يُعد الملياردير ستيف شوارزمان، أحد أبرز المستثمرين في الولايات المتحدة، حيث عمل على تأسيس شركة بلاكستون في عام 1985، وأصبحت منذ ذلك الحين أكبر شركة لإدارة الأصول البديلة في العالم، بأصول تزيد عن تريليون دولار، بينما حقق شوارزمان نفسه ثروة صافية قدرها 39 مليار دولار.
ولكن على مدار تاريخه الاستثماري اتبع ستيف شوارزمان الرئيس التنفيذي لشركة بلاكستون، بعض قواعد الاستثمار الأساسية لدفع محفظته الشخصية وشركته.
وقدم موقع «غو بانكيغ رايت» 5 قواعد استثمار أساسية التي كانت سر نجاحه، ويمكن أن تفيد جميع رواد الأعمال.
استثمر في الأصول البديلة
بينما كان الملياردير ستيف شوارزمان، موظفًا يعمل في بنك ليمان براذرز في الثمانينيات، رأى إمكانية الاستثمار في الأسهم الخاصة، وكان هذا بداية دخوله في الاستثمار.
وقال شوارزمان لمجلة فوربس: «اعتقدت أنه يمكننا جمع المزيد من الأموال باعتبارنا واحدة من أكبر شركات الاستثمار في العالم، رفضت اللجنة التنفيذية لبنك ليمان براذرز الدخول في أعمال الأسهم الخاصة، وهو ما أعتقد أنه كان قرارا مكلفا من جانبهم».
وعندما أنشأ شركته، جعل شوارزمان الأصول البديلة جزءًا أساسيًا من استراتيجيته الاستثمارية.
وقال: «الشركات مثلنا كانت رائدة في الدخول في فئات أصول بديلة أخرى مثل العقارات وصناديق التحوط والائتمان»، ولا يزال شوارزمان يوصي بفئات الأصول هذه للمستثمرين اليوم.
اقرأ أيضًا: لماذا لا يُفضل أسطورة الاستثمار وارن بافيت الذهب؟
تنويع محفظتك الاستثمارية
إن التنويع ليس استراتيجية بالنسبة للملياردير ستيف شوارزمان؛ بل هو القاعدة الأساسية في طريقته للاستثمار.
وقال ستيف شوارزمان لمجلة فوربس: «لدينا الآن 72 استراتيجية مختلفة للاستثمار، وعندما بدأنا، كانت هناك واحدة، وبمرور الوقت، تغير العالم، وكان من المنطقي أكثر التنويع وإضافة تلك الاستراتيجيات الجديدة».
وتابع شوارزمان: «لكننا لم ننظر إليها على أنها تنويع، لقد نظرنا إلى الأمر على أنه أشياء مختلفة يجب الدخول فيها والتي كانت مقومة بأقل من قيمتها بشكل دوري حيث أن الدخول في هذا المجال من شأنه أن يؤدي عملاً رائعًا حقًا لعملائنا الأوائل الذين يعملون في منتجات أخرى. لذا فإن الأشخاص الذين لم يكونوا على دراية بما كنا نفعله ولماذا كنا نفعل ذلك، شعروا بأننا متنوعون».
لا بأس أن تدفع مبلغًا كبيرًا مقابل استثمار ذكي
على الرغم أن الملياردير ستيف شوارزمان يبحث عادة عن الأصول بأقل من قيمتها، فإن لديه قاعدة استثمارية أخرى وهي أنه لا بأس بدفع المزيد إذا كان يعتقد أن ذلك سيؤتي ثماره، وكان هذا هو الحال عندما استثمر في هيلتون في عام 2007.
وقال: «كنا نعلم أننا ندفع ثمنا باهظا للغاية مقابل ذلك، لكننا اعتقدنا أن هناك فرصتين رائعتين على الأقل لزيادة أرباح هيلتون».
ومن خلال افتتاح فنادق جديدة ودمج المقرات الثلاثة الحالية لشركة هيلتون في مقر واحد، كان يعتقد أنه يستطيع إضافة مليار دولار إلى أرباح الشركة، معلقًا: «عندما اشترينا الشركة، على الرغم من أننا دفعنا ما بدا أنه سعر كبير، اعتقدنا أن السعر كان جيدًا للغاية لأننا كنا نعلم أن ما اعتقدنا أنه يمكن تحقيقه بسهولة نسبيًا – وتبين أن ذلك كان صحيحًا».
وتابع: «إن الانتعاش الطبيعي للاقتصاد، بالإضافة إلى ذلك المليار دولار الإضافي من الأرباح، بالإضافة إلى النمو المستمر خلال فترة عملنا بأكملها والإدارة الأفضل للممتلكات الحالية، كل ذلك أعطانا عائدًا إجماليًا للربح قدره 14 مليار دولار، وهي نتيجة رائعة».
اقرأ أيضًا: «لماذا فشلت في مضاعفة إيرادات شركتي الناشئة؟».. رائد أعمال سعودي يروي تجربته
استشارة الآخرين قبل الاستثمار
بعد قيامه باستثمار ضعيف في إحدى شركات الصلب، أدرك ستيف شوارزمان أنه من المهم أن يستفيد من استشارة الآخرين قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن فرص الاستثمار.
وقال شوارزمان: «لقد قمنا بإعادة تصميم كيفية اتخاذ الشركة للقرارات، بدلاً من الاعتماد علي فقط، كل قرار يتم المضي قدمًا فيه سيشرك جميع الشركاء في الشركة في عملية رسمية للغاية بدلاً من العملية غير الرسمية التي كانت لدينا في السابق. كان لا بد من إدراج جميع عوامل الخطر ومناقشتها بشكل مستفيض فيما بعد بين الشركاء».
وتابع شوارزمان: «القاعدة البسيطة هي أنه يتعين على كل من على الطاولة مناقشة نقاط الضعف المحتملة في الصفقة والسيناريو الذي يمكن أن تخسر فيه الأموال، لقد اعتمدنا هذه العملية بشكل أساسي في كل ما نقوم به وما تمكنا من القيام به هو إضفاء الطابع الشخصي على عملية صنع القرار».
وعلى الرغم من أنك قد لا تتمكن من الوصول إلى الشركاء في إحدى شركات إدارة الأصول الكبرى؛ إلا أن الاستعانة بأحد المتخصصين الماليين يمكن أن يساعدك على اتخاذ قرارات استثمارية سليمة.
تحليل الاستثمارات على المستوى الجزئي والكلي
قبل القيام بالاستثمار، عليك إجراء التحليل المناسب لأي استثمار سوف تقدم عليه سواء كانت على مستوى الشركة التي تريد الاستثمار فيها أو على الصناعة ككل التي سوف تستثمر فيها.
اقرأ أيضًا: أفضل كتب الاستثمار للمبتدئين.. إليك 7 منها
وينظر شوارزمان إلى بعض العوامل الرئيسية على كلا المستويين قبل أن يقرر ما إذا كان سيستثمر أم لا.
وقال ستيف شوارزمان: «أولاً وقبل كل شيء، ننظر إلى: ما هي الدوافع العامة لنجاح هذه الشركة؟، لأننا نبحث عما نسميه الأحياء الجيدة، حيث يبدو أن هناك نموًا مدمجًا في هذه الصناعة وتلك الشركة، أما الشيء الكبير الآخر الذي ننظر إليه هو: هل يمكن لهذه الشركة التوسع جغرافيًا؟ لذا، فإننا ننظر حقًا إلى مدارج النمو للشركة والصناعة بالإضافة إلى التوسع الجغرافي».