لا أحد يمكن أن ينفي حقيقة أن سلاسل التوريد دعامة كل عمل ناجح. فهي جزء لا يتجزأ من أي نشاط تجاري مهما اختلف نوعه. تعتمد النشاطات التجارية على سلاسل توريد فعّالة وصلبة بهدف توصيل منتجاتها وخدماتها بنجاح وجودة عالية. وبالرغم من كونها أداة جوهرية لكل منظمة أو شركة، لا تزال شبكات سلاسل التوريد بعيدة عن الفعالية التامة على الصعيد العالمي.
ومع ذلك، استقبلت سلاسل التوريد التطورات التكنولوجية التي شهدها العالم وتبنت بعضها كتقنية البلوكشين الرائدة. هذا وقد ظهرت تطبيقات مختلفة للرموز غير القابلة للاستبدال في عالم سلاسل التوريد هذا مؤكدة قدراتها الواسعة على تحسين هذا المجال وتطويره. ففي ظل المشكلات التي يعاني منها مجال سلاسل التوريد، تأتي الرموز غير القابلة للاستبدال كحل جوهري لمعالجة الأسباب والتخلص منها.
اقرأ أيضًا.. NFT.. أبرز استخدامات الرموز غير القابلة للاستبدال في 2023
دور الرموز غير القابلة للاستبدال في عالم سلاسل التوريد
تساهم الـNFT في إنشاء سجل رقمي شفاف وغير قابل للتعديل. وبهذه الطريقة تضفي لمسة من الشفافية على هذا المجال ما يسمح بالتالي للجميع في هذا النظام البيئي من الحصول على رؤية واضحة لكل العمليات التي يتم إجراؤها. فبواسطة هذه الرموز ستتعزز قدرات التعقب وإدارة سلسلة التوريد انطلاقًا من عملية إنتاج المواد الخام للسلع وصولًا إلى عرضها على المواقع الإلكترونية أو في المتاجر المادية. تضيف عملية تعقب السلع والمنتجات منذ مرحلتها الأولية نوع من المصداقية للمنتج نفسه. هذا وتمنح هذه الأخيرة طرق عديدة للمستهلك بهدف فهم مصدر المنتج الذي يتم شرائه وبالتالي اختيار منتج آخر.
إلى جانب ميزة التعقب، ستساعد هذه الرموز في تحليل سجلات المنتج المعني ودراسة رحلته على الصعيد الفردي. وبعد هذه الدراسة الدقيقة، سيتمكن المحللون وأصحاب الأعمال التجارية والمستثمرون من تقييم أداء سلاسل التوريد ورصد المشكلات والتقصيرات. وبهذه الطريقة، سيتم وضع مستوى جديد لاتفاق مستوى الخدمة (SLAs) مع مقدمي الخدمات في سلسلة التوريد ورصده لتحقيق المستوى المطلوب.
وانطلاقًا من حقيقة أن هذه الرموز تعمل كتوأم رقمي لسلع العالم الحقيقي تم دمجها في عالم سلاسل التوريد، ستتمكن الشركات من أتمتة المدفوعات عبر النظام وإجراء تسوية مباشرة وآنية بمجرد تسليم السلع إلى الجهات المعنية.
اقرأ أيضًا.. كيف تميزت NFT الرقاقة الزرقاء في حفظ الرموز المشفرة؟
إيجابيات الـNFT في عالم سلاسل التوريد
يرى المستهلكون إيجابيات عديدة لدمج هذه الرموز وتطبيقها في عالم سلاسل التوريد. إذ يمكنهم العودة إلى مصدر السلعة المختارة ورصد تحركاتها قبل الوصول إلى المتاجر. وبالتالي يتمتع المستهلك بنسبة عالية من الشفافية ويبني جسرًا متينًا يصل منشئي المنتجات بالمستهلك النهائي. تضح أهمية تطبيق هذه الرموز في مجال الأدوية والقطاعات التي تشهد عمليات تزوير كبيرة بحيث تلعب المنتجات وتواريخ انتهاء صلاحيتها دورًا أساسيًا في استمرار و نجاح هذا المجال أو في تدهوره.
اقرأ أيضًا.. الموسيقى تتحول إلى الذكاء الاصطناعي.. بديل NFTs الأسهل والأسرع
الشركات، البلوكشين، و إدارة سلاسل التوريد
انتقلت العديد من العلامات التجارية الفاخرة إلى اعتماد تقنيات البلوكشين الرائدة والرموز غير القابلة للاستبدال في عملية تعقب منتجاتها و إنشاء توائم رقمية لها. وبفضل هذا التبني الشائع، تطمح هذه الأسماء التجارية واللوجستية إلى المساهمة في مبادرات بناء المجتمعات. وبالفعل، يشهد العالم اليوم دمجًا للرموز غير القابلة للاستبدال في سلسلة التوريد الخاصة بشركات معنية في صناعة السيارات والرفاهية كما التجزئة وذلك بهدف الاستفادة من الإيجابيات والمميزات التي لا تعد ولا تحصى.
على الرغم من الإيجابيات التي توفرها تطبيقات الرموز غير القابلة للاستبدال في مجال سلاسل التوريد، لا مهرب حقيقي من التحديات التي لا تزال تعيق الاحتضان والتبني الكامل والشامل لهذه الرموز. انتشر منذ وقت بعيد نظام تقليدي ومعتمد في مجال سلاسل التوريد. لذلك ستكون مقاومة التغيير عالية وقوية في ظل نظام جديد يتطلب تعديل في العمليات وطرق معالجة الأعمال على صعيد عالمي يحارب باسم الشفافية.
اقرأ أيضًا.. تياجو أمارال: من يتجاهل تكنولوجيا اليوم يضحي بوجوده في المستقبل