جيف بيزوس هو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أمازون، واحدة من أكبر وأنجح شركات التكنولوجيا في العالم، وهو أيضًا ثالث أغنى رجل في الكوكب، بثروة تقدر بنحو 156 مليار دولار، وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات. لكن قصة نجاحه لم تكن سهلة أو متوقعة، فقد بدأ حياته المهنية كموظف في شركة استثمارية في وول ستريت، قبل أن يقرر ترك كل شيء وخوض مغامرة ريادة الأعمال.
جيف بيزوس.. من كراج منزل إلى امبراطورية أمازون
في عام 1994، أطلق جيف بيزوس موقع أمازون من كراج منزله في سياتل، وكان الهدف منه بيع الكتب عبر الإنترنت، ولم يكن لديه أي ضمانات أو تمويل كاف، ولكنه كان مقتنعًا بفكرته وبإمكانية الاستفادة من النمو السريع للإنترنت في ذلك الوقت. وبعد عام واحد من إطلاقه، أرسل أول طلبية لزبون، وبعد عامين، بدأ يبيع الكتب في جميع أنحاء العالم.
اقرأ أيضًا.. التجارة الإلكترونية.. الطريق إلى الحرية المالية
مع مرور الوقت، توسعت أمازون لتشمل منتجات وخدمات متنوعة، مثل الألعاب والموسيقى والأفلام والملابس والأجهزة الإلكترونية والبقالة والصحة والجمال والتعليم والترفيه والسحابة الحوسبية والذكاء الاصطناعي والروبوتات والسيارات الذاتية القيادة والسفر إلى الفضاء. وأصبحت أمازون واحدة من أكثر الشركات قيمة في العالم، بقيمة سوقية تتجاوز تريليون دولار، بحسب تقرير بيزنس إنسايدر.
في عام 2021، قرر جيف بيزوس التنحي عن منصبه كرئيس تنفيذي لأمازون، وتسليمه لآندي جاسي، الذي كان مسؤولًا عن خدمات الويب في أمازون، والتي تعتبر أكثر الأقسام ربحية في الشركة. ولكن بيزوس لم يتقاعد تمامًا، بل انتقل إلى منصب رئيس مجلس الإدارة، وظل يشارك في القرارات الاستراتيجية والابتكارية.
جيف بيزوس.. من أمازون إلى شركة للسفر إلى الفضاء
ومن بين مشاريعه الحالية، تبرز شركته للسفر إلى الفضاء «بلو أويرجين Blue Origin»،، التي تهدف إلى جعل الفضاء متاحًا للجميع، والتي نجحت في إرساله هو وثلاثة ركاب آخرين إلى حافة الفضاء في يوليو 2021. ويمتلك بيزوس أيضًا صحيفة واشنطن بوست، والتي اشتراها في عام 2013 بمبلغ 250 مليون دولار، والتي حولها إلى واحدة من أهم وسائل الإعلام الرقمية في العالم. وبالإضافة إلى ذلك، يمتلك بيزوس مجموعة من الأصول العقارية الفاخرة في مختلف الولايات المتحدة وخارجها، ويختًا ضخمًا يسمى كورو، والذي يحتوي على حديقة وملعب للجولف ومهبط للطائرات.
اقرأ أيضًا: من بائع ألواح تزلج إلى امتلاك شوبيفاي وثروة مليارية.. مَنْ توبياس لوتكي؟
هكذا، يعد جيف بيزوس مثالًا للطموح والرؤية والابتكار، وهو يواصل تحدي نفسه والعالم بأفكاره الجريئة والمستقبلية. ورغم كل الانتقادات والتحديات التي واجهها، فإنه لا يزال يسعى إلى تحقيق رؤيته لجعل الحياة أفضل للبشرية.
جيف بيزوس.. تفوق على بيل غيتس
جيف بيزوس لم يكتف بإنشاء أمازون، بل استمر في تطويرها وتنويعها، حتى تحولت من شركة ناشئة إلى شركة عملاقة تقدم حلولًا وخدمات في مختلف المجالات، من التجارة الإلكترونية إلى البث المباشر إلى الذكاء الاصطناعي. وبفضل هذا النجاح الهائل، ارتفعت قيمة أسهم أمازون بشكل كبير، وبالتالي ارتفعت ثروة بيزوس، التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحصته في الشركة، والتي تبلغ نحو 10%.
وفي عام 2017، حقق بيزوس إنجازًا تاريخيًا، عندما تجاوز ثروته 100 مليار دولار، وأصبح أغنى شخص في العالم، متفوقًا على الملياردير بيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت. الذي كان يحتل هذا المركز لسنوات طويلة. ومنذ ذلك الحين، ظل بيزوس في صدارة قائمة أثرياء العالم، مع بعض التنافس مع الملياردير إيلون ماسك، مؤسس شركة تسلا وشركة سبيس إكس.
اقرأ أيضًا.. هل يسيطر الاقتصاد الرقمي على التجارة والخدمات المصرفية؟
تبرعات بمليارات الدولارات
ولكن بيزوس لم يكن مهتمًا فقط بتراكم الثروة، بل كان أيضًا مهتمًا بإنفاقها على أشياء تهمه وتلهمه. فقد تبرع بمليارات الدولارات لدعم قضايا اجتماعية وبيئية، مثل مبادرة بيزوس للأرض، التي تهدف إلى مكافحة تغير المناخ، وصندوق بيزوس لليوم العالمي، الذي يهدف إلى مساعدة الأسر المشردة. وقد وقع أيضًا على وعد العطاء، الذي يلتزم بتخصيص نصف ثروته للأعمال الخيرية.
ومن ناحية أخرى، أنفق بيزوس أمواله أيضًا على تحقيق أحلامه ورغباته، مثل شراء يخت فاخر يسمى كورو تبلغ قيمته 500 مليون دولار والذي يحتوي على مرافق مذهلة، مثل حديقة وملعب جولف ومهبط طائرات. واشترى أيضًا عدة منازل في مواقع مختلفة، مثل هاواي وميامي ونيويورك وواشنطن، والتي تعكس ذوقه الرفيع والمتطور. ولم ينسَ بيزوس أن يمتع نفسه بالسفر والمغامرة، فقد اقتنى طائرتين خاصتين، وسافر إلى الفضاء مع شركته بلو أوريجين.