تخيل للحظة أن تتلقى نصيحة استثمارية تحول مسار حياتك نحو الثروة الفاحشة. هذا بالضبط ما قدمه جيف بيزوس، العقل المدبر وراء أمازون، لشقيقيه بنصيحة بسيطة قيمتها 10 آلاف دولار كانت بمثابة بطاقة دخولهما إلى عالم المليارديرات.
وجيف بيزوس، الرجل الذي يقف وراء إمبراطورية التجارة الإلكترونية العملاقة أمازون، والذي يمتلك حصة كبيرة فيها، يُعد الآن ثاني أغنى شخص في العالم بثروة تُقدر بـ 205 مليارات دولار، وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
نصيحة جيف بيزوس إلى شقيقيه
في منتصف التسعينات، قام بيزوس بخطوة جريئة بالاستثمار بمبلغ 10 آلاف دولار في مشروع متجر كتب ناشئ على الإنترنت كان يحمل مخاطر عالية. لكن بالنسبة لشقيقيه، مارك وكريستينا، كان هذا القرار بمثابة الخطوة الأولى نحو الانضمام إلى قائمة المليارديرات.
كشف تقرير بلومبرغ أنه في عام 1996، استثمر كل من مارك وكريستينا 10 آلاف دولار لشراء 30 ألف سهم في أمازون. ومع تقدم الزمن، نما هذا الاستثمار بشكل مذهل، حيثيُ قدر أن حصة كل منهما ألآنتتجاوز المليار دولار، بزيادة تصل إلى 10,249,900%.
اقرأ أيضًا: جيف بيزوس.. 4 صفات استثنائية وراء ثاني أغنى رجل بالعالم
وفقًا لتقرير نُشر على موقع بيزنيغما بتاريخ 31 يوليو 2018، كانت قيمة الحصص التي يمتلكها شقيقا بيزوس تُقدر بـ 640 مليون دولار لكل منهما، استنادًا إلى سعر إغلاق سهم أمازون الذي كان 91 دولارًا في ذلك الوقت. واليوم، مع ارتفاع سعر سهم أمازون إلى 149 دولارًا، تُقدر قيمة حصصهما بـ 1.044 مليار دولار لكل منهما.
جيف بيزوس: الإقناع والرؤية نحو إمبراطورية أمازون
مع بزوغ فجر التجارة الإلكترونية، أطلق جيف بيزوس مشروعه الرائد بتأسيس أمازون في يوليو 1994، في عصر كان الإنترنت فيه حكرًا على المؤسسات الحكومية والأكاديمية.
بيزوس، الذي لم تثنه العقبات، استمر في تنمية رؤيته لإمكانات الإنترنت الواسعة، مدركًا الحاجة إلى دعم المستثمرين لتحقيق طموحاته.
إقناع المستثمرين بالمشروع، خاصةً عندما تكون الفرصة محفوفة بالمخاطر، كان تحديًا كبيرًا. كيف يمكن للمرء أن يقنع الآخرين بالمخاطرة بأموالهم في مشروع غير مضمون؟
اقرأ أيضًا: جيف بيزوس.. قصة موظف وول ستريت الذي تحول إلى ملك التجارة الإلكترونية
بيزوس، واضعًا في اعتباره هذه المخاطر، حذر عائلته وأصدقائه من احتمالية خسارة 70% من استثماراتهم. وفقًا لكتاب «متجر كل شيء: جيف بيزوس وعصر أمازون» أوضح بيزوس لعائلته المخاطر قائلاً: «أريدكم أن تكونوا على دراية بالمخاطر، فأنا أتطلع لأن أظل مرحبًا في منزلنا في عيد الشكر حتى لو لم ينجح الأمر».
في عام 1994، عقد بيزوس 60 اجتماعًا مع العائلة والأصدقاء والمستثمرين المحتملين لإقناعهم بالاستثمار في فكرته لمتجر الكتب عبر الإنترنت. من بين 60 شخصًا، اقتنع 38 فقط بالفكرة. وبعد سنوات، عندما تأمل بيزوس في تلك الرفضات المبكرة، لاحظ أن البعض ما زال يشعر بالندم على قرارهم، سواء بقبولهم له كجزء من الحياة أو بتجنب الحديث عنه لأنه مؤلم.
مسيرة أمازون نحو النجاح لم تكن سهلة؛ فقد طُرحت للاكتتاب العام في 15 مايو 1997 بسعر 18 دولارًا للسهم، وواجهت الشركة تقلبات عديدة على مر السنين. ومع ذلك، تحت قيادة بيزوس، لم تنجح أمازون في البقاء فقط، بل نمت وتوسعت لتصبح أكثر من مجرد منصة للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت، ووصلت قيمتها إلى حوالي 1.5 تريليون دولار.
مسار مارك وكريستينا بيزوس في ملحمة أمازون
تُظهر مسيرة الأخوين بيزوس مع أمازون، التي تحولت من استثمار محفوف بالمخاطر إلى عوائد بالمليارات، القوة الكامنة في ريادة الأعمال الذكية والفرص الهائلة التي يقدمها الاقتصاد الرقمي. قصتهما، المتداخلة مع صعود أمازون كواحدة من أقوى الشركات عالميًا، تبرز أهمية المخاطرة الاستراتيجية في عالم التكنولوجيا والتجارة الذي يتطور بسرعة.
اقرأ أيضًا: كيف تنجح على طريقة جيف بيزوس ثاني أغنى رجل بالعالم؟
قصة الأخوين بيزوس ليست مجرد حكاية عن الثروة، بل هي دليل على ما يمكن أن تحققه الشركات الناشئة. إنها تذكرة بأن الاستثمار في الشركات الجديدة، على الرغم من المخاطر، قد يؤدي إلى نتائج استثنائية.
إن رحلة الأخوين بيزوس، هي قصة عن رؤية الإمكانيات في الأفكار الجريئة والاستعداد لدعمها، حتى في وجه عدم اليقين، ولذلك فكر في الإثارة من كونك جزءًا من مشروع يبدأ صغيرًا وينمو ليصبح ظاهرة عالمية، محققًا مكاسب هائلة – هذا هو سحر الاستثمار في الشركات الناشئة، كما حدث عندما تحولت مكتبة صغيرة على الإنترنت إلى عملاق التكنولوجيا المستقبلي.