أعلن الملياردير إيلون ماسك، مؤسس شركة نيورالينك، نجاح أول عملية لزرع شريحة نيورالينك في دماغ مريض بشري. ونشر ماسك على منصة التواصل الاجتماعي إكس، الاثنين، أن النتائج الأولية تشير إلى ارتفاع مستوى النشاط العصبي للمريض. والنشاط العصبي هو العملية التي تستخدمها الخلايا العصبية لنقل الإشارات الكهربائية والكيميائية داخل الدماغ وبين الدماغ والجسم، وفقًا للمعهد الوطني للصحة.
ما هي شركة نيورالينك وما أهدافها؟
شركة نيورالينك هي شركة ناشئة تأسست عام 2016، وتهدف إلى تطوير واجهات دماغية حاسوبية تمكن الأشخاص من التواصل مع الأجهزة الإلكترونية باستخدام أفكارهم فقط. وقد حصلت الشركة على تصريح من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية العام الماضي لإجراء أول تجربة بشرية لزرعها. وفي سبتمبر، أعلنت الشركة أنها حصلت على موافقة لبدء التجنيد في التجربة البشرية لمرضى الشلل.
تهدف الشركة إلى تحسين قدرات البشر ومساعدتهم على التغلب على بعض الإعاقات والأمراض العصبية.
وقدرت قيمة الشركة بنحو 5 مليارات دولار في يونيو، وهي واحدة من العديد من المشاريع الطموحة التي يقودها ماسك، الذي يعرف أيضًا بتأسيس شركة تسلا للسيارات الكهربائية وشركة سبيس إكس للفضاء. ويقول ماسك إنه «يهدف إلى تحسين حياة البشر وحماية مستقبلهم من خلال تقنياته الابتكارية».
اقرأ أيضًا.. شريحة إيلون ماسك: هل تتوقف تجارب نيورالينك بعد وقائع «قتل رحيم» للقردة؟
كيف يمكن زرع شريحة نيورالينك؟
في منشور على موقع X، الذي كان يُعرف سابقًا بتويتر، أعلن ماسك أن شركة نيورالينك قامت بزراعة رقاقة في دماغ أول مريض بشري، وأنه يتماثل للشفاء ويظهر نتائج مشجعة. وفقًا لماسك، تم إجراء العملية بموافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وتم اختيار المريض من بين مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من شلل رباعي أو التصلب الجانبي الضموري.
The first human received an implant from @Neuralink yesterday and is recovering well.
Initial results show promising neuron spike detection.
— Elon Musk (@elonmusk) January 29, 2024
وتستخدم الشركة روبوتًا جراحيًا لزرع واجهة دماغية حاسوبية في منطقة من الدماغ تسمى القشرة الحركية، وهي المسؤولة عن التحكم في الحركة. وتقول الشركة إن الهدف الأولي من الزرع هو تمكين المرضى من التحكم في مؤشر الكمبيوتر أو لوحة المفاتيح بواسطة أفكارهم. وتستخدم الشركة خيوطًا دقيقة جدًا لنقل الإشارات من الدماغ إلى الواجهة الدماغية الحاسوبية.
ومع ذلك لم تكشف شركة نيورالينك عن تفاصيل التجربة البشرية الأولى أو عن هوية المريض الذي تم زرع الشريحة في دماغه.
ما هي مزايا الرقاقة وما اسمها؟
وفقًا لبلومبرغ، أطلق ماسك على الرقاقة اسم Telepathy، وقال إنها ستمكن المستخدمين من التحكم في هواتفهم أو أجهزة الكمبيوتر أو أي جهاز آخر بمجرد التفكير فيه. وأضاف أن الرقاقة ستكون مفيدة بشكل خاص للأشخاص الذين فقدوا القدرة على استخدام أطرافهم، وأنها ستسمح لهم بالتواصل بسرعة وسهولة. واستشهد بمثال العالم الراحل ستيفن هوكينج، الذي كان يعاني من التصلب الجانبي الضموري، وقال: «تخيلوا لو كان بإمكانه التحدث أسرع من الكاتب أو البائع بالمزاد. هذا هو الهدف».
اقرأ أيضًا.. هل تعيد شريحة نيورالينك البصر للذين فقدوه؟
ما هي التحديات والانتقادات التي تواجه شركة نيورالينك؟
لم تكن شركة نيورالينك الوحيدة التي تعمل على تطوير تقنية زراعة الدماغ، فهناك شركات أخرى مثل بلاك روك نيوروتيك (Blackrock Neurotech) وساينكرون (Synchron) تنافسها في هذا المجال. وقال كيب لودفيغ، المدير المشارك لمعهد ويسكونسن للهندسة العصبية الانتقالية، إن شركة نيورالينك تحتاج إلى إثبات قدرتها على تقديم أداء أفضل من هذه الشركات في تسجيل وتحليل نشاط الدماغ.
كما تواجه شركة نيورالينك انتقادات من بعض جماعات حقوق الحيوان، التي تعارض استخدام الرئيسيات في التجارب العلمية. وفي العام الماضي، نشرت شركة نيورالينك فيديو يظهر قردًا يلعب لعبة فيديو باستخدام رقاقة مزروعة في دماغه. وانتقدت لجنة الأطباء للطب المسؤول هذه التجربة، وقالت إنها تعرض الحيوانات للمخاطر والإصابات.
وذكرت رويترز في وقت سابق من هذا الشهر أن الشركة تم تغريمها من قبل وزارة النقل الأمريكية (DOT) لانتهاكها قواعد نقل المواد الخطرة. وطالب أربعة مشرعين في نوفمبر الماضي هيئة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية بالتحقيق في ما إذا كان ماسك قد ضلل المستثمرين بشأن سلامة تقنيتها بعد أن أظهرت السجلات البيطرية مشاكل في عمليات زرع القرود بما في ذلك الشلل والنوبات وتورم الدماغ، وفقًا لرويترز.
اقرأ أيضًا.. كل شيء عن زرع شريحة إيلون ماسك في أدمغة البشر
ما هي الخطوات المستقبلية لشركة نيورالينك؟
رغم التقدم الذي أحرزته شركة نيورالينك، فإن زراعة الدماغ التجارية لا تزال بعيدة المنال. وقال جيمي هندرسون، مستشار شركة نيورالينك وأستاذ جراحة الأعصاب بجامعة ستانفورد، إنه لا يجب المبالغة في توقعات هذه التقنية، وأنها تحتاج إلى المزيد من البحث والتطوير. وأضاف أن الرقاقة التي تم زراعتها في المريض هي نسخة مبسطة من النسخة النهائية، وأنها تحتاج إلى تقليل حجمها وزيادة كفاءتها.
وقال ماسك إن شركة نيورالينك تخطط لإجراء المزيد من التجارب البشرية في السنوات القادمة، وأنها تأمل في زراعة الرقاقة في 11 مريضًا في عام 2024. وقال إن الهدف النهائي هو جعل الرقاقة متاحة للجميع، وأنها ستكون بمثابة «تحديث للدماغ».