بهدف تنمية مهارات الطلاب الإبداعية، أعلنت جامعة كاليفورنيا في بيركلي، واحدة من الجامعات المرموقة في الولايات المتحدة، دورة تدريبية لتعليم ألعاب الفيديو، ستكون جزءًا من المنهج الدراسي الذي تقدمه الجامعة للطلاب في ربيع 2024.
الدورة تركز على «فنون الألعاب القتالية»، وهي نوع من ألعاب الفيديو التي تتضمن مبارزات بين شخصيات مختلفة، وتهدف إلى تحسين مهارات الطلاب في هذا النوع من الألعاب، وزيادة معرفتهم بالثقافة اليابانية، والتفاعلات بينها وبين الثقافة الأميركية.
الدورة تستخدم لعبة الفيديو اليابانية «Street Fighter III 3rd Strike» كمثال على ألعاب القتال المتطورة، وتطلب إدارة الجامعة من الطلاب تصوير أنفسهم وهم يلعبون اللعبة كواجبات منزلية، وفقًا للمنهج الدراسي للفصل.
ما شروط الالتحاق بدورة ألعاب الفيديو؟
لا يوجد شروط للالتحاق بالدورة، ولكن يجب أن يكون لدى الطلاب رغبة في «التعلم والفشل»، كما تقول الجامعة. الدورة تكلف حوالي 40 ألف دولار أميركي، وهي مبلغ كبير لدورة تدريبية عن ألعاب الفيديو.
الطلاب لن يتم تقييمهم بناء على أدائهم في اللعبة، ولكن بناء على حرصهم والتزامهم بالتطوير في مهام الدورة. وفي نهاية الفصل، سيشارك الطلاب في بطولة على الطراز السويسري للعبة «Street Fighter»، وسيقدمون عرضًا تقديميًا حول خلفية اللاعب وتحليل أسلوب القتال الذي استخدمه.
اقرأ أيضًَا.. كيف تربح عملة البيتكوين من الألعاب؟
ما هي الفوائد والانتقادات لهذه الدورة؟
تقول جامعة كاليفورنيا إن الدورة مصممة لتكون بمثابة بوابة لفهم الثقافة اليابانية الحديثة وتوفير طريقة للتفاعل مع التاريخ الياباني وحتى اللغة اليابانية. كما تقول إن الدورة ستعلم الطلاب المجالات المختلفة في ألعاب الفيديو، مثل الاقتصاد الاجتماعي وراء قرارات التصميم، وثقافة العمل في اليابان، وصناعة الإعلام.
ومع ذلك، فإن الدورة تواجه انتقادات من بعض الأشخاص الذين يرون أنها تضيع وقت ومال الطلاب في شيء لا يفيدهم في الحياة العملية أو الأكاديمية. ويشككون في كيفية مساعدة الدورة الطلاب على الدخول والنجاح في سوق العمل المتطور في التكنولوجيا.
وتضيف بعض الكليات الآن فصولًا تركز على موضوعات مثل تايلور سويفت، مما قد يزيل إحساس الرهبة من الدراسة الجامعية. ويأتي فصل ألعاب الفيديو من جامعة كاليفورنيا، في الوقت الذي تظهر فيه التقارير أن طلاب الجامعات لا يتعلمون بنفس الطريقة التي كانوا يتعلمون بها قبل جائحة كوفيد 19. وأصبح المعلمين يركزون على تعلم المادة، بدلاً من التركيز على طرق التقييم النموذجية.
ومن جانب آخر، فإن هناك بعض الأشخاص الذين يرون أن الدورة تقدم فرصة للطلاب لتطوير مهاراتهم الإبداعية والتفكيرية والتحليلية، والتي قد تفيدهم في مجالات أخرى. ويقولون إن الدورة تعكس التغيرات الحاصلة في عالم التعليم والتكنولوجيا، والتي تتطلب من الطلاب التكيف مع الظروف الجديدة.
اقرأ أيضًا.. بلاي ستيشن بلس.. تعرّف على خدمة الألعاب الشاملة من سوني
ألعاب الفيديو تطور المهارات الإبداعية لدى الطلاب
ويدعم هذا الرأي، جيرالد كنيسك، أحد كبار المحاضرين في كلية الإدارة بجامعة ميشيغان–فلينت، الذي كتب في مقال افتتاحي لجامعة هارفارد للأعمال عام 2022، أن الطلاب يصبحون أكثر إبداعًا وتوجيهًا ذاتيًا، عندما يتم تنظيم الفصول الدراسية كمختبرات تعليمية، ولا يتم معاقبتهم على استكشاف أساليب جديدة، أو ارتكاب الأخطاء، أو طرح الأسئلة، أو الاعتراف بالفشل.
ويضيف كنيسك، في مقاله الذي نقله موقع ديلي ميل، أنه طبق أسلوب التصنيف هذا في فصوله الدراسية ووجد أن الطلاب يستمتعون أثناء عملهم في تمارين الفصل والمشاركة في مناقشات نشطة تتعلق بالموضوع المطروح.
اقرأ أيضًا: أمازون برايم جيمنج.. كيف تستمتع بالألعاب المجانية على المنصة؟
ويختتم المقال بالقول: «في ظل التطور السريع للتكنولوجيا والتعليم، قد يكون من المفيد للطلاب تجربة أشياء جديدة ومختلفة، مثل ألعاب الفيديو، التي قد تفتح لهم آفاقًا جديدة وتزيد من ثقافتهم ومعرفتهم. ولكن يجب أيضًا أن يكون لديهم حس التوازن بين الترفيه والتعلم، وأن يحافظوا على هدفهم الأساسي من الدراسة، وهو الحصول على شهادة جامعية تمكنهم من النجاح المهني».