من المعروف أن سوق التكنولوجيا مكانًا متقلبًا، حيث يتنافس فيه أصحاب رؤوس الأموال من المستثمرين وقادة الشركات، ومع الاتجاه إلى الذكاء الاصطناعي أصبحت الشركات تتنافس على هذه التكنولوجيا، لكن يظل سام ألتمان، رئيس شركة أوبن إيه آي (OpenAI)، أحد أبرز الأسماء في هذا المجال.
وخلال الفترة الماضية، ظهرت تقارير عن قادة شركات التكنولوجيا تؤكد أن هناك البعض منهم في حالة استياء من سام ألتمان، بسبب هيمنته على سوق الذكاء الاصطناعي.
سام ألتمان يفقد إعجابه ين المستثمرين
بحسب ما ذكر موقع بيزنس إنسايدر، فإن بعض أصحاب رأس المال الاستثماري أصبحوا أقل إعجابًا بسام ألتمان، حيث ورد أنه جمع جولة تمويل بقيمة 100 مليار دولار لشركة أوبن إيه إيه آي (OpenAI).
ويرى الخبراء، أن السبب في تراجع شعبية سام ألتمان بين المستثمرين هو هيمنته على الذكاء الاصطناعي من خلال شركته، خاصة بعد شراكته مع ساتيا ناديلا، رئيس شركة مايكروسوفت.
ويرى البعض أنه من الطبيعي أن يظهر النقاد عندما يصل الشخص إلى مستوى معين من الشهرة، حيث أن سام ألتمان تجاوز هذا المعيار، وتحول من اسم معروف داخل دوائر التكنولوجيا إلى أحد اللاعبين الرئيسيين في الصناعة.
اقرأ أيضًا.. مؤسس تشات جي بي تي.. كيف بنى سام ألتمان ثروته من الذكاء الاصطناعي؟
أيضًا فقد أدت المعارك الكثيرة التي دخلها إلى اختلاف الآراء حوله، بداية من إقالته من شركة أوبن إيه آي، ثم عودته بعد ذلك بدعم من مايكروسوفت، بالإضافة إلى معركته الأخيرة مع إيلون ماسك.
ومع ذلك، فإن طموحاته واسعة النطاق حول الذكاء الاصطناعي، وحديثه عن إنشاء شبكة مترامية الأطراف من الاستثمارات التي تركز على مساعدة الإنسانية، تجعل البعض يشعر أنها تتعلق أكثر بالترويج الذاتي لنفسه.
ويمثل التحول في أجواء ألتمان الخطوط الدقيقة التي يحتاج المؤسسون غالبًا إلى تحقيق التوازن فيها، ويريد المستثمرون دعم أصحاب الرؤى الذين لا يمكن ردع جاذبيتهم وإصرارهم على أفكارهم، على غرار ستيف جوبز، أما في حالة تحول الأفكار فإن قادة الشركات يفقدوا شعبيتهم، وهذا ما يجعل المستثمرين يبتعدون عنهم.
هيمنة سام ألتمان على الذكاء الاصطناعي
يمكن أن تكون الانتقادات الموجه إلى سام ألتمان، متجاوزة الوضع الحقيقي لما عليه، حيث يرى الكثير من الناس أنه مدينون له بسبب أنه هو من أطلق ثورة الذكاء الاصطناعي، وجعل العديد من الشركات الناشئة تجمع التمويل بتقييمات مذهلة، بينما حقق أصحاب رأس المال الاستثماري الذين وصلوا إلى هذا الاتجاه مبكرًا مكاسب كبيرة.
لكن بعض الآخر من قادة الشركات يرون أن سام ألتمان، فرض هيمنته على الذكاء الاصطناعي، حيث تكافح الشركات في الوقت الحالي من أجل الحصول على صفقات معه، وهذا ما جعل حتى أصحاب رأس المال الاستثماري غير المهتمين بصفقات الذكاء الاصطناعي سرعان ما أصبحوا يبحثون عن صفقات معه.
وارتفع عدد الشركات الناشئة التي تدفع مقابل تشات جي بي تي (ChatGPT) خلال العام الماضي، وفقًا لتقرير سامانثا ستوكس من موقع بيزنس إنسايدر.
