ترددت الكثير من التساؤلات قبل عامين حول المقصود بالـ NFTs أو الرموز غير القابلة للاستبدال وكيفية الاستفادة منها والاستثمار فيها. ولكن، اختلف الحديث خلال عام 2022 وأصبحت التساؤلات تدور حول تأثير الرموز غير القابلة للاستبدال على مستقبل المتاحف والمقتنيات الفنية.
الرموز غير القابلة للاستبدال والأعمال الفنية
يقصد بمفهوم الرموز غير القابلة للاستبدال أو الـ NFTs نوع من الأصول المشفرة المعتمدة على تقنية البلوكتشين للمصادقة على ملكية الأصل الرقمي، وهي نفس التقنية التي تدعم العملات المشفرة، لكن الـ NFTs تختلف عن العملات المشفرة، إذ تتمتع الـ NFTs برموز تعريف فريدة من نوعها وبيانات وصفية تميزها عن بعضها البعض، لذا لا يمكن تبادلها بالتساوي، على عكس العملات المشفرة التي تتطابق مع بعضها البعض.
اقرأ أيضًا: مزايا اجتماعية لعضوية مجتمعات الـ NFTs
وتتضمن مجموعات الأعمال الفنية الرقمية الأعلى قيمة في الوقت الحالي كل من CryptoPunks، وهي مجموعة من عشرة آلاف صورة رقمية يتم بيعها بشكل روتيني بمئات الآلاف من الدولارات، وBored Ape Yacht Club، وهي مجموعة من الصور الكرتونية.
الـNFTs الملاذ الآمن للمتاحف
واجهت المتاحف العالمية ضغوطًا قوية خلال فترة جائحة كورونا، إذ أدت عمليات الإغلاق إلى انخفاض أعداد زوار المتاحف الفنية بنسبة 77% على مستوى العالم، إلى جانب اتجاه الحكومات إلى إعادة ترتيب أولوياتها بشأن الإنفاق الحكومي.
ودفعت تلك الإجراءات بعض المؤسسات الفنية إلى استكشاف عالم الرموز غير القابلة للاستبدال كمصدر جديد لجمع الأموال لمواجهة الضغوط المالية، بعدما بلغت مبيعات أعمال الـ NFTs الفنية حوالي 2.8 مليار دولار خلال عام 2021، وفقًا لبيانات منصة “NonFungible”.
وفي الآونة الأخيرة، أبرم ثلاثة عشر متحفًا إيطاليًا صفقات مع شركة “Cinello”، المتخصصة في بيع أصول رقمية محدودة الإصدار، لبيع نسخ رقمية من الأعمال الفنية الموجودة في تلك المتاحف ومشاركة الإيرادات مناصفة. وبذلك، يتمكن المشتري من الحصول على نسخة رقمية عالية الدقة من الأعمال الفنية يمكن ربطها بشاشة بحجم القطعة الفنية الأصلية، بجانب الحصول على شهادة أصالة من المتاحف.
كما أعلن اثنان من أكبر المتاحف العالمية الدخول إلى عالم الـ NFTs، إذ أكد متحف هيرميتاج الروسي والمتحف البريطاني العمل على إنشاء عدد من الرموز غير القابلة للاستبدال من الأعمال الفنية المشهورة وإتاحتها للبيع في وقت قريب.
وكان لهواة جمع القطع الفنية نصيبًا من الحصول على نسخ رقمية من القطع الفنية التقليدية، بعد تحويل الأعمال الفنية مثل “مادونا ليتا” لليوناردو دافنشي وأعمال الفنان الياباني هوكوساي إلى رموز غير قابلة للاستبدال.
الـNFTs حلقة الوصل بين المتاحف التقليدية وجيل Z
تعد الأجيال الأصغر سنًا أكبر مستثمرين في العملات المشفرة حتى الآن، وخاصة جيل الألفية الذي ولد في عالم خالٍ من وسائل التواصل الاجتماعي وأجهزة الكمبيوتر لكنهم شهدوا تطوره، بجانب جيل Z (Gen Z) الذي ولد في عالم التكنولوجيا الحديثة.
وقد استثمر نحو 39% من جيل الألفية و47% من جيل Z (Gen Z) أموالهم في العملات المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال. لذا، فإن استخدام الـ NFTs لتمويل المتاحف وبيع الأعمال الفنية سيتيح الفرصة للجيل الأصغر سنًا للتعرض بصورة أكبر للأعمال الفنية وتشجيع المزيد من المتاحف على دخول عالم العملات المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال.