نجح العديد من رواد الأعمال العرب في تحويل أفكارهم إلى مشاريع تجارية، حققوا من خلالها مكاسب مالية كبيرة. فيما يلي قصتي نجاح في عالم ريادة الأعمال، تسلط الضوء على أهم المحطات التي جعلت أصحابها يصلون إلى تحقيق الحرية المالية.
صالح كامل.. الجامعي العصامي
صالح كامل هو ابن مدينة الطائف السعودية، شغل العديد من المناصب في حياته. وعند التحاقه في الجامعة، سعى صالح لاستئجار متجر صغير بهدف طباعة وبيع المستلزمات الدراسية للطلاب، الأمر الذي عاد عليه بمردود مالي جيد.
اقرأ أيضًا: 4 خطوات تجعلك من أصحاب مشاريع ريادة الأعمال
وعندما أنهى صالح الجامعة حصل على وظيفة حكومية لكنه أبقى على متجره الذي أسسه أيام الجامعة، الشيء الذي قاده لافتتاح عمل آخر، وهو مطبخ عام، استعان فيه بمجموعة من الطهاة الماهرين.
استطاع كامل وفقًا لموقع بي بي سي (BBC) أن يجمع بعض المدخرات من أشغاله ليدخل من خلالها إلى عالم المشروعات العملاقة، البريد، حيث نجح بشراء حوالي 30 سيارة نقل، وقاد مشروع يوزع البريد بين المناطق.
لم يكتفي كامل بهذا القدر فأسس مجموعة دلة البركة التي تعمل بمجالات مختلفة في الاستثمار الإعلامي والسياحي والمصرفي والعقاري، وقد اعتبرت مجموعته من أسرع شركات الاستثمار نمواً في المملكة العربية السعودية.
كما وأسس صالح شبكة راديو وتلفزيون العرب “أي آر تي” (ART) التي اعتبرت حينها ظاهرة إعلامية خصوصا مع بدء عالم الفضائيات. ولهذه الأسباب وغيرها يعتبر اليوم صالح كامل واحدا من أشهر وأكبر رجال الأعمال السعوديين على الإطلاق.
محمد الفايد: ليس هناك حدود لأي حلم وطموح
ولد محمد الفايد في مدينة الاسكندرية في مصر، وينحدر من أسرة شديدة البساطة، وعمل منذ صغره في أعمال بسيطة جداً، كعامل في ميناء الإسكندرية، ورفع البضائع ونقلها وغيرها، وكان ميالا إلى التجارة المرتبطة بالعمل البحري منذ صغره.
ووفقًا لموقع بريطانيكا(Britannica) عمل في السعودية في وظائف بسيطه لفترة وجنى المال ليعود إلى مصر ويبدأ في استثمار ما جناه من أموال في شركة صغيرة تعنى في تجارة الشحن. حققت الشركة نجاحاً كبيرًا، ونجح الفايد بامتلاك سفينتي شحن تعملان لحساب الشركة. الى أن بدأ نظام عبد الناصر في التوسع في تأميم الممتلكات وتطبيق الاشتراكية، فصودرت ممتلكات الفايد، وتبددت أحلامه تماماً، وعاد إلى نقطة الصفـر. فعاد سافر ولكن هذه المرة إلى دولة الإمارات، وتعرف على الشيخ بن زايد وأقنعه أنه يستطيـع بعلاقاته الخاصة أن يقوم بجذب المستثمرين العالميين لبناء ميناء كبير في مدينة دبي، لاستقبال البضائع وحركة النقل.
وافق الشيخ بن زايد على طلب الفايد، فسافر فوراً إلى بريطانيا حيث استطاع جذب إحدى أكبر الشركات البريطانية للقيام ببناء ميناء دبي، وحصل مقابل ذلك على عمولة كبيرة. الأمر الذي دفع الشيخ أن يوكل إليه مهمة جذب الشركات الأجنبية للبحث عن النفط في بلاده. ونجح الفايد حينها في جذب شركة ألمانية ضخمة للتنقيب على البترول في الإمارات.
كما نجح الفايد ببرامج عدة صفقات في مجال العقارات، منها شراء فندق دورشستر، ثم فندق ريتز الفخم في باريس، وقصر دوق وندسور، الأمر الذي أتاح له أن يكوّن علاقات قوية مع حكام البريطاني وفرنسا. ونجح محمد الفايد بسبب علاقته بشراء سلسلة محلات هارودز الإنكليزية، إحدى أعرق المحلات التجارية على الإطلاق، وقام بتطويرها بشكل كبير، حتى نجح ببيعها في العام 2010 إلى شركة قطر مقابل 1.8 مليار يورو.
واستطاع الفايد شراء نادي فولهام الإنجليزي الذي يعتبر واحداً من أهم أندية البريميرليغ، وتوسّع في شراء ممتلكات ضخمة حول العالم، بما فيها قلعة أثرية في أسكتلندا تم إنشاؤها في القرن الثامن عشر. يعتبر محمد الفايد اليوم واحداً من مشاهير العالم، ويحجز مكانة دائمة في تصنيفات الفوربس لأثرى أثرياء العالم، بإجمالي ثروة تبلغ حوالي 1.8 مليار دولار.
العبر المستخلصة من قصتي النجاح في ريادة الأعمال
إن قصص نجاح كل من الفايد وصالح في ريادة الأعمال التجارية تدفعنا إلى استنتاج التالي:
1-لايوجد حدود لطموح الإنسان مهما كان وضعه المالي.
2-ريادة الأعمال تقتضي العمل بإستمرار على المبادرة بأفكار جديدة ومبتكرة تلبي حاجة السوق.
3-لتحقيق النجاح، على رائد الأعمال أن يوسع شبكة علاقاته.
4-يعتبر تنويع الاستثمارات أمر ضروري في مجال الأعمال.
5-البدء بريادة الاعمال ممكن أن تكون قبل الإنتهاء من التخصص الجامعي
6-طريق ريادة الأعمال معبدة بالصعاب والفشل، لكن الأمل يستطيع المساعدة في تخطي الصعاب.