في انهيار دراماتيكي، خسر موظفو شركة Bolt، إحدى الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية (FinTech) ملايين الدولارات في قروض حصلوا عليها لشراء أسهم في الشركة نفسها بناء على خطة وضعها الرئيس التنفيذي للشركة كان يهدف من خلالها تشجيع الموظفين على شراء أسهم الشركة والاستثمار فيها، لكن الشركة انهارت وانخفضت قيمتها من 11 مليار دولار إلى 330 مليون دولار، فكيف حدث ذلك؟
ما هي شركة Bolt وما هي خدماتها؟
شركة Bolt، هي شركة تأسست في عام 2014، وتقدم حلولاً للتجارة الإلكترونية تهدف إلى تحسين تجربة الدفع للعملاء والتجار. توفر الشركة تقنية الدفع بنقرة واحدة، التي تسمح للعملاء بإتمام عمليات الشراء بسهولة وسرعة دون الحاجة إلى إدخال معلوماتهم في كل مرة. كما توفر الشركة منصة لإدارة الطلبات والمخزون والشحن والإرجاع للتجار.
اقرأ أيضًا.. «البلوشي»: 70 % من الشركات الناشئة تفشل في عقدها الأول
ما هي المشكلات التي واجهت شركة Bolt؟
على الرغم من أن شركة Bolt كانت تسعى إلى أن تكون رائدة في مجال FinTech، إلا أنها لم تستطع تحقيق ذلك لعدة أسباب:
– عدم تميز خدماتها: لم تقدم شركة Bolt أي قيمة مضافة أو تفرد عن منافسيها مثل PayPal وShopify، الذين يقدمون خدمات مماثلة أو أفضل للتجارة الإلكترونية.
– عدم نمو إيراداتها: توقف نمو إيرادات شركة Bolt بشكل كبير، حيث بلغت إيراداتها القائمة على المعاملات 28 مليون دولار فقط في العام الماضي، بعد أن خفضت رسومها التجارية لجذب المزيد من العملاء.
– تضخيم قيمتها: قدرت شركات رأس المال الاستثماري قيمة شركة Bolt بـ 11 مليار دولار في عام 2022، وهو رقم غير واقعي بالنظر إلى إيراداتها المنخفضة ومنتجاتها العادية.
– الكذب والخداع: اتهمت شركة Bolt بالكذب على العملاء والمستثمرين والشركاء بشأن تكنولوجياها وأرقامها وعلاقاتها، مما أدى إلى فقدان ثقتهم وسمعتها.
اقرأ أيضًا.. ما أولويات إنفاق الشركات الناشئة؟
ما هي خطة الأسهم التي اقترحها ريان بريسلو؟
ريان بريسلو هو المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي السابق لشركة Bolt. في عام 2022، أطلق بريسلو برنامجًا يسمى برنامج خيارات الأسهم الأكثر ملائمة للموظفين، والذي كان يهدف إلى تشجيع الموظفين على شراء أسهم الشركة والاستثمار فيها.
وفقًا لهذا البرنامج، كانت شركة Bolt تقدم قروضًا للموظفين بفائدة منخفضة لمساعدتهم على ممارسة خيارات الأسهم الخاصة بهم مبكرًا، قبل أن تنتهي صلاحيتها أو ترتفع قيمتها. وكانت هذه القروض مضمونة بالأصول الشخصية للموظفين، مثل المنازل والسيارات والحسابات المصرفية.
وادعى بريسلو أن هذا البرنامج سيكون مفيدًا للموظفين، لأنه سيمكنهم من الاستفادة من قيمة الشركة المتزايدة وتحقيق عوائد عالية على استثماراتهم. كما ادعى أن هذا البرنامج سيكون مفيدًا للشركة، لأنه سيزيد من التزام الموظفين وولائهم وثقتهم بالشركة.
ما هي النتائج الكارثية لخطة الأسهم؟
لم تكن خطة الأسهم التي اقترحها بريسلو ناجحة، بل كانت كارثية. ففي عام 2024، انهارت قيمة شركة Bolt إلى 330 مليون دولار، وهو انخفاض بنسبة 97٪ عن تقييمها السابق. وهذا يعني أن أسهم الشركة أصبحت عديمة القيمة، وأن الموظفين الذين اشتروها عبر القروض لم يعودوا قادرين على سدادها.
ونتيجة لذلك، تعرض الموظفون لخسائر مالية هائلة، وتهديدات بالتحصيل القانوني، ومصادرة أصولهم. وفي بعض الحالات، تسببت هذه الأزمة في مشاكل نفسية وعائلية وصحية للموظفين.
وفي النهاية، استقال بريسلو من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة Bolt، وتم تعيين خلف له.
اقرأ أيضًا.. استخراج البيانات: كيف تستفيد الشركات الناشئة منه؟
ما الدروس المستفادة من أزمة شركة Bolt؟
– لا تثق بالتقييمات الضخمة للشركات الناشئة دون التحقق من إيراداتها ومنتجاتها وسمعتها.
– لا تستثمر في الأسهم دون دراسة المخاطر والفوائد والبدائل المتاحة.
– لا تقبل القروض المضمونة بالأصول الشخصية دون التأكد من قدرتك على سدادها في حالة حدوث أي طارئ.