قاد تسريح العمال في صناعة التكنولوجيا، بسبب الركود الاقتصادي والمشكلات التي عانت منها بعض الشركات الكبرى مثل تويتر Twitter وميتا Meta، العديد من كليات إدارة الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخرى إلى محاولة الاستفادة مما يعتبرونه مجموعة متزايدة من الطلاب المحتملين. وفي المقابل أدى هذا الإقبال المتزايد على كليات إدارة الأعمال إلى تنامي القلق لدى خريجي كليات إدارة الأعمال الباحثين عن فرصة عمل.
وفي منتصف نوفمبر الماضي صرحت كلية كيلوج للإدارة بجامعة نورث وسترن في الولايات المتحدة الأمريكية، قائلة إنها ستتنازل عن متطلبات الاختبار المعيارية للعاملين في مجال التكنولوجيا المسرحين الذين يتقدمون بطلبات للانضمام إليها، وفقًا لموقع فوربس. وفي نفس الإطار قدم ما يقرب من 12 برنامجًا آخر من برامج ماجستير إدارة الأعمال حوافز مماثلة مثل التنازل عن درجات اختبار GMAT/GRE أو رسوم التقديم للأفراد العاطلين عن العمل حديثًا في صناعة التكنولوجيا.
بدوره أشار لورانس موراي، المدير التنفيذي للقبول والمساعدة المالية في كلية Tuck للأعمال التابعة لكلية Dartmouth College إلى أنه يمكن للمتقدمين إلى برامج ماجستير إدارة الأعمال، طلب تنازل عن الاختبار، إذا تم تسريحهم من وظيفة في أي صناعة بعد تاريخ الأول من أغسطس 2022.
اقرأ أيضًا.. إيلون ماسك يتراجع عن فصل موظف من ذوي الهمم.. ما القصة؟
ردود الفعل في عالم ماجستير إدارة الأعمال
أثارت العروض المقدمة من قبل كليات إدارة الأعمال الكثير من ردود الفعل في عالم القبول في ماجستير إدارة الأعمال، حيث أشاد بعض المسؤولين في المدارس ومستشاري ماجستير إدارة الأعمال وحتى الطلاب، بما وصفوه بأنه خطوات مرنة وذكية في الوقت الذي انخفضت فيه الطلبات على هذه البرامج بنسبة 25 في المئة في عدة جامعات من بينها كلية MIT Sloan للإدارة وكلية ستانفورد للدراسات العليا وكلية هارفارد للأعمال وكلية وارتون في جامعة بنسلفانيا.
في المقابل أفاد بعض الخبراء، بأن هذه الإجراءات غير عادلة على الإطلاق، وفقًا لموقع فوربس. وفي هذا الإطار صرحت بربرا كوارد من شركة MBA 360 Admissions للاستشارات: الأمر أشبه بالنسبة للطلاب الذين اضطروا إلى الخضوع للاختبارات بأن تشتري مقعد في الطائرة بقيمة 250 دولارًا في الوقت الذي تم بيعه لراكب آخر بقيمة 30 دولار.
اقرأ أيضًا.. 6 وظائف مطلوبة في الأمن السيبراني.. تعرف عليها
من جهتها أشارت نيديا ماكجريجور، العميد المشارك لبرامج الدراسات العليا في كلية ليفي للأعمال بجامعة سانتا كلارا، في قلب وادي السيليكون: «لقد شهدنا بالتأكيد ارتفاعًا في العدد الإجمالي للإقبال وللاستفسارات التي تلقيناها بعد إلغاء متطلبات الاختبار ورسوم التقديم لعمال التكنولوجيا العاطلين».
وفي ظل الركود الاقتصادي والتسريحات المتتالية في مجال التكنلوجيا أفادت بربرا كوارد، بأن الدافع الأساسي لدخول كليات إدارة الأعمال هو الرغبة في تبوء المراكز التي تخول أصحابها الحفاظ على مواقعهم وجعلهم أكثر قيمة في صناعة التكنولوجيا.
تميل طلبات كليات إدارة الأعمال إلى الانخفاض عندما يكون سوق العمل مزدهر في حين ترتفع الطلبات عندما يكون سوق العمل يعاني من مشكلات بنيوية. والعبرة من هذه العلاقة تكمن في رغبة الفرد في مقاومة ظروفه من خلال البحث على فرص وآفاق جديدة.
اقرأ أيضًا.. السيطرة على المخاطر المالية.. كيف تدير استثماراتك بأمان؟