تختلف أشكال الاحتيال والسرقة، حيث توسعت لتشمل استراتيجيات جديدة ومبتكرة تعود بالمنفعة الكبرى على السارقين. ومؤخرًا، ترددت على مسامع العديد عمليات احتيال بطاقات الهدايا، فما هي فعلًا؟ وكيف يمكن تجنبها؟
تعريف عمليات احتيال بطاقات الهدايا
تتصف عمليات احتيال بطاقات الهدايا بكونها أنشطة احتيالية تهدف إلى سرقة المستخدمين من كل أنحاء العالم. إذ يعمد المحتال إلى حث المستخدم على شراء بطاقة هدية مزيفة، دون علمه، وبالتالي الإفصاح عن معلومات جوهرية كرمز بطاقة الائتمان.
وتتنوع استراتيجيات المحتالين لدفع الأفراد إلى شراء بطاقات الهدايا، فمنهم من يستخدم حيلة الجوائز والعروض، وآخرون يستندون إلى عمليات الاحتيال الرومنسية وخدع الدعم الفني. ولكن الهدف واحد وهو خداع الضحية ودفعها بطريقة غير مباشرة إلى تقديم معلومات شخصية للحصول على بطاقة الهدية الموعودة. وبعد حصول المحتال على هذه المعلومات السرية، يمكنه أن يستخدمها كيفما يشاء، فيقوم بعمليات شرائية غير مشروعة أو يبيعها في السوق السوداء.
اقرأ أيضا.. منصة هوج بول.. تفاصيل عملية احتيال رقمية أضاعت 6 مليارات جنيه
قد يقوم المحتال بخلق حساب مزيف له على وسائل التواصل الاجتماعي أو خدمات المواعدة الإلكترونية؛ لبناء صلة وصل وترابط مع الضحية المحتملة. وبعد التواصل، قد يلجأ المحتال إلى طلب المال أو معلومات شخصية من الضحية، مؤكدًا لها أنه بحاجة ماسة لها، وأنها مسألة ضرورية بل ومصيرية. وفي سياق آخر، قد يدّعي المحتال أنه وكيل دعم تقني مسؤول عن إصلاح الضرر أو العطل التقني في جهاز المستخدم. ويطلب من الضحية شراء بطاقة الهدية المعنية كحل لتغطية تلكفة ورسوم الإصلاح.
لا تختلف عمليات الاحتيال السابق ذكرها عن عمليات الاحتيال في عالم العملات المشفرة. فالأساليب هي نفسها والفرق الوحيد يتجسد باستبدال بطاقات الهدايا بالعملات المشفرة كالبيتكوين مثلًا أو غيرها.
اقرأ أيضا.. الاحتيال المالي.. سبب خسائر 6% من الاقتصاد العالمي
علامات تدل على عملية احتيال
لا شك أنه من الصعب رصد بطاقة هدية مزيفة مرتبطة بالعملات المشفرة، ومع ذلك هناك بعض المؤشرات التي تدفع المستخدم ليكون أكثر وعيًا وتيقظًا في معاملاته.
فعندما يقوم المحتال بتوفير عائدات مالية ضخمة بمخاطر لا تذكر أو حتى من دون مخاطر، فاعلم أن هذا العرض محفوف بالاحتيال.
كما قد يلجأ المحتال إلى استخدام عنصر المفاجئة وحالة الطوارئ عند المطالبة بالمال، الأمر الذي قد يمنع الضحية من التأكد من خلفية وهوية المحتال قبل إجراء العملية. وفي حال نقص أو فقر في المعلومات المتعلقة بهوية الطرف الثاني كالتاجر أو المرسل مع الإلحاح على المبلغ المالي، فهذا دليل قطعي على عملية احتيال مخطط لها. وقد يستخدم البعض معاملات معقدة وبخطوات كثيرة تصعّب على الضحية استيعاب ما يجري في الحقيقة. لذلك، لا بد الانتباه من هذه الاستراتيجية. وأخيرًا، غالبًا ما يظهر مستوى لغوي ضعيف في المراسلات مع الضحية مما يعطي احتمال عدم انتمائهم لهذا البلد الأم أو أنهم غير محترفين.
والحل؟
لا بد للإنسان أن يكون واعيًا تمامًا قبل الدخول في أي معاملة. فلا ضرر في أخذ الوقت الكافي للتأكد من مصداقية المرسل وخلفيته وهويته، أو التأكد من صحة المشروع أو فرصة الاستثمار المقدمة له على الطاولة. إن تجنب الوقوع في فخ بطاقات الهدايا يكون بتجاهل الرسائل الإلكترونية التي قد تصلك وخاصة إن كانت تعد بمبالغ مالية خيالية بمخاطر بسيطة. كما تجنب الأشخاص الذين يطالبون ببطاقات هدايا كنوع من الدفع مقابل غرض أو خدمة معينة. وأخيرًا، احرص دائمًا على عدم الإفصاح ومشاركة معلوماتك السرية والشخصية لجهات غير معروفة.
اقرأ أيضا.. كيف انتشرت عمليات الاحتيال الدراماتيكية في سوق العملات المشفرة؟