أحدثت كتابات ماثيو بول (Matthew Ball) حول عالم الميتافيرس (Metaverse) ضجة كبيرة، خاصة بعدما نشر كتابه (The Metaverse and How it Will Revolutionize Everything) في يوليو 2022. وأصبح هذا الكتاب من أكثر الكتب مبيعًا، إذ تناول الحديث عن الثورة المتوقعة بسبب الميتافيرس،
يرى ماثيو بول أن عالم ميتافيرس سيصبح ضرورة مع مرور الوقت، وسيلجأ إليه العديد من الناس، وأوضح خلال مقابلة مع صحيفة إنتيليجنسير (Intelligencer)، أن التقنيات الحديثة بما في ذلك الميتافيرس لن تصبح بديلًا، بل ستصبح تقنية مكملة للتقنيات الموجودة في الحياة اليومية، لجعلها أسهل وأسرع وأرخص وأفضل مما كانت عليه.
كيف تخدم تقنية ميتافيرس المواطنين حاليًا؟
يعتبر مستقبل الميتافيرس شبيها بما عليه الإنترنت حاليًا وربما أكثر، حيث سوف يعتمد عليه الناس في العمل، والتواصل الاجتماعي، وجميع النواحي المالية، والعلاجية، والترفيهية، ومختلف نواحي الحياة.
اقرأ أيضًا: تجارب طيران الإمارات المثيرة.. رموز NFT وفرص عمل في الميتافيرس
ولتوضيح تأثير تقنية ميتافيرس، أعطى ماثيو بول مثالًا على المحاكاة الافتراضية التي يمكن ابتكارها لتحديد شخص معين، من خلال استغلال شبكة الكاميرات في متاجر أمازون جو (Amazon Go) للتأكد من شكل الشخص وحجمه وطريقة المشي.
ويضيف ماثيو بول في كتابه أن تلك الوسيلة تعد إحدى الطرق المستخدمة في المطارات مثل فانكوفر وهونج كونج للاحتفاظ بمعلومات تواجد الأشخاص في المطارات، وما يعنيه ذلك في تحديد البوابات وما يحدث في الحريق أو الكوارث.
ميتافيرس ومخاوف الخصوصية
يدفع تزايد الإقبال على دخول عالم ميتافيرس إلى التساؤل حول دور الكمبيوتر والوصاية الذاتية على البيانات وإجراءات الحراسة الوطنية للبيانات؟ إذ يتعلق الميتافيرس بجعل العالم واضح للبرامج المختلفة لمحاكاته، مثل نظارات وألعاب الواقع الافتراضي.
اقرأ أيضًا: تجربة الميتافيرس بواسطة آيفون 14
وينبغي التأكيد على أن الميتافيرس هو مكان لاكتشاف الحياة، عكس الإنترنت الذي يمثل نظرة على حياة الشخص اليومية، من خلال التقاط الصور ورفعها عبر التطبيقات المختلفة مثل إنستجرام (Instagram)، ما يعطي للمنصات والتطبيقات السلطة للاطلاع على جزء كبير من الحياة اليومية.
يقول ماثيو بول إن هناك بعض المناطق مثل دول الاتحاد الأوروبي، لا تتساهل مع جمع البيانات، إذ تركز سلطات الاتحاد الأوروبي على طبيعة البيانات التي يتم جمعها وكيفية تخزينها وجمعها أو التخلص منها.
كيف سيؤثر الميتافيرس على العالم؟
«هناك استخدامات واضحة لتقنية العالم الافتراضي لكن هناك الكثير من الاستخدامات التي ستظهر مع مرور الوقت». هكذا قال ماثيو بول في لقائه، موضحًا أن تطور متجر ألعاب آبل (Apple) يعد أفضل مثال على ظهور استخدامات مختلفة لتقنيات لم تكن في الحسبان، إذ عارض ستيف جوبز في البداية إنشاء متجر ألعاب لأجهزة آيفون، ولكن ظهرت الحاجة لذلك مع مرور الوقت.
تسلا والقيادة الذاتية
ومثالًا على التطبيقات الحالية للعالم الافتراضي، فقد أعلنت شركة تسلا (Tesla) الأسبوع الماضي عن تجربة محاكاة افتراضية حية للمركبات في مدينة سان فرانسيسكو لتحسين تقنية القيادة الذاتية في سياراتهم.
العمارة في الميتافيرس
أما في مجال العمارة، تستخدم تقنية المحاكاة الافتراضية لتحسين كفاءة الطاقة والتصميم، من خلال فهم تأثير البيئة المحيطة على المبنى، ما يوفر الوقت والجهد.
التعليم في العالم الافتراضي
وفي مجال التعليم، تعتبر المحاكاة ثلاثية الأبعاد أكثر جاذبية للأطفال من مجرد القراءة من الكتاب المدرسي، لذا من المتوقع أن يكون للعالم الافتراضي دورًا فعالًا في عملية التعلم مستقبلًا.
هل تضغط تقنية ميتافيرس على شركة ميتا؟
تطرق بول في حديثه إلى إعلان ميتا (Meta) حول تأثير تغيير سياسة الخصوصية في أجهزة أبل (Apple)، إذ أشارت الشركة أن الأمر سيقلل التدفق النقدي التشغيلي بأكثر من 10 مليارات دولار هذا العام.
كما أضاف أن شركة ميتا تتعرض لضغوط بسبب التباطؤ الاقتصادي بشكل عام، والذي أثر على مجال الإعلانات الرقمية، الأمر الذي انعكس على عدة شركات مثل سناب (Snap) وليس ميتا فقط.
وأخيرًا، أوضح ماثيو بول أن ميتا تدفع ثمن النمو المشبع في تطبيق فيسبوك (Facebook) على مدار سنوات، وهو ما تزامن مع ظهور منافس آخر وهو تطبيق تيك توك (TikTok)، نافيًا أن تكون الضغوط التي تتعرض لها ميتا بسبب تقنية ميتافيرس الجديدة فقط.
ماذا قالوا عن ماثيو بول؟
ماثيو بول (Matthew Ball) هو الرئيس التنفيذي لشركة إيبليون (Epyllion)، وهي شركة قابضة متنوعة تعمل في مجال الاستثمارات وتقدم خدمات استشارية وتنتج برامج تلفزيونية وأفلام وألعاب فيديو.
كتب ماثيو بول عدة مقالات حول العالم الافتراضي، وتقنية الميتافيرس، في عدة صحف ومواقع عالمية مثل: بلومبرج (Bloomberg)، وذا نيويورك تايمز (The New York Times)، ووول ستريت جورنال (Wall Street Journal). كما شغل بول سابقًا منصب رئيس الاستراتيجية في أمازون ستوديوز (Amazon Studios).
دعا مارك زوكربيرج (Mark Zuckerberg) الرئيس التنفيذي لشركة ميتا أي شخص يريد التعرف على ميتافيرس إلى قراءة مقالات ماثيو بول، إذ تضمنت عدة جوانب لما يمكن أن يكون عليه عالم ميتافيرس.
أما عن برايان أرمسترورنج (Brian Armstrong) الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لمنصة كوين باس (Coinbase)، فقد أوضح أن نظرة شركته لعالم ميتافيرس قد تأثرت بشدة بكتابات وآراء ماثيو بول.