ووجد التحليل الذي أجرته شركة «Kruze Consulting» أن أكثر من 65% من 800 شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا، تدفع رسومًا لـ أوبن إيه آي (OpenAI)، وهو ما تُظهر الطفرة حول تغلغل الذكاء الاصطناعي التوليدي في سير العمل اليومي للعديد من العاملين في مجال التكنولوجيا.
اقرأ أيضًا: سام ألتمان يتحدث عن معركته مع إيلون ماسك: «أراد السيطرة علينا»
وعلى الرغم من أن نقطة السعر بالنسبة إلى بعض الشركات ليست مرتفعة، حيث أنه من خلال دفع 20 دولارًا شهريًا تتيح لك الوصول إلى تشات جي بي تي بلس (ChatGPT Plus)، لكن هذه النقطة أدت إلى تضمين عمل تطبيق الذكاء الاصطناعي في روتين العمال.
الصراع حول مواهب الذكاء الاصطناعي
في ذات السياق، حاول قادة شركات التكنولوجيا الكبرى، إلى كسر هيمنة سام ألتمان على سوق الذكاء الاصطناعي، من خلال محاول ضم مواهب كثير في هذا المجال، وهذا ما جعلهم يتقاتلون على مجموعة صغيرة من الباحثين والمهندسين المتقدمين.
والآن أصبح يمكن للموظفين الذين يتمتعون بالخبرة اللازمة في الذكاء الاصطناعي أن يدفع لهم رواتب تصل إلى مليون دولار، في ظل المعركة الشديدة بين الرؤساء التنفيذيين للشركات ومؤسسيها من أجل اكتساب كبار الباحثين والاحتفاظ بهم.
وأرسل مارك زوكربيرج من ميتا، بريدًا إلكترونيًا إلى موظفي الذكاء الاصطناعي في غوغل، من أجل التفاوض معه لضمه إلى شركته، بينما اتصل سيرجي برين، المؤسس المشارك لشركة غوغل بموظف كان يخطط للرحيل من أوبن إيه آي (OpenAI).
وفي مايكروسوفت، قام ساتيا ناديلا، باستقطاب الرئيس التنفيذي السابق لشركة «Inflection AI»، والمؤسس المشارك لشركة ديب ميند (DeepMind) مصطفى سليمان، ليصبح رئيس قسم الذكاء الاصطناعي.
وأيضًا قامت مايكروسوفت (Microsoft) بعملية توظيف لموظفي شركة «Inflection»، وهو الأمر الذي جاء وسط مخاوف من مجلس إدارة الشركة بشأن عدم الاستقرار في أوبن إيه آي (OpenAI) والشكوك الداخلية حول رؤية واستراتيجية الذكاء الاصطناعي للمستهلك.
اقرأ أيضًا: كيف تصبح رائد أعمال ناجح؟.. دروس سام ألتمان مؤسس ChatGPT
وشارك بعض الرؤساء التنفيذيين بشكل شخصي في توظيف الذكاء الاصطناعي لفترة من الوقت، وقد ثبت أن الاحتفاظ بأفضل المواهب في الذكاء الاصطناعي لا يقل صعوبة عن توظيف دماء جديدة.
وفي حالة شركة آبل، قام الرئيس التنفيذي لشركة غوغل، ساندر بيتشاي، شخصيًا باستمالة ثلاثة من كبار الباحثين في الشركة في عام 2022، وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة ذي أنفورمنشن، بينما حاول الرئيس التنفيذي لشركة أبل، تيم كوك، إقناعهم بالبقاء دون جدوى.
ويعمل الآن الموظفين الثلاثة، وهم: سرينيفاسان فينكاتشاري، وستيفن بيكر، وأناند شوكلا، عبر غوغل وتركوا شركة أبل في غضون شهر، وفقًا لملفاتهم الشخصية على لينكد إن (LinkedIn).
وأفادت صحيفة ذي إنفورميشن (The Information) نقلاً عن مصدر داخلي لم يذكر اسمه أن شركة أبل (Apple) تقوم أيضًا بالتوظيف بقوة من صفوف الذكاء الاصطناعي من غوغل (Google) وميتا (Meta)، حيث قامت شركة تصنيع أبل (iPhone) مؤخرًا بزيادة إنفاقها على تطوير الذكاء الاصطناعي للمحادثة.