خلال زيارة له إلى المملكة العربية السعودية، الأحد، كشف بيان صادر عن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، عن لقاء جمع بين جنسن هوانغ، رئيس شركة إنفيديا عملاق الرقائق الإلكترونية، ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات عبدالله السواحة.
بيان الوزارة، قال إن «هوانغ وسواحة استكشفا الدور المحتمل الذي يمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي التوليدي في دعم الابتكار الرقمي وفرص الاستثمار بالمملكة، وتعزيز الابتكار في التقنيات العميقة، وتحسين الفوائد الاجتماعية والاقتصادية لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، واغتنام العديد من الفرص في القطاع الرقمي».
لكن زيارة هوانغ إلى المملكة وإجراء النقاشات مع المسؤولين السعوديين تأتي بالتزامن مع تقارير صحفية تحدثت عن رغبة السعودية في الانضمام إلى سباق التسلح العالمي للذكاء الاصطناعي، عبر شراء الآلاف من رقائق إنفيديا (Nvidia) عالية الأداء الضرورية لبناء برمجيات الذكاء الاصطناعي.
ليس ذلك وحده، بل إن الزيارة تأتي في ظل التأكيد الحكومي على ريادة المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي، عبر إنشاء أول مسرع GenAI في المنطقة وThe Garage، أكبر حاضنة أعمال للتكنولوجيا العميقة في المنطقة، فمن هو جنسن هوانغ، وما شركة إنفيديا؟ وما قصة الرقائق؟ وكيف تسعى المملكة العربية السعودية إلى الانضمام إلى سباق التسلح العالمي في الذكاء الاصطناعي؟
وجنسن هوانغ هو الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة إنفيديا، عملاق التكنولوجيا الذي يقف وراء شركات الرقائق المتخصصة التي تستخدمها لتشغيل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
اقرأ أيضًا.. معلومات عن الطائرة النفاثة هوك تي 165 المُصنَّعة محليًا بالسعودية
ما شركة إنفيديا؟
تصنع شركة إنفيديا رقائق تعمل على أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو نوع من الذكاء الاصطناعي يمكنه إنشاء محتوى جديد، مثل النصوص والصور، بناء على مطالبات المستخدمين، والذي تطور بشكل كبير الفترة الماضية، بداية من برنامج ChatGPT، إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى.
وتسبب الطلب المتزايد على الرقائق، من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى والناشئة، التي تقف وراء أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية، إلى ارتفاع القيمة السوقية للشركة إلى مستوى يلامس التريليون دولار.
ما هي الرقائق الإلكترونية؟
الرقائق الإلكترونية هي شرائح متناهية الصغر مصنوعة من أشباه الموصلات، تدخل في العديد من الأجهزة الإلكترونية الحديثة، مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والسيارات الذاتية القيادة وغيرها. أهمية الرقائق الإلكترونية لأنظمة الذكاء الاصطناعي تكمن في قدرتها على تنفيذ العمليات الحسابية بسرعة وكفاءة عالية، والتي تمكن الأنظمة الذكية من التعلم والاستدلال والابتكار.
اقرأ أيضًا.. غوغل كلاود تستعد لإطلاق منطقة خدمات سحابية جديدة بالسعودية.. ماذا يستفيد رواد الأعمال؟
السعودية تنضم إلى سباق الذكاء الاصطناعي؟
في تقرير يعود إلى أغسطس الماضي، كشفت صحيفة فايننشيال تايمز، عن أن المملكة العربية السعودية تسعى لتعزيز طموحات الذكاء الاصطناعي بالحصول علىآلاف وحدات معالجة الرسوميات وسط نقص عالمي في أشباه الموصلات اللازمة لبناء نماذج لغوية كبيرة.
وذكر التقرير، أن المملكة تشتري الآلاف من رقائق إنفيديا عالية الأداء الضرورية لبناء برمجيات الذكاء الاصطناعي، لتنضم إلى سباق التسلح العالمي للذكاء الاصطناعي الذي يضغط على المعروض من أهم سلعة في وادي السيليكون.
ونقلت الصحيفة، عن أشخاص مطلعين أن المملكة العربية السعودية اشترت ما لا يقل عن 3000 شريحة من رقائق Nvidia H100، عبر مؤسسة الأبحاث العامة بجامعة عبد الله للعلوم والتكنولوجيا (كاوست)، وفقًا لشخصين قريبين من مختبرات الذكاء الاصطناعي بالجامعة.
وصف رئيس إنفيديا جنسن هوانغ بأنها هذه الشرائح بأنها «أول شريحة كمبيوتر في العالم مصممة للذكاء الاصطناعي التوليدي».
في الوقت نفسه، كشفت الصحيفة عن أن مجموعات التكنولوجيا الصينية الرائدة علي بابا، وتينسينت (Tencent)، بالإضافة إلى شركات مثل مايكروسوفت وغوغل، وأوبن إيه آي (OpenAI) التي تقف وراء برنامج تشات جي بي تي (ChatGPT) هم المشترين الرئيسيين لهذه الرقائق.
اقرأ أيضًا.. كأس العالم للرياضات الإلكترونية: كيف انتقلت السعودية من الاستثمار إلى تنظيم البطولة؟
السعودية تبني كمبيوتر فائق السرعة
وتقوم الجامعة السعودية، التي تمتلك أيضًا، وفقًا لأشخاص مقربين من جامعة كاوست، ما لا يقل عن 200 طائرة من طراز A100، ببناء كمبيوتر فائق السرعة، شاهين 3، والذي سيصبح جاهزًا للعمل هذا العام. ستقوم الآلة بتشغيل 700 Grace Hoppers، ما يسمى بالرقائق الفائقة من إنفيديا، والمصممة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي المتطورة.
وبحسب التقرير، تستخدم جامعة كاوست هذه الرقائق لبناء نموذج لغوي كبير خاص بها – وهو برنامج يمكنه إنشاء نصوص وصور ورموز برمجية شبيهة بالبشر – على غرار GPT-4، الذي يشغل برنامج الدردشة Chatbot الشهير ChatGPT، وفقًا لمصادر متعددة قريبة من الجامعة المملوكة للدولة.
300 شركة جديدة للذكاء الاصطناعي
وفي يوليو الماضي، أطلقت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA)، والبرنامج الوطني لتطوير التكنولوجيا (NTDP)، وNew Native برنامج GAIA، وهو أول برنامج تسريع إنتاجي للذكاء الاصطناعي في المرحلة المبكرة من الهاشتاج #MENA، والذي بدأ إطلاقه -إيقاف برنامج لمدة 10 أسابيع. يهدف مسرع GenAI إلى إنشاء 300 شركة جديدة للذكاء الاصطناعي خلال 36 شهرًا، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
من جهتها، توقعت شركة برايس ووترهاوس كوبرز، أنه من المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي بمبلغ 135 مليار دولار في اقتصاد المملكة العربية السعودية في عام 2030، مما يجعل المملكة أكبر مستفيد من الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط.
وأضافت بي دبليو سي أنه في الوقت الذي تدفع فيه المملكة نحو تبني الرقمنة والتقنيات المستقبلية، ستشهد المملكة ارتفاع مساهمة الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 12.4 بالمائة في عام 2030.