صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين لعبت دورًا محوريًا في الارتفاع القياسي لقيمة البيتكوين. بحسب تقرير حديث من «إيكونوميتريكس»، يُعتقد أن نمو البيتكوين لن يستمر بدون هذه الصناديق.
يُلاحظ أن هذه الصناديق قد توقفت عن جذب تدفقات نقدية جديدة لأكثر من شهر، مما يثير التساؤلات حول تأثير ذلك على أسعار البيتكوين في المستقبل، بحسب تقرير لموقع «كريبتو باتاتو».
اقرأ أيضًا.. هل تواجه صناديق البيتكوين المتداولة نهاية محتملة؟.. خبراء يتحدثون
هل يختلف شراء البيتكوين بشكل مباشر عن الصناديق المتداولة؟
الاستثمار في البيتكوين مباشرة يختلف عن الاستثمار في صناديق البيتكوين المتداولة (Bitcoin ETF). صناديق البيتكوين المتداولة هي أدوات مالية تتيح للمستثمرين الاستفادة من تقلبات سعر البيتكوين دون الحاجة إلى شراء أو تخزين البيتكوين نفسها. وهذا يوفر للمستثمرين مزايا عديدة، مثل السهولة والأمان والامتثال للقوانين.
عندما يقوم المستثمرون بشراء البيتكوين مباشرة، يتعين على المستثمرين التعامل مع التحديات المتعلقة بإنشاء وإدارة محافظ العملات المشفرة والتحقق من هويتهم والتعامل مع بورصات العملات المشفرة،، والتي قد تكون غير آمنة أو غير موثوقة أو غير مرخصة. وقد تتعرض البيتكوين للسرقة أو الضياع أو الاختراق أو الحجب. وقد تواجه المستثمرين أيضًا مشاكل قانونية أو ضريبية أو تنظيمية عند شراء أو بيع أو امتلاك البيتكوين.
وبذلك تعالج الصناديق مشكلة المخاطر، التي أدت إلى حالات من الإفلاس في سوق العملات المشفرة، أبرزها انهيار بورصة FTX، التي أدين مؤسسها سام بانكمان فرايد بتهمة الاحتيال.
عند الاستثمار في صناديق البيتكوين المتداولة، يمكن للمستثمرين الاعتماد على الشركات المالية المحترفة والمنظمة لشراء وحفظ وتداول البيتكوين نيابة عنهم. ويمكن للمستثمرين شراء وبيع صناديق البيتكوين المتداولة من خلال حسابات الوساطة العادية، والتي توفر لهم الراحة والوضوح والحماية. ويمكن للمستثمرين أيضًا الاستفادة من السيولة والتنوع والاستراتيجيات المتقدمة التي تتيحها صناديق البيتكوين المتداولة.
بعض المحللين يرى أن صناديق البيتكوين المتداولة قد تكون ضارة بالعملات المشفرة، لأنها قد تقلل من الطلب على البيتكوين الفعلية وتزيد من الاعتماد على الأطراف الوسيطة والمؤسساتية. وقد يؤدي ذلك إلى تقليل اللامركزية والشفافية والابتكار في مجال العملات المشفرة. وقد يتعرض المستثمرين أيضًا لمخاطر متعلقة بالاختلاف والتحويل والتمويل والتنظيم عند الاستثمار في صناديق البيتكوين المتداولة.
اقرأ أيضًا.. ماذا يعتقد محللون أن إطلاق صناديق البيتكوين ليست في صالح الكريبتو؟
هل تُعد صناديق الاستثمار المتداولة عاملاً مهمًا في نمو البيتكوين؟
من يناير حتى منتصف مارس، استطاعت صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين جمع 200,000 بيتكوين، رغم التدفقات الخارجة الكبيرة من صندوق غرايسكيل. وقد شهدت هذه الفترة ارتفاعًا في قيمة البيتكوين من 40,000 دولار إلى 75,000 دولار.
لكن، توقفت الزيادات في صناديق الاستثمار المتداولة، مما أدى إلى استقرار سعر البيتكوين. وفقًا للتقرير، «إذا كنت تتساءل لماذا ظلت البيتكوين ضمن نطاق 60,000 دولار، فالجواب واضح. صناديق الاستثمار المتداولة قد توقفت عن جمع العملات المشفرة منذ فترة. هم اللاعب الأساسي في السوق. النقص في الطلب من جانبهم يعني عدم وجود زيادة في الأسعار».
على الرغم من عدم وجود تحركات خلال الثلاثين يومًا الماضية، تشير شركة «إيكونوميتريكس» إلى أنه يجب على المستثمرين عدم إغفال الصورة الأكبر. وأشار التقرير أيضًا إلى أن البيتكوين تُعتبر الوسيلة الأساسية للتحوط التي يحتاجها المستثمرون ضد التضخم.
اقرأ أيضًا: هل يصل سعر البيتكوين إلى مليون دولار؟.. محللون يجيبون
هل البيتكوين هو الخيار الأمثل للحماية من التضخم؟
عند تقييم أداء البيتكوين مقابل الذهب ومؤشر ناسداك خلال العقد المنصرم، مع مراعاة نمو العرض النقدي العالمي، يُظهر التقرير أن الذهب ظل مستقرًا، محافظًا على قيمته بالتوازي مع السيولة العالمية، حتى مع بلوغه أعلى مستوياته على الإطلاق، مما يجعله معيارًا للحماية من التضخم.
في المقابل، شهد مؤشر ناسداك ارتفاعًا بثلاثة أضعاف، وهو إنجاز يستحق الإشادة. لكن البيتكوين تجاوزت كلاهما بفارق شاسع، مُحققةً زيادة قيمتها بمعدل 44 ضعفًا، مما يبرز كفاءتها كأداة تحوط في الوضع الاقتصادي الراهن.
مع ذلك، يُقدم بعض خبراء الصناعة حججًا معارضة. فعلى سبيل المثال، تُشير منصة Kaiko لتحليلات العملات المشفرة إلى أن البيتكوين لم تنجح في استقطاب تدفقات كملاذ آمن، حتى مع الطلب المتزايد على مثل هذه الأصول في ظل النزاعات بالشرق الأوسط.