انخفض إلى ما دونه في مايو من العام الماضي، بعد انهيار مشروع تيرا الخوارزمي المستقر، تشير الحركة فوق 50 إلى أن زخم السعر قد انتقل إلى نظام صعودي، ولكن هل معنى ذلك أنه سيكون الملاذ للتحوط من الأزمة المصرفية وزيادة التضخم؟
الأزمة المصرفية ومكافحة التضخم
على الرغم من الأزمة المصرفية التي تشهدها البنوك الأمريكية، ومطالب رجال الأعمال بخفض أسعار الفائدة حتى لا تتفاقم أزمة السيولة في البنوك؛ فإنأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفع أسعار الفائدة بنسبة 0.25٪، مسجلاً الزيادة التاسعة خلال عام، ووضع أسعار الفائدة بين 4.75٪ و 5٪. يهدف بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تحقيق التوازن في مكافحة التضخم، لكن كان لهذا القرار تأثير شديد على الاقتصاد.
ووفقًا لما ذكره موقع كوين ديسك، فإن هذا القرار تم فحصه بشدة من قبل المستثمرين والاقتصاديين لاحتمال تسببه في إطالة أمد الاضطرابات الاقتصادية، والأزمة المصرفية، خاصة أن تشديد شروط الائتمان يمكن أن يؤثر سلبًا على الأسر والشركات والاقتصاد.
اقرأ أيضًا: بعد اتهام منصة بينانس بغسيل الأموال.. هل يلحق «CZ» بسام بانكمان؟
ورغم ارتفاع سعر الفائدة؛ فإنه لا يزال مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي يتوقعون تباطؤ النمو وارتفاع التضخم، حيث تبلغ أسعار الفائدة ذروتها عند 5.1٪ في عام 2023، لكن هل كل هذه الإجراءات ستكون فعالة في عكس التضخم إلى المعدل المستهدف البالغ 2%؟
ويعتقد العديد من المحللين والاقتصاديين أنه من أجل كبح جماح التضخم بشكل فعال، يجب أن يتجاوز معدل الفائدة الفيدرالية معدل التضخم لفترة مستدامة، حيث يتأرجح التضخم حول 6% اعتبارًا من فبراير 2023، بينما يتراوح نطاق معدل الفائدة بين 4.75٪ و 5٪،. وبالتالي من المحتمل أن تكون هناك زيادات أخرى في أسعار الفائدة في الأفق.
يرى البعض أن الرهان الآن للحفاظ على قيمة الأموال سيكون في الذهب أو البيتكوين العملة المشفرة الأكثر رسوخًا.
حديث الرئيس بايدن عن استمرار الأزمة المصرفية أدى إلى ارتفاع سعر البيتكوين، وهذا ما جعل المحللين الاقتصاديين يعتبرون البيتكوين المرشح الأعلى ضد التضخم؛ نظرًا لقدرته على الاحتفاظ بالقوة الشرائية، كأفضل الأصول المؤسسية أداءً على الإطلاق، من منظور دورة حياة البيتكوين بأكملها.
وذكر المحللين، في تصريحات لموقع كوين ديسك، أن البيتكوين حاصل على جدارة بالثقة مدعومة بالتشفير، والقابلية للتداول، والأهم من ذلك، قابلية النقل كنظام نظير إلى نظير فلا يمكن لأي كيان التوسط في المعاملات عبر السلسلة.
أيضًا فقد سلط انهيار بنك سيليكون فالي الضوء على القدرات الهائلة للتمويل الرقمي، حيث قام أصحاب رأس المال الاستثماري بالإطاحة بالبنك باستخدام الهواتف الذكية والمحادثات الجماعية في غضون ساعات فقط، وفي خلال فترات الاضطرابات السياسية مثل الحروب أو الأوبئة أو التحولات في الحكومة، لا يمكن المبالغة في أهمية قابلية النقل الرقمي.
اقرأ أيضًا.. بيع بنك سيجنتشر.. ما مصير 4 مليارات دولار ودائع من العملات المشفرة؟