اليوم، العيون جميعها على الشرق الأوسط. فمع العلم بأن هذه المنطقة كانت وستزال مصدر اهتمام العالم أجمع بسبب ثرواتها وموقعها الاستراتيجي، إلا أن نظرة العالم اليوم تجاهه تغيرت بشكل كبير ليصبح واحة الاستثمار المعاصر.
أجل، عديدة هي شركات رأس المال الاستثماري التي تبحث اليوم عن استثمار لها في هذه المنطقة. والأمر ليس مجرد أقوال ووعود، فقد أرسلت شركات كبيرة مثل أندريسن هورويتز Andreessen Horowitz وتايجر جلوبال Tiger Global وأي في بي IVP فرقها إلى قطر والإمارات والسعودية لتحقيق أهدافها الاستثمارية.
اقرأ أيضًا..الذكاء الاصطناعي.. وسيلة جديدة تحقق الأرباح وتسهّل الحصول على التمويل
السعودية.. مصدر اهتمام الشركات الدولية
تعيش شركات رأس المال الاستثماري في وادي السيليكون فالي اليوم حالة من الانكماش في التمويل، وشح في مساهمة الداعمين التقليديين، الأمر الذي دفعها وبشكل قوي للالتفات نحو منطقة الخليج. فتضع هذه الشركات الضخمة كل آمالها في صناديق الثروة السيادية الضخمة في المنطقة، باحثة عن يد الإنقاذ. وكأي علاقة مؤلفة من طرفين، يبحث أصحاب القرار في منطقة الخليج عن الاستفادة من هذا الإقبال المتزايد، بهدف تنويع اقتصادهم وتطويره على المدى الطويل كما المستدام.
ولا شك في أن التغيير واقع لا محال. فقد تتغير نظرة بعض الجهات العالمية حول الدول في الشرق الأوسط لتتحول إلى أنه ملاذ. وتأكيدًا على ذلك، أفادت صحيفة فاينانشيال تايمز بأن بعض شركات رأس المال الاستثماري ستضطر إلى التراجع عن موقفها تجاه مقاطعة السعودية الذي سبق واتخذته استنادًا إلى سجل المملكة بشأن قضايا حقوق الإنسان.
اقرأ أيضًا.. صراع الأغنياء.. جيف بيزوس ينافس ماسك بالاستثمار في الفضاء مع ناسا
صناعة التكنولوجيا ومشاكل التمويل
فالحياة يومٌ لك ويوم عليك. فبعد أن ذهب العرب بكل طاقاتهم وجهودهم بحثًا عن الفرص الذهبية في الغرب، ها هي شركات الغرب تأتي اليوم إلى المنطقة بحثًا عن العرب نفسهم وطاقاتهم وقدراتهم في هذا العالم المالي والاقتصادي. وفي حديثه مع صحيفة فاينانشيال تايمز، أشار إبراهيم عجمي، رئيس المشاريع في مبادلة كابيتال، وهي فرع بقيمة 6 مليارات دولار من صندوق الثروة السيادية في أبو ظبي، إلى أن مشاكل التمويل قد أدت إلى إضعاف صناعة التكنولوجيا.
وبالفعل، أظهر تقرير كرنش بايس Crunchbase انخفاض معدل التمويل العالمي بنسبة 53% في العام الماضي مقارنة بالعام السابق له، وفقا لموقع فاينانشل تايمز. هذا وقد اصطُحِب هذا الانخفاض بانخفاض آخر في إيرادات الشركات الناشئة الأوروبية بنسبة 66% مقارنة بالعام السابق. كما اشتدت المنافسة بين شركات رأس المال الاستثماري الأوروبية وتلك الأميركية، ما فرض عواقب وتحديات صعبة على أوروبا. وهذا الصراع ليس بالسري، فقد أعرب عنه روب موفات Rob Moffat ، الشريك في شركة بالدرتون كابيتال Balderton Capital ومقرها المملكة المتحدة، في مقابلة مع بايمنتس PYMNTS، مبررًا لجوء الشركات الأوروبية إلى منطقة الخليج بحثًا عن الاستثمار وتهربًا من التصادم مع الشركات الأميركية المعتادة.
اقرأ أيضًا.. كيف يساعد برنامج ChatGPT على الاستثمار في الأسهم؟