تعتزم اليابان دخول مرحلة جديدة من تجارب العملات الرقمية للبنوك المركزية CBDCs في بداية العام المقبل، في خطوة سبقتها إليها بعض الدول الأخرى في محاولة للتغلب على أنظمة الدفع التقليدية ومخاطر العملات المشفرة.
وكانت أزمة جائحة كورونا خلال العامين الماضيين قد دفعت العديد من البنوك الكبرى إلى إنشاء العملات الرقمية لتوفير وسائل دفع غير تقليدية، مثل البنك المركزي الأوروبي، والبنك الاحتياطي الفيدرالي، لكن ظلت الصين واليابان في مقدمة الاقتصادات الكبرى التي اتخذت خطوات جادة نحو إنشاء العملات الرقمية للبنوك المركزية.
أهمية العملات الرقمية للبنوك المركزية
تعد العملات الرقمية للبنوك المركزية أحد الرموز الرقمية المشابهة للعملات المشفرة، لكنها تصدر عن البنك المركزي في الدولة، كما أنها ترتبط بقيمة العملة الورقية في تلك الدولة.
اقرأ أيضًا: هل سيصل عدد مستخدمي العملات المشفرة إلى 8 مليارات؟
وتخضع العملات الرقمية للبنوك المركزية إلى رقابة السلطة النقدية في الدولة أو البنك المركزي، لذا فإنها قد لا تتضمن إخفاءهوية المعاملات والمستخدمين كما يحدث في العملات المشفرة.
وتستهدف العملات الرقمية للبنوك المركزية تعزيز الشمول المالي وتسهيل الرقابة وسن القوانين في مختلف الدول، كما أن الحاجة لاستكشاف تأثير تلك العملات على اقتصاد الدول زادت في أعقاب جائحة كورونا مع تراجع استخدام العملات الورقية.
ويعتبر الهدف الأساسي من العملات الرقمية للبنوك المركزية هو تزويد الشركات والمستخدمين بالخصوصية مع ضمان الأمن المالي، كما أنها يمكن أن تقلل من إجراءات الصيانة للنظام المالي التقليدي، مع تقليل تكاليف المعاملات خارج الدول، حسبما أفاد موقع إنفستسوبيديا (Investopedia).
اقرأ أيضًا: هل سيصل عدد مستخدمي العملات المشفرة إلى 8 مليارات؟
الين الرقمي.. أحدث العملات الرقمية للبنوك المركزية
صرح شينيتشي أوشيدا (Shinichi Uchida) المدير التنفيذي في بنك اليابان، أن البنك سيتخذ الخطوات التالية في تجارب إنشاء أحد العملات الرقمية للبنوك المركزية، وذلك بعد التنسيق والمناقشات بين البنوك داخل اليابان والبنوك المركزية في الدول الأخرى.
وأوضح أوشيدا أن بنك اليابان بدأ تجارب العملات الرقمية للبنوك المركزية في أبريل 2021، كما بدأ المرحلة الثانية من التجارب في بداية العام المالي الحالي، وسيأخذ في الاعتبار نتائج كافة تلك المراحل، جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر الرابع للجنة الاتصال والتنسيق حول العملات الرقمية للبنوك المركزية في بنك اليابان.
اقرا أيضًا: هل تنجح المحافظ الرقمية في حماية العملات المشفرة من انهيار البورصات؟
وتأتي هذه التصريحات بعد بضع أيام من الأنباء التي تناولتها الصحف اليابانية مثل نيكي (nikkei) حول استعداد بنك اليابان للعمل مع أكبر ثلاثة بنوك في البلاد ومؤسسات مالية إقليمية لإطلاق معاملات تجريبية باستخدام الين الرقمي هذا الربيع.
اليوان الرقمي في المرتبة الأولى
وفقًا لورقة بحثية لبنك التنمية الآسيوي (Asian Development Bank)، يعمل بنك الصين على تطوير أحد العملات الرقمية للبنوك المركزية، وتحديدًا اليوان الرقمي، والذي يحتوي على رابط لليوان القديم من حيث القيمة، لكن يمكن استخدامه في معاملات التجزئة الرقمية داخل نظام الدفع المركزي.
وخلال الشهر الماضي، أظهر تقرير صادر عن بنك التسويات الدولية (BIS) نقلته رويترز، أن اليوان الرقمي احتل المرتبة الأولى في تجارب العملات الرقمية للبنوك المركزية عبر الحدود في العالم، كما أوضح التقرير أن اليوان الرقمي كان الأكثر إصدارًا بين العملات الرقمية للبنوك المركزية في مختلف دول العالم.
وكانت بكين قد أتاحت استخدام اليوان الرقمي خلال دورة الألعاب الشتوية الأخيرة، إذ بلغ حجم المعاملات ما يتجاوز 315 ألف دولار يوميًا خلال فترة الدورة، فيما بلغت معاملات اليوان الرقمي حتى نهاية عام 2021 ما يعادل 14 مليار دولار.
ويمنح اليوان الرقمي للسلطات الصينية ثروة من بيانات المعاملات في الوقت الفعلي والأدوات اللازمة لتعزيز عمليات المراقبة ووضع السياسات من خلال تسهيل الوصول المباشر إلى المحافظ الرقمية للمواطنين داخل البلاد.