قد يستغرب البعض من ورود أسماء الحيوانات في مجال اقتصادي علمي، مثل سوق الثور وسوق الدب. ولكن، كثيرة هي العبارات التي تلجأ إلى وصف ظواهر اقتصادية بفصائل حيوانية معينة مثل الحيتان، والدببة والثيران.
ويعتبر سوق الثور، وسوق الدب من العبارات الأساسية، التي يصادفها الإنسان في مجال الأسهم والعقارات، أو أي أصل آخر قابل للتداول. ولكن لا تنحصر هذه التسميات على هذا الشق من الاقتصاد، إذ تتوسع لتشمل أسواق العملات المشفرة، لما تشهده من تقلب سريع ومفاجئ، وتعرف هذه الأسواق بشدة تقلبها لدرجة أنه من الصعب توقع مصير عملة مشفرة في الدقائق القليلة المقبلة.. فما هو إذًا سوق الثور؟ وهل يختلف عن سوق الدب؟
ما هي سوق الثور؟
إن العبارة الأكثر استخدامًا هي السوق الصاعدة. ومن هنا يتضح أن سوق الثور هي السوق الصاعدة أو الفترة الممتدة التي يقبل خلالها معظم المستثمرين على الشراء. وفي هذه الحالة، ومع الإقبال الشديد الذي تشهده الأسواق المالية، يرتفع الطلب على المنتج أو الخدمة المعروضة، الأمر الذي يضيف تلقائيًا ثقة إلى الأسواق، ويساهم في رفع الأسعار.
اقرأ أيضًا: من سيفوز بمونديال قطر؟ القيمة السوقية لمنتخبات ربع النهائي
وقد يستطيع المستثمر ربط ارتفاع سعر أصل ما، بارتفاع التفاؤل في الأسواق المعنية، وفقًا لموقع فوربس. ومع ولادة الخطوط الأولى للسوق الصاعدة، يظهر للعين المجردة ارتفاع مستمر في أسعار الأصول، ليليه إذًا نشوء اقتصاد قوي ومتين وتصاعدي. وغالبًا ما يلجأ المستثمرون في الأسواق الصاعدة، إلى تركيز اهتمامهم على حركة الأسعار الإيجابية طويلة الأجل، ما يدفعهم في بعض الأحيان إلى الاحتفاظ ببعض هذه الأصول، على أمل تحقيق أقصى قدر ممكن من الربح المترقب.
خصائص سوق الثور في عالم العملات المشفرة
أصبح من الممكن التعرف على سوق الثور، من خلال مؤشرات وعوامل تدل عليها ألا وهي:
- ارتفاع أسعار العملات المشفرة خلال فترة طويلة ومستدامة.
- الإقبال الشديد على العملات المشفرة من كبار النجوم والأسماء اللامعة من مختلف القطاعات والمجالات.
- الطلب المتزايد على هذه العملات بالرغم من ضعف العرض في الأسواق المعنية.
- ارتفاع الثقة لدى المستثمرين في أسواق العملات المشفرة المختلفة.
- المبالغة في تسعير مشاريع العملات المشفرة.
- التغطية الواسعة والمكثفة لمواضيع العملات المشفرة على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي
ما هي سوق الدب؟
نعرف سوق الدب على أنها السوق الهابطة، وغالبًا ما تثير هذه الأسواق الخوف والذعر في نفوس المستثمرين. حيث تعبر الأسواق الهابطة عن انخفاض حاد في تحركات السوق وبشكل مستمر. وفي هذه المرحلة الدقيقة، تنعدم تقريبًا فرص تحقيق الأرباح، وتظهر على الساحة بعض الخسائر الجسيمة.
وعندما ينخفض سعر الأصول إلى أقل من 20%، فلا شك أن حدوث السوق الهابطة وشيك جدًا. وقد يدل انخفاض اهتمام المستثمرين وانخفاض حجم مبيعات الشركات الضخمة، على ارتفاع غياب الأمن المالي وتفاقم البطالة. ونتيجة لخوف المستثمرين من تكبد خسائر أكبر في سوق الدب الهابطة، قد يتجاهل البعض الأخبار التفاؤلية، إن وجدت، ويستمرون في بيع أصولهم بوتيرة مستمرة وسريعة، مساهمين بالتالي في هبوط الأسعار أكثر فأكثر.
تظهر ملامح السوق الهابطة في عالم العملات المشفرة، مع الظهور الأولي لحالة من انعدام التوازن بين الطلب والعرض. فتبدأ مشاعر الخوف والقلق في التغلغل في نفوس الأشخاص الذين سرعان ما يتجهون إلى البيع بالرغم من تراجع الطلب. وهذا الخلل قد يؤدي إلى انخفاضات كبيرة يصعب معالجتها لاحقًا.
خصائص السوق الهابطة في عالم العملات المشفرة
أصبح من الممكن أيضًا التعرف على سوق الدب الهابطة من خلال مؤشرات وعوامل تدل عليها ألا وهي:
- تفاقم العرض مقارنة بنسبة الطلب في أسواق العملات المشفرة.
- انخفاض الأسعار على مدة زمنية طويلة.
- تراجع ثقة المستثمرين في السوق وما يرافقه من قلة الأخبار أو الأخبار السيئة حول العملات المشفرة في الأوساط الإعلامية.
- انعدام الثقة بعالم العملات المشفرة من قبل الخبراء والمستثمرين والحكومات وغيرها من الجهات المهمة.
- المشاعر السلبية التي تنتاب الأشخاص.
- هبوط أسعار الأسهم في الشركات الضخمة التي تستثمر بكثافة.
إن كنت مخضرمًا في اللعبة الاقتصادية، لا بد من التعرف على خصائص كل سوق لاتخاذ القرارات الاستثمارية الصحيحة والسليمة، وتجنب الوقوع في أزمات مالية أنت في غنى عنها.