أطلق الرئيس الأمريكي جو بايدن، مشروع عملة الدولار الرقمي من أجل تعزيز دور الولايات المتحدة كقوة مالية عالمية؛ وفي ذات الوقت تعهد بتوخي أقصى درجات الحذر في مواجهة المخاطر العديدة المرتبطة بهذه الخطوة.
وقد تلقى «بايدن»، تقريرًا من وزارة الاقتصاد الأمريكية حول مستقبل العملة، وإمكانية إنشاء عملة رقمية للبنك المركزي الأمريكي، بما يعزز دور الولايات المتحدة كقوة مالية عالمية.. فكيف يمكن أن تؤثر تلك الخطوة في النظام المالي العالمي؟
كيف سيؤثر الدولار الرقمي على النظام المالي العالمي؟
تعمل الوكالات الحكومية المعنية على إنشاء الإطار المنظم للأصول الرقمية، والذي يتضمن طرقًا لجعل التعامل مع الأصول الرقمية أسهل، وأكثر أمانًا وحماية من الاحتيال. لكن ماذا سيحدث في النظام المالي إذا نجح مشروع الدولار الرقمي؟
اقرأ أيضًا: مخاطر العملات المشفرة.. من المتضرر ومن المستفيد؟
من المتوقع أن يؤثر الدولار الرقمي على زيادة الخدمات المصرفية الاحتياطية الجزئية، وذلك حسب تقرير أصدره معهد بوينتر الأمريكي مؤخرًا، محذرًا أن تحول الاقتصاد العالمي إلى العملات الرقمية، قد يتسبب في زيادة الشكوك في مدى صلاحية النظام المصرفي التقليدي، وقدرته على حماية خصوصية المستخدمين.
توصيات التعامل مع الدولار الرقمي
أوصى معهد بوينتر الأمريكي، بوضع ضوابط محددة تضمن نظام التداول الرقمي حول العالم، مع الاحتفاظ في الوقت الحالي بجزء صغير فقط من التزامات الودائع يتم بالتحويلات الإلكترونية.
اقرأ أيضًا: البنوك المركزية تتجه إلى العملات الرقمية
من جانبه حذر مسؤول كبير في البيت الأبيض -طالبًا عدم الكشف عن اسمه- في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، من الاعتماد على الدولار الرقمي في الولايات المتحدة، لأنه ربما يهدد هيمنة الدولار الاقتصادية، والذي يضمن للولايات المتحدة موقعًا مميزًا في النظام المالي العالمي.
وأشار نفس المصدر إلى أنه ربما على الجانب الآخر، ربما يمثل الدولار الرقمي سلاحاً استراتيجياً حقيقياً للولايات المتحدة، مع الأخذ في الاعتبار أن أكثر من مئة دولة تدرس حاليًا إمكانية إطلاق عملة رقمية، أبرزها الصين.
وأوضح جيروم باول، رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أنه يتم دراسة تداول الدولار الرقمي عبر وسطاء في النظام المالي، مثل البنوك، ليكون قابلاً للتحويل بسهولة، وأن يجعل عملية التحقق من العملة الرقمية أسهل وأيسر، بما يضمن مكافحة عمليات غسيل الأموال.
موعد إطلاق الدولار الرقمي
وفقاً لما صرح به رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيرم باول، خلال حلقة نقاش حول التمويل الرقمي استضافها بنك فرنسا، فإن الأمر يحتاج إلى موافقة كل من السلطة التنفيذية والكونجرس من أجل إنشاء عملة رقمية مدعومة من البنك المركزي.
اقرأ أيضًا: هبوط العملات المشفرة وسيلة لتحقيق مكاسب!
وأوضح أن إطلاق الدولار الرقمي، ربما يستغرق حوالي عامين حتى يتمكن البنك الفيدرالي من بناء ثقة الجمهور في التحليلات والاستنتاجات النهائية والتي مازالت تحت الدراسة ولم يتم الانتهاء منها.
وأكد أن العمل بنظام العملات الرقمية المستقرة، يحتاج أيضاً إلى تنظيم للمساعدة في ضمان أن الدولة لديها احتياطيات كافية يمكن من خلالها تلبية عمليات الاسترداد النموذجية لأصل مقابل الدولار الواحد. مشيراً إلى أن الدور الرئيسي الذي يعمل عليه المسؤولون في الولايات المتحدة قبل إطلاق العمل بالعملات الرقمية؛ هو التأكد من حماية عملة الدولة بالشكل الكافي.