من الذي أنشأ البيتكوين؟ ومن هو ساتوشي ناكاموتو؟ تبقى هذه الأسئلة واحدة من أعظم الألغاز في عصرنا الحالي، وهي لغز عجز عن حله أفضل المحققين. ورغم الادعاءات الكثيرة حول اكتشاف هوية ساتوشي ناكاماتو إلا أن جميعها كانت مجرد ادعاءات كاذبة.
أما إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة Tesla (TSLA) – Get Tesla Inc Report وSpaceX، فله رأي آخر. فقد أعاد إحياء هذه الشائعات مرة أخرى وأعاد تنشيط جميع المحققين الناشئين على الإنترنت عبر نشر تغريدة على حسابه على التويتر يظهر فيها حقيقة اسم ساتوشي ناكاموتو.
اقرأ أيضًا: دو كوون: واجبي حماية مجتمع عملة تيرا
وأشار إلى أنه عبارة عن مجموعة من الحروف من أسماء أربع شركات إلكترونية: سامسونج وتوشيبا وناكاميتشي وموتورولا. ولم يضف ماسك أي كلمات أخرى فاتحًا آفاقًا جديدة من التكهنات والتحليلات من قبل المحققين.
فيما يضج العالم اليوم بمجموعة من الابتكارات التكنولوجية الرائدة، تبقى للعملات المشفرة الحصة الأكبر من الاهتمام والأهمية. وليس أي عملة مشفرة، بل البيتكوين خصيصًا أو ما يطلق عليه بملك العملات المشفرة.
ويتصدر هذا المصطلح العناوين الأساسية في النشرات الإخبارية والاقتصادية ويغزو منصات التواصل الاجتماعي. فما هو البيتكوين؟ ومن وراء هذه العملة المشفرة الشهيرة؟
ساتوشي ناكاموتو.. اللغز
تم إطلاق عملة البيتكوين، الأصل الرقمي الثوري، في عام 2009 من قبل شخص أو مجموعة من الأشخاص تحت اسم ساتوشي ناكاموتو Satoshi Nakamoto.
اقرأ أيضًا: البنوك المركزية تتجه إلى العملات الرقمية
والجدير ذكره أن في العامين الأولين بعد الإطلاق، لم يحظَ البيتكوين بأي قيمة نقدية تقريبًا. ولكن على الرغم من ذلك، تضاعفت المحاولات لإنشاء مجتمعات نشطة وقوية من الناس الذين سيعملون باستمرار على تحسين البروتوكول وتطويره.
وبالفعل، انتشرت ظاهرة العملات المشفرة وتقنية البلوكشين العالمية، وتربعت بالتالي عملة البيتكوين على عرش العملات المشفرة إذ أنها الأهم والأعلى من حيث القيمة السوقية اليوم.
البيتكوين.. والإنترنت
تتمثل الطريقة الأسهل لتفسير مفهوم البيتكوين في تشبيهه بمفهوم الإنترنت. كيف؟ تعد الإنترنت عالمًا رقميًا بحتًا لا يخضع لأي جهة أو سلطة وهو متوفر للجميع على مدار النهار والليل ويسمح لمستخدميه مشاركة البيانات بسهولة بين بعضهم البعض.
والبيتكوين كذلك في المجال المالي، فهو عبارة عن عملة إنترنت يتم استخدامها وإصدارها بشكل لا مركزي ويتم تداولها بسهولة وأمان بين المستخدمين بعيدًا عن أي سلطة تتحكم بها.
ساتوشي ناكاماتو وتقسيمات البيتكوين
يشكل البيتكوين عملة رقمية أو افتراضية وبل نسخة المال الفعلي على الإنترنت. ويتم استخدام هذه العملة لشراء المنتجات والخدمات والتداول بها بين الأشخاص كما تعتبر مخزنًا ذا قيمة مثل الذهب.
وهي مصممة كي تكون بمثابة النقود أو شكلًا من أشكال الدفع غير الخاضع لسيطرة فرد أو كيان أو مجموعة، مما يلغي بالتالي فكرة وجود طرف ثالث كالمصارف في المعاملات المالية التي يتم تنفيذها. وبكون البيتكوين عملة مشفرة فهو تلقائيًا عملة آمنة يتم التحقق منها باستخدام تقنية التشفير.
ويمكن تقسيم البيتكوين إلى وحدات أصغر تُعرف باسم “ساتوشي” (حتى 8 فاصلة عشرية). كمت تعتمد عملة البيتكوين، المبنية على شبكة لامركزية، على البرامج مفتوحة المصدر والنظير إلى النظير والتشفير المعروفة باسم البلوكشين أو تقنية دفتر الأستاذ الموزع. ويُطلق على خوارزمية الإجماع التي تشغل شبكة البلوكشين الخاصة بالبيتكوين اسم “بروتوكول إثبات العمل”-Proof of Work. وبالتالي، نظرًا للطبيعة العامة للبلوكشين، يمكن لجميع المشاركين في الشبكة تتبع معاملات البيتكوين وتقييمها في الوقت الفعلي.
أين يتم تخزين عملات البيتكوين؟
نظرًا لطبيعة هذه العملات الافتراضية وغير الملموسة، تم تصميم محفظات رقمية خاصة لتخزين البيتكوين. إذ يمتلك كل فرد معني محفظة رقمية خاصة به مع عنوان محدد لاستلام عملات البيتكوين وتبادلها. ويتكون عنوان المحفظة الرقمية من سلسلة من الأرقام والأحرف الإنجليزية، ويبلغ طوله حوالي 30 حرفًا.
لا توجد تكلفة لإنشاء المحفظة، ولا يوجد حد لعدد المحافظ التي يمكن الحصول عليها. هذا وتتعدد أنواع من المحافظ الرقمية والتي تختلف بشكل أساسي في مستوياتها الأمنية.
البيتكوين: استثمار جيد أم سيء؟
يشتهر البيتكوين بتاريخ استثماري قصير مليء بالأسعار المتقلبة. فمثله مثل أي عملة مشفرة أخرى، يخضع البيتكوين لتقلبات سريعة في الأسعار مما يدفع المشتثمرين إلى التفكير مرتين قبل الخوض في دوامة الخسارة والربح. فهل البيتكوين استثمار جيد؟ يعتمد الجواب على حالة الملف المالي للمستثمر، ومحفظته، وقدرته على تحمل المخاطر، وأخيرًا على أهداف هذا الاستثمار. ونظرًا لكون الاستثمار مجازفة قد تكون مربحة أحيانًا وسيئة أحيانًا، لا بد من استشارة أخصائي مالي أو خبير للحصول على المشورة قبل الاستثمار في العملة المشفرة لتجنب أي نتائج خارج الحسبان.