كانت جائحة كورونا سببًا رئيسيًا في انتشار ثقافة العمل عن بعد، إذ عمدت العديد من الشركات والمؤسسات إلى اعتماد هذه الطريقة، من أجل مواجهة إجراءات الحجر الصحي الذي فرض على الجميع.
ومع مرور الزمن وبعد تخطي حقبة الحجر الصحي وجائحة كورونا، استعادت بعض الشركات عملها الحضوري، أما البعض الآخر فضل الاستمرار في السماح للموظفين بالعمل عن بعد، في العالم الافتراضي أو في العالم الحقيقي، أو من خلال العمل الهجين.
ما هو العمل الهجين؟
العمل الهجين هو الدمج بين العمل عن بعد والعمل المكتبي. وتلجأ المؤسسات إلى تنفيذ هذه السياسية مع للموظفين بحيث تسمح لهم اختيار ما يتناسب مع أوقاتهم واحتياجاتهم الحياتية والعائلية. ووفقًا لموقع جوين هناك عدة أنواع فرعية لنموذج العمل من شأنها أن تمنح أرباب العمل صورة تقريبية عن شكل وترتيب مكان العمل في الشركة أو المؤسسة المعنية. ومن هذه الأشكال نذكر ما يلي:
1. اللامركزية الكاملة
لا يشكل هذا النوع من العمل شكلًا من أشكال العمل الهجين، بل على العكس. فهو العمل خارج المكتب أي عن بعد بصوره كاملة
2. العمل عن بعد أولًا
ينطبق هذا النوع على العمل خارج المكاتب. فليس هناك التزامات أو شروط تفرض التواجد في المؤسسة.
3. العمل الهجين الثابت
يسمح هذا النوع للموظفين باختيار النموذج الأفضل لهم. إذ يحق لكل فرد أن يختار بين العمل من المنزل أو العمل من المكتب. وبعيد اتخاذ القرار، يتم اعتماد هذا الأسلوب بشكل ثابت.
4. العمل الهجين الديناميكي
على عكس العمل الهجين الثابت، يسمح هذا الأسلوب للموظفين باختيار أيام وأوقات العمل في المكاتب والمنازل. الأمر الذي من شأنه أن يخلق تغييرات وتبدلات مستمرة في نوبات العمل في الشركة.
5. العمل الهجين المتزامن
العمل الهجين المتزامن وهو أسلوب تعمل بموجبه الفرق بشكل متزامن ووفقًا للجدول الزمني نفسه. وعادةً، تلجأ الشركة أو رب العمل إلى تحديد هذا الجدول مسبقًا. فإما أن يكون الفريق بكل أعضائه موجودًا في المكاتب أو كله في المنازل.
6. العمل في المكتب أولًا
وهو عكس العمل عن بعد أولًا. إذ يشكل المكتب مكان العمل الأساسي. وكأي نموذج عمل، يطرح العمل الهجين إيجابيات كما السلبيات. فما هي؟
إيجابيات العمل الهجين
- المرونة المطلقة وحرية الاختيار: يسمح هذا النموذج للموظفين باختيار الأسلوب المناسب لهم بكل مرونة وحرية.
- زيادة الإنتاجية: ترتبط الإنتاجية العملية ببيئة العمل وما توفره من راحة للموظف. فهناك أفراد يعملون بشكل أفضل في منازلهم مقابل أفراد آخرين يفضلون العمل في المكاتب. لذلك، إن الأخذ في عين الاعتبار راحة الموظف من شأنها أن ترفع من الإنتاجية الفردية المطلوبة في كل شركة.
- انخفاض تكاليف ومصاريف المكاتب: يساهم العمل من المنزل في تقليل ساعات استخدام المكاتب داخل الشركات الأمر الذي يقلل تكلفة صيانة المكاتب وخدماتها.
- انخفاض نسبة المخاطر والأمراض: يساعد هذا الأسلوب في التحكم بالمخاطر والأمراض ومكافحتها. فإذا مرض عضو من الفريق، لن يتعطل العمل ولن يتعرض الأعضاء الآخرون لخطر نظرًا لعدم تواجدهم جميعًا في الوقت نفسه وفي المكان عينه.
- انخفاض تكاليف نقل الموظفين: مع تواجد الموظفين في بيوتهم، ستنخفض تكاليف النقل التي يتكبدها الموظف كل يوم للوصول إلى مكان عمله. الأمر الذي من شأنه إذًا أن يوفر القليل من المال وبالتالي استخدامه لحاجات أخرى.
سلبيات العمل الهجين
- الشعور بالوحدة: في العمل الهجين الثابت، قد يتولد شعور العزلة والوحدة عند أعضاء الفريق الذين سيجدون نفسهم مستبعدين عن القسم الثاني من الفريق نفسه. فهناك من يعمل دائمًا من المنزل أو في المكتب.
- الحاجة إلى التنقل: على الرغم من غياب التنقل اليومي إلى مكان العمل، إلا أن الوصول إلى مكان العمل في المدن الكبيرة ذات حركة مرور عالية من شأنها أن تشكل عبءً على الموظفين وتؤثر سلبًا على إنتاجيتهم وأدائهم.
- ارتفاع خطر الإرهاق: قد يشعر الموظفون العاملون من المنازل بالعبء مقارنة مع الموظفين في المكاتب، الأمر الذي يدفعهم إذًا إلى زيادة وتيرة العمل وصولًا إلى الإرهاق الجسدي كما النفسي والعقلي.
الحياة بعد جائحة كورونا
لا شك أن الحياة بعد جائحة كورونا ليست كما قبلها، حيث ظهرت أساليب جديدة للعمل مثل العمل الهجين والعمل عن بعد. ولكل نوع من هذه الأعمال إيجابيات وسلبيات وعلى كل مؤسسة أن تختار وتنظم طريقة العمل التي تتناسب مع أهدافها وعصر التطور التكنولوجي.