تسعى جميع منصات التواصل الاجتماعي إلى إرضاء المعلنين؛ إلا منصة إكس – تويتر سابقًا-، التي ظهر صاحبها في أحدث لقاء له، وقال لكبار المعلنين: «اذهبوا إلى الجحيم»، على الرغم من الأزمة الكبرى التي تواجه المنصة في انخفاض الإعلانات.
وذكرت وكالة رويترز سابقا، أن إيرادات الإعلانات على منصة إكس انخفضت بنسبة 55 % على الأقل على أساس سنوي في كل شهر، منذ استحواذ ماسك على المنصة.
إيلون ماسك يهاجم كبار المعلنين على منصة إكس
عندما تم سؤال الملياردير إيلون ماسك، خلال قمة ذي نيويورك تايمز ديل بوك (The New York Times DealBook)، عن توقف كبار المعلنين عن الإعلان على منصة إكس – تويتر سابقًا-، خلال الفترة الماضية، هاجمهم وقال: «اذهبوا إلى الجحيم».
وفي الوقت الذي تواجه فيه منصة إكس – تويتر سابقًا-، أزمة كبرى في انخفاض الإعلانات، جاء حديث إيلون ماسك، ليقضى على أي أمل في استعادة الأعمال الإعلانية للشركة، ما جعل البعض يتسأل هل يريد تدمير المنصة عمدًا؟، وفقًا لموقع بيزنس إنسايدر.
جاء هجوم ماسك، بعد وقت قصير من انضمام كبار المعلنين، بما في ذلك أبل (Apple) وديزني (Disney) وآي بي إم (IBM)، وإن بي سي يونيفيرسال (NBCUniversal)، إلى مجموعة من العلامات التجارية التي أوقفت إعلاناتها مؤقتًا على الموقع، بعد الاتهامات الموجهة إلى إيلون ماسك بمعاداة السامية.
اقرأ أيضًا.. «إكس تويتر» إلى عالم التشفير.. هل اقترب ماسك من «تطبيق كل شيء»؟
وعلى الرغم من اعتذار إيلون ماسك، بعد هذا الهجوم؛ إلا أنه ألقى باللوم على المعلنين الهاربين «لمحاولتهم ابتزازه بالمال ومحاولة تدمير الشركة».
هجوم إيلون ماسك يطرد المعلنيين من منصة إكس
ووفقًا لتوقعات المحللين، فإن هذا الهجوم من ماسك، يزيد من الأمر تعقيدًا. وقالوا إن ماسك يصعب عمل ليندا ياكارينو، الرئيسة التنفيذية للمنصة، التي تحاول جذب المعلنين والمستخدمين إلى المنصة، التي تعتمد بشكل رئيسي على الإعلانات كمصدر للدخل.
مارتن سوريل، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة الإعلانات «S4 Capital»، قال: «إيلون ماسك يجعل المهمة أصعب بالنسبة لليندا، لأن العملاء لا يحبون هذا النوع من الجدل».
مات ليفين، معلق بلومبرغ، افترض أن ماسك يحاول تخفيض سعر الديون التي اقترضها من البنوك، بحيث يتمكن من شرائها بسعر أقل، وبالتالي تقليل مدفوعات الفائدة.
وكتب ليفين في تغريدة: «البنوك تريد البيع – لأنها ليست متخصصة في الاحتفاظ بديون الاستحواذ لفترة طويلة – وإذا اشتراها ماسك فيمكنه خفض مدفوعات الفائدة، نظريًا، كلما جعل الأمور سيئة للبنوك، كلما أصبحت الديون أرخص».
لو باسكاليس، الرئيس السابق لقسم الإعلام العالمي في بنك أوف أمريكا والرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات التسويقية «AJL Advisory»، قال لموقع بيزنس إنسايدر: «لا أفهم هدف إيلون، ربما كان هجومه مدبرًا مسبقًا، مما يدل على أنه لا يريد جذب المعلنين، على الرغم من أن الإعلانات هي مصدر الدخل الرئيسي لإكس X».
وأضاف باسكاليس، الذي كان معترضًا على استحواذ ماسك على تويتر في السابق: «لكن ماسك ذكي، ويعلم أنه غير قانوني أن يقوم بتدمير أحد الأصول عمدًا للتلاعب بالدائنين، وهو يعرف كيفية كسب المال لذلك يجب أن أعتقد أنه يمتلك رؤية جديدة لنموذج الإيرادات لا يرونها الآخرون».
منصة إكس تخسر 75 مليون دولار من الإعلانات
في ذات السياق ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن منصة إكس، المملوكة لإيلون ماسك، قد تخسر ما يصل إلى 75 مليون دولار من إيرادات الإعلانات بحلول نهاية العام الحالي، بسبب توقف عشرات العلامات التجارية الكبرى حملاتها التسويقية على منصة التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضًا.. هل يسعى ماسك لمنافسة «باي بال» بـ«تطبيق إكس»؟
وكشفت الوثائق الداخلية لشركة إكس، أن أكثر من 200 وحدة إعلانية لشركات كبرى، مثل: أمازون وكوكاكولا ومايكروسوفت أوقفت الإعلانات مؤقتا على المنصة أو تدرس وقف الإعلانات قريبًا.
انخفاض قيمة منصة إكس إلى النصف
يأتي ذلك في الوقت الذي تبلغ قيمة منصة إكس X الآن أقل من نصف المبلغ الذي دفعه إيلون ماسك وهو 44 مليار دولار، حسبما أفاد جراسي كاي (Grace Kay) وكالي هايوس (Kali Hays)، من بي آي (BI) الشهر الماضي.
وقال ماسك، في وقت سابق، إن الشركة لديها تدفق نقدي سلبي بسبب انخفاض إيرادات الإعلانات وعبء الديون الثقيل.
اقرأ أيضًَا: إيلون ماسك يعتزم تحويل إكس إلى منصة مالية.. ما الخطة؟
وذكر ماسك سابقًا، أنه يريد جعل منصة أكس X تطبيقا لكل شيء؛ ليشمل ميزات مثل الفيديو والمدفوعات، ويكون أقل اعتمادًا على أموال الإعلانات، حتى أنه بدأ بالفعل في التحرك لتنويع الإيرادات من خلال طرح ميزة الاشتراك المدفوع، لكن ذلك لم يكن كافياً لتعويض النقص في الإعلانات.
وقال روبن شريرز، كبير مسؤولي الإستراتيجية في شركة الاستشارات التسويقية Ebiquity، التي تعمل مع كبار المعلنين: «ليس هناك طريق للرجوع، ولا توجد طريقة لعكس البيان الذي أدلى به إيلون. هذا هو المسمار في نعش منصة إكس».
وقالت شركة Ebiquity، التي تعمل مع 70 من أفضل 100 معلن في العالم، إن اثنين منهم فقط أعلنا على إكس X في سبتمبر.