في خضم اتساع نطاق تداول العملات المشفرة عالميًا، يسارع العديد إلى الاستثمار في العملات المشفرة، والتعلق بها إلى حد الهوس. وفي هذا العصر المتسارع، يعيش المرء يوميًا ضغوطًا نفسية وجسدية شتى، حتى كاد الإنسان أن يصبح قنبلة متأهبة للانفجار في أي وقت.
وبطبيعته البشرية المائلة إلى حب المخاطر والتجربة، اتضح أن الإنسان لا يبحث عن راحته النفسية وسلامه الداخلي، بل تراه ينغمس في تجارب جديدة، علها تضيف شيئًا من الحماس إلى حياته الروتينية.
ما هي العملات المشفرة؟
العملات المشفرة هي عملات افتراضية إلكترونية قائمة على تقنية البلوكشين. وتتصف هذه الأخيرة بكونها عملة لامركزية غير خاضعة لسلطة الحكومة أو المصارف مما يسهل بالتالي عملية تداولها في الأسواق العالمية بكل حرية ومرونة. وقد صممت هذه العملات المشفرة كوسيلة بديلة لإجراء المعاملات والدفعات عبر الإنترنت.
اقرأ أيضًا: كيف نالت كوين مينا لقب أفضل بورصات العملات الرقمية؟
إذ يتم استخدامها في شتى أنواع العمليات التجارية، كشراء السلع والخدمات وبيعها. وقد ظهر في الأسواق العالمية عدد كبير من العملات المشفرة وأشهرها البيتكوين، والإيثريوم، والريبيل وغيرها الكثير.
ومنذ بروزها على الساحة الاقتصادية، لقيت هذه العملات المشفرة إقبالًا واسعًا من الأفراد والشركات وحتى بعض البلدان التي بدأت بتشريع قوانين خاصة لتنظيمها. ففي غضون السنوات الماضية، ارتفع عدد المستثمرين في هذه العملات المشفرة بشكل كبير.
وعلى الرغم من المخاطر التي تحيط بعالم العملات المشفرة، لم يتوقف الاستثمار في هذه الظاهرة الجديدة بل على العكس تتزايد نسبته يومًا بعد يوم. ولكن ما هو تأثير هذا الاستثمار على المستثمر نفسه؟
استثمار العملات المشفرة والصحة النفسية
على مدار العامين الماضيين، تقلبت أسعار العملات المشفرة مرارًا وتكرارًا، الأمر الذي لا يسعه إلا التأثير على الصحة العقلية والنفسية لمستثمري العملات المشفرة.
وفي ظل التقلب المفاجئ والمستمر لأسعار العملات المشفرة يعاني بعض المستثمرين من الضغوطات بسبب هوس فقدان إمكانية تحقيق الربح أو الوقوع في خسارة مالية.
اقرأ أيضًا: ساتوشي ناكاموتو.. لغز مؤسس البيتكوين
ويحاول العديد منهم تتبع تقلبات السوق على مدار ال24 ساعة يوميًا على حساب راحتهم ونومهم وحتى عملهم مما يزيد الضغوطات والإضطربات النفسية عليهم ويحولهم إلى مدمنين على تداول وتتبع أسعار العملات المشفرة.
وفي حال خسارة العملات المشفرة في تداول معين، قد يقع المستثمر ضحية جشعه وطمعه، ليتابع ما بدأه بوتيرة أعلى آملًا أن يسترجع ما فقده من أموال. وبالتالي، يدخل المستثمر في دوامة لا نهائية من الربح والخسارة حتى يفقد نفسه أو كل ممتلكاته.
إن اتجربة كل ما هو جديد؛ طبيعة بشرية لا مفر منها. ولكن على المرء أن يكون واعيًا قبل أن يخطو خطوة في عالم محفوف بالمخاطر كي لا تنزلق قدمه ويهلك. وإن الاستثمار في العملات المشفرة سيف ذو حدين. لا ضرر فيه مادام الإنسان يستثمر بطريقة علمية ومدروسة وواعية بهدف حماية صحته الجسدية كما العقلية والنفسية